حديثنا اليوم عن مرض يُسمى التهاب السحايا عند الأطفال، للحديث عن التشخيص منذ بداية المرض والعلاج والأهم من ذلك الوقاية من هذا المرض.
تقول دكتورة مي ابو حاكمة “اخصائية أطفال وحديثي الولادة”، نبدأ بنبذة عن المرض وهو عبارة عن إلتهاب الغشاء المُحيط بالدماغ والنخاع الشوكي، وهذا الإلتهاب نوعين:
أنواع التهاب السحايا
١. التهاب السحايا الفيروسي:
وأعراضه بسيطة أقرب ما يكون لأعراض الأنفلونزا من رشح وسعال وحرارة وألم بالرأس، وفقدان للشهية، أما عن طريقة إنتشاره فهو عبارة عن فيرس ينتشر في الأجواء المحيطة فمثلاً لو أننا نجلس من الطفل المُصاب بنفس الغرفة يكون إنتشار الفيروس أسرع فهو ينتشر عن طريق العطس أو السُعال أو عدم الإهتمام بالنظافة الشخصية كغسل الأيدي وغيرها، وهو أكثر إلتهاباً من النوع الأخر.
٢. التهاب السحايا البكتيري:
وأعراضه آلام الرقبة، إرتفاع الحرارة الذي لا ينخفض بسهولة، تقيؤ، خمول شديد عند الطفل، إستمرار النوم لفترات طويلة، الإنزعاج الشديد من الضوء وفقدان القوى، بالإضافة إلى إنتفاخ فتحة الرأس عند الأطفال الأقل من سنة ونصف، وهذا المرض ينتشر بالإتصال المباشر مع المريض مما يؤدي إلى حدوث العدوى، ويُمكننا القول بأن البكتيريا المُسببة للمرض موجودة داخل جسم المريض وخاصة بالأنف والبلعوم فعندما تقوى هذه البكتيريا وتضعف المناعة تُهاجم الجسم فيظهر المرض.
- وللتميز بين النوعين يجب أخذ عينة من السائل الشوكي من أسفل الظهر وعمل تحليل يُبين بدوره هل هذا الإلتهاب فيروسي أو إلتهاب بكتيري.
- أما من حيث الخطورة على الطفل فيُعتبر التهاب السحايا البكتيري أخطر بكثير من الإلتهاب الفيروسي لأن هذا الأخير سريعاً ما يُشفى أما الإلتهاب الأخطر وهو الإلتهاب البكتيري يحتاج فترة أطول للعلاج تتراوح ما بين أسبوع أو أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بناءاً على نوع البكتيريا، يُعتبر هذا المرض خطير على الأطفال أقل من خمس سنوات وبناءاً عليه يجب سرعة فحص المرض وتشخيصه مُبكراً.
علاج التهاب السحايا الفيروسي
والجدير بالذكر أن التهاب السحايا الفيروسي ليس له مضاد حيوي إلا أنه يُعطى للطفل المريض بعض السوائل وخافض للحرارة، أما في بعض الحالات التي يتطور فيها المرض ويُسبب فيها التهاب السحايا الفيروسي إلتهاباً بالدماغ فيُعطى المريض آنذاك المضادات الفيروسية المناسبة للعلاج.
واقرأ أيضًا المزيد هنا
- مرض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال
- مشكلة الأذن البارزة عند الأطفال
- الوقاية من النزلات المعوية عند الأطفال
- ما هي أعراض حساسية الصدر عند الأطفال وعلاجها
علاج التهاب السحايا البكتيري
أما بالنسبة لعلاج التهاب السحايا البكتيري فيجب إعطاء المريض مضاد حيوي وننتظر حتى تظهر نتيجة تحليل زراعة البكتيريا فيتحدد بناءاً على نوع البكتيريا الظاهر في نتيجة الزراعة “المضاد الحيوي المناسب” للعلاج.
- ومن المعلوم أنه في حالة عدم العلاج تتفاقم المُضاعفات حتى أنها تصل إلى فقدان البصر، فقدان السمع، الشلل، صرع، تسمم بالدم حتى أنه قد تصل المُضاعفات إلى حدوث الوفاة.
- ويجب سرعة تشخيص والبدء في علاج الإلتهاب البكتيري بأسرع وقت ممكن لأنه وخلال ساعات قليلة يُمكنه تدمير الطفل.
- وكما هو معهود لدينا ومعلوم أن الوقاية خير من العلاج فلتجنب الأمراض عموماً ومرض إلتهاب السحايا بنوعيه خصوصاً يجب الإعتناء بالنظافة الشخصية وعدم التواجد في الأماكن المُكتظة، وعدم الإقتراب من الطفل المريض إلا على مسافة متر على أقرب الحدود، وإعطاء التطعيمات الخاصة بإلتهاب السحايا البكتيري.