التفكك الأسري يدمر المجتمع وإبليس ينصب الفخاخ لأبنائنا

التفكك الأسري يدمر المجتمع وإبليس ينصب الفخاخ لأبنائنا

الأسرة هي البناء الأساسي للمجتمع وتبنى بها الحضارات، وبانهيارها وتفككها يتهاوى المجتمع ويفقد مقومات وجوده، وبدورها التقت نشرة وقاية بعلماء وخبراء لرصد أسباب أزمة التفكك الأسري ووضع الحلول لها…

يؤكد الشيخ عويضة عثمان -أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية- أن استقرار الأسرة مطلب من مطالب الشرائع، منبها على أن من أهداف الشيطان الأساسية تشتيت شمل الأسرة، والعمل بكل ما لديه من حيل للتفرقة بين ركنيها.

واستدل بما روي عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، ويجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، فيدنيه منه، ويقول: نعم، أنت أنت ! وفي رواية: “فيلتزمه ويقول: نعم، أنت أنت”، قال الأعمش أراه قال “فيلتزمه” أي: يحضنه فرحا به.

وأوضح: إن رغبة إبليس القوية في زلزلة أركان الأسرة، والتفرقة بين الزوجين يتعدى أثرها إلى الأطفال: حيث يتعرضون للإصابة بأمراض نفسية خطيرة تظهر في تصرفاته.

وشدد على أنه في زماننا كثرت أسلحة إبليس في هدم أركان الأسرة، وزلزلة بنائها، وأصبحت هذه الأسلحة أخطر على الأسرة من مجرد حوار ساخن أو نقاش حاد يدور بين الزوجين، فيغضب أحدهما من الآخر لبضع ساعات ثم يصطلحان ويتراضيان، ومن هذه الأسلحة الصمت الأسري وانعدام الحوار بين الزوجين، وهذا بسبب الإفراط في استخدام الهواتف الخلوية، فحال الرجل الآن إذا دخل بيته اختلف عن ذي قبل.

وواصل: الآن ترى كثيرين بمجرد رجوع الواحد منهم من عمله، يمسك هاتفه، ويبدأ في متابعة الميديا، أو القيام بدردشات مع الأصدقاء، وتمر الساعات دون أن تنعم زوجته أو أولاده ببضع دقائق من الحوار معه، فأين الأُنس الأسري؟!، وأين نصيب الزوجة والأولاد من حنان رب الأسرة واحتوائه لها، وأين الحوار الدافئ بين الأبوين والذي يعكس الهدوء والسكينة على الأولاد، فينشئون أسوياء في تصرفاتهم وعقولهم.

وأكمل: لقد غاب الحوار الجميل الدافئ عن بيوتنا، وحل مكانه الخرس والصمت بسبب الانشغال بهذه الهواتف الذكية، كما يسمونها، وأهمس لهذا الزوج وأمثاله ممن يخربون بيوتهم بأيديهم، ويدمرون أولادهم وهم لا يشعرون.

أضف تعليق

error: