ظاهرة التنمر حقيقة، لم تسلم منها كافة الفئات العمرية، سواء كانوا صغارا، أم كبارا، ذكورا، أم إناثًا، فهو سلوك عدواني متكرر، له أشكال مختلفة، وقد يكون لفظيا، أو جسديا، أو إلكترونيًا، ويتواجد في مجال العمل، أو محيط الأسرة، ولا تخلو العلاقات الاجتماعية أيضا منه، كالعائلة، والأصدقاء، فما هي الأسباب الخفية وراء التنمر وكيف يمكن التصدي لها؟
ما هو التنمر؟
تقول “الأستاذة رنا” مدربة مهارات حياة. التنمر السلبي هو سلوك مرفوض اجتماعيا، وسلوكيا، يكون القصد منه الإيذاء، وبشكل متكرر، أما التنمر الإيجابي يكون عبارة عن ضحك، أو مزاح، أو استفزاز للشخص الذي أمامك، ويكون هذا تنمر إيجابي، وليس سلبي.
وأي سلوك يؤثر على الشخص من الناحية النفسية، أو السلوكية، وبها جرح للمشاعر، يعتبر تنمر سلبي، وأن ظاهرة التنمر آفة طالت كافة الفئات العمرية.
التنمر سلوك عدواني، قد يكون فرديا، أو جماعيا وقد يتواجد التنمر في إطار الأسرة، أو محيط العمل، أوالعلاقات الاجتماعية.
تتابع “الأستاذة رنا” إذا تلقي الشخص المتنمر عليه بأسلوب داعبة، ومرح، وحب يدل هذا على ثقته بنفسه، ولا يأخذها بجانب سلبي وإذن هنا لا يكون التنمر سلبي.
ولكن التنمر المقصود هنا هو تدمير الشخص نفسيا، وسلوكيا. وقد يؤدي التنمر إلى الانتحار وهذا من خطورته على الإنسان.
أنواع التنمر
قالت الأستاذة “رنا” أولا: التنمر اللفظي يكون عن طريق الإيذاء الكلامي، وفي إطار سلبي له.
ثانيا: التنمر العاطفي، ويكون بين الأزواج، مثال: عندما يقول زوج لزوجته ويسخر منها من أمر (السمنة/ البدانة) ولكن هذا سلوك خاطئ، ويجب عليه أن يلفت نظرها بشكل فيه حب، ولطف.
ومثال آخر: عندما تقول أم لابنها: (يا غبي) أنت لم تذاكر أبدًا، وهذا تنمر مدمر للغاية؛ كذلك عندما يأتي من أقرب المقربين (الأم/ أو الأخت/ أو الصديقة)، ويؤدي كل من المثالين إلى أن الزوج قد يتنمر على زوجته، والزوجة تتنمر على أولادها.
تقول الأستاذة “رنا” الانفتاح الذي نمر به الآن تؤثر على الجيل الجديد، وتجعلهم أكثر حساسية بالقول، والفعل، وأكثر من الجيل السابق لهم.
وهنا يوضح هذا التنمر الإلكتروني لهم. ويتضح لنا أن التنمر له أشكال مختلفة: اللفظي، والجسدي، والإلكتروني. ومن أسباب التنمر اعتلال السلوك، أو انعدام الثقة، أو الخوف، أو المشاكل الأسرية.
الفرق بين التنمر الجسدي، والتعنيف
كل من التنمر الجسدي، والتعنيف هو كل منهم نفس الشيء، سواء الضرب، أو التعنيف كل يشبه الآخر.
ولكن يظهر لنا تنمر جديد يسمى التنمر الشخصي وفيه يتنمر الإنسان على نفسه، ويقول عبارات سلبية له مثال (يقول لنفسه أنا بدين، أو أنا غبي، وهكذا…) وهذا التنمر يؤثر على مشاعرنا، وبالتالي ينعكس على سلوكنا.
هل التنمر العنصري خطر على الأطفال؟
التنمر العنصري حقا خطر على الطفل؛ لأنه يتأثر الطفل بأمه، وأبيه عندما يتنمر كل منها الآخر على بعضهم في أمر (لون البشرة/ أو اختلاف الجنسية ما بين بعضهم/ أو قبيلتهم) وهنا يكتسب الطفل هذا السلوك؛ ويؤدي هنا إلى شخص متنمر في الكبر.
وهذا سلوك تربوي خاطئ للغاية. ويتضح شكل جديد غير الشكل اللفظي، والجسدي، والإلكتروني، والشخصي، والشكل العنصري. وخطورة التنمر هي الانتحار، والاكتئاب، وفقدان الثقة، والانتقام.
كيف نواجه التنمر؟
أوضحت الأستاذة “رنا” هناك تقنيات كثيرة لعلاج التنمر أهمها، علاج السلوك المعرفي للإنسان (للمتنمر، والمتنمر عليه)، لأن كل منهم ضحايا لسلوك التنمر.
ثانيًا: تعليم لغة الجسد لأن الشخص المتنمر عليه عندما يتعلم لغة الجسد تزرع فيه الثقة بالنفس، وعدم الخوف، وعدم الرهبة من أي موقف يتعرض له، ويرسل إشارة للشخص المتنمر إنه قادر على المواجهة، وأي سلوك سلبي يظهر منه.
وثالثًا: مهارات حب الذات، والرضا عن الذات؛ فيؤدي هذا إلى الثقة بالنفس. ونختصر علاج التنمر في نقاط: العلاج السلوكي، أو دعم الأهل، أو جلسات مع مختص.