تعتبر العين نافذتك للعالم، لذلك فيجب الحفاظ على صحة العيون والكشف الدوري عليهما عند طبيب العيون، فأمراض العيون كثيرة ومتشعبة ومنها ما هو شديد الخطورة وقد يؤدي إلى فقد البصر على المدى البعيد.
ومن أحد هذه الأمراض هو اعتلال الشبكية الصباغي، فما هو هذا المرض وما هي أعراضه وكيف يتم اكتشافه وتشخيصه وعلاجه، إليك المقال التالي.
وظيفة الشبكية في جسم الإنسان
بدأت أخصائية ورئيسة قسم العيون في مستشفى القاسمي “د. فاطمة إبراهيم الأميري” حديثها بأن الشبكية هي الجزء الخلفي للعين، فالعين كروية الشكل ولها جزء أمامي وجزء خلفي.
والشبكية هي الطبقة المبطنة لمحجر العين الخلفي، وهي طبقة رقيقة مشبعة بالأوردة والشرايين المغذية للعين نفسها.
التهاب الشبكية الصباغي
كان هناك اعتقاد أن التهاب الشبكية الصبغي هو مرض يصيب الشبكية ويكون عبارة عن تكتلات حول الالتهاب.
وفي القرن العشرين أكتشف العلماء أنه مرض وراثي يصيب البعض ويكون عبارة عن تصبغات في الشبكية، ويبدأ هذا المرض في عمر صغير حيث يشتكي المريض من العشى الليلي أي عند الخروج من إضاءة قوية إلى إضاءة خافتة يشعر أنه لا يرى شيء.
فالطبيعي أن الإنسان يتكيف بعد ثواني من تغير درجة الإضاءة، لكن هؤلاء المرضى يتكيفون بعد وقت اكثر من ذلك، وفي الشبكية يوجد لدينا نوعين من المستقبلات الضوئية وهي العصية والمخروطية، والمستقبلات العصية تكون في جوانب واطراف الشبكية وهي المسؤولة عن مجال الرؤية واستقبال الاضاءة ويبدأ الخلل في هذه الطبقة.
ومع تقدم العمر يبدأ المريض في فقد مجال الرؤية ومن ثم عند وصول هذه التصبغات إلى مركز الإبصار يفقد أكثر من 90% من المرضى النظر كليًا.
اسباب الإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي
هو مرض جيني يكون بارز في أحدى الوالدين أو يكون بسبب خلل أو طفرة جينية، وأحيانًا يكون الوالدين حاملين للمرض ولكن لا ينقلونه للأبناء.
ونسبة إصابة الرجال بهذا المرض أكثر من نسبة إصابة النساء، حيث يبدأ الأهل في ملاحظة أن العادات البصرية لدى طفلهم غير طبيعية، ويكون هناك عدم ارتياح في الرؤية لديهم، ويجب على الوالدين عند ملاحظة ذلك التوجه للطبيب فورًا.
وننصح بالكشف عند طبيب العيون في وقت مبكر من وقت بلوغ الطفل ثلاث سنوات لاكتشاف أي أمراض جينية قبل تفاقم المشكلة، فمن أهم أحد عوامل الاصابة بهذا المرض هو نقص فيتامين A في الجسم، فالتوعية المجتمعية في هذه الأمور تكون ذات أهمية كبيرة.
وتجدر الإشارة إلى أن التهاب الشبكية الصباغي يمكن أن تزيد نسبته مع اعتلال الشبكية السكري وماء العين و قصر النظر أو الاستجماتزم وما إلى ذلك من أمراض العيون التي تُسببها بعض الأمراض المزمنة أو بعض أمراض العيون.
فلذلك على مريض السكري التوجه إلى عيادات العيون بصفة مستمرة للكشف على العيون والتأكد من عدم تأثرها بداء السكري.
ففي بعض الأحيان تُصاب العيون بنزيف مفاجئ بسبب ارتفاع السكري، ويتم التعامل مع ذلك بإراحة العين لحين توقف النزيف لمعالجة البؤر التي تنزف من العين، ومن ثم إعطاء الحقن للعين وتكون هذه الحقن شهرية وتؤخذ لمدة ثلاثة شهور ونتابع حالة المريض بعدها، أو قد يحتاج يحتاج المريض لعمل الليزر كذلك.
وقد يحتاج المريض إلى التدخل الجراحي العاجل عند وصول النزيف إلى السائل الزجاجي للعين وتكون غشاء على مركز الابصار.
كيف يتم تشخيص المريض بالتهاب الشبكية الصباغي؟
هناك العديد من التقنيات الجديدة التي أدت إلى سهولة اكتشاف هذا المرض، ويكون التشخيص أولًا بالكشف السريري للمريض والكشف البصري للعين والشبكية، وهذه التصبغات تكون عبارة عن تصبغات خشابية عظامية، ومن ثم يتم تصوير طبقات الشبكية وفحص مجال الرؤية.
ومن التكنولوجيات المتبعة حاليًا هو عمل ERG وهو عمل تخطيط للعصب البصري للعين، ومن الفحوصات الحديثه عند الأطفال هو الفحص الجيني، وعند اكتشاف التهاب الشبكية الصبغي يتم عزل هذا الجين وإعادة حقنه في الشبكية.
كيف نقلل من تدهور إصابات العيون؟
اختتمت ” د. فاطمة” حديثها أننا يجب علينا الكشف الدوري على العيون وخاصة الأطفال، فعلى الأقل يجب الكشف عند طبيب العيون مرة في السنة.
كما ننصح بعدم اهمال أي شكوى مهما كانت بسيطة، ولا داعي لإجهاد العين والجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر.
وكذلك يجب أن يحافظ مرضى السكر والضغط على نسبة السكر في الدم ومستوى الضغط، فمرض السكري والضغط عاملين أساسيين في اعتلال الشبكية.
كما يجب على كبار السن قياس ضغط العين بشكل مستمر للتأكد من عدم اصابة العين بالماء الأزرق أو الأبيض، ويجب الحفاظ كذلك على ترطيب العين بشكل مستمر وخاصة عند ارتداء العدسات اللاصقة.
وختامًا يجب الحفاظ على التغذية فالعين تحتاج أيضًا إلى الغذاء كباقي أعضاء الجسم، وأيضًا الحفاظ على ارتداء النظارات في الشمس.