الاضطرابات التي تشهدها كثير من الدول العربية تسترعي من المراقب أن يشير إلى مكمن الخطر، وألا يبحث عن مبررات قد لا تكون مسوغا مقبولا لما يحدث، فالتنمية التي حدثت في كثير من البلدان العربية لم تأخذ الإنسان في ركبها؛ فهي تنمية ركزت على الطوب والحجر، ونسيت تنمية الإنسان، وهي تنمية تتعدى مسألة تعليمه، فالتعليم الذي غالبا ما تختصر فيه تنمية المواطن هو حق للإنسان على دولته، ولا قيمة له ما لم ينعكس إيجابا على حياته، فكثير من هذه البلدان ظلت تتعامل مع المشكلات الاجتماعية على أنها ظواهر، فالبطالة ظاهرة لم تجد حلولا لها، والفساد الإداري والمالي تحول إلى عناوين، لكن بقيت جهود مكافحته دون المأمول، وغيرها من الأمور التي دفعت إلى هذه القلاقل.
عرائض المحتجين في الدول العربية التي شابتها الاضطرابات حملت مطالب حياتية في جوهرها، مع أن التركيز والاهتمام الإعلامي كان منصبا بصورة رئيسة على المطالب السياسية، بينما كانت كلمة السر في تلك المطالب، فهي بحث الجماهير عن تجديد حياتها الاقتصادية والاجتماعية بعد أن قضت أعمارها في انتظار تغيير حقيقي يطرأ على مجريات الأمور من حولها، ولا حديث إلا عن الوعود، فيما الوقت الممنوح للوعود انتهى في هذا الوقت بالنسبة لبعض الشعوب العربية.
العالم العربي اليوم بدوله كافة أمام تحديات جديدة، تحديات تحتاج إلى مبادرة يقوم بها من هو بعيد عن القلاقل؛ ليتلمس مكامن الخطر في المجتمع، والعمل على إنهائها، فالمطالب الشعبية سلسلة مترابطة، والحلول الجزئية لا تفعل شيئا، كما أنها لا ترحل الأزمة أو تؤجلها، فالاضطرابات باتت عدوى تصيب الدول التي تتجاهل المطالب الشعبية، وقد يكون التجديد حلا للعبور من مرحلة الوعود إلى التنفيذ.
هناك دول لا تزال تمتلك الوقت، وهذا الوقت هو الأثمن في ظل ما يحدث عربيا، وهذا الوقت المتاح كفيل بإجراء خطوات مهمة تلبي تطلع الشعوب بعيدا عن ضغوط الشارع أو الإملاءات الخارجية.
بقلم: منيف الصفوقي
مقترحاتي لهذا المقال:
- أبدأ بـ: «واو» من المحيا إلى الممات!
- ثم أوصيك بالاطلاع على: وعاء المشروعات الحكومية.. «مخروم»!
- وكذلك: الفرق بين النظرية والتطبيق لدى الطرفين
- وختامًا: مع ما يحدث من ثورات عربية.. الحشود حين تسمع