كبر السن هو حقيقة من حقائق الحياة، وبالنسبة للبعض هذا هو الواقع المر في حين أن الأخرين يستقبلون الشيخوخة بأمان، كما انه عندما يتقدم بنا العمر كل شيء يتغير بما في ذلك الاحتياجات الغذائية لدينا، فنحن لسنا بحاجة للمغذيات اللازمة للنمو والتنمية وبدلا من ذلك، فيجب التركيز في نظامنا الغذائي على العناصر الغذائية التي تعمل على الحفاظ على الجسم و حمايته من الأمراض المختلفة المرتبطة مع التقدم في العمر.
مشاكل كبار السن الصحية التي تؤثر على التغذية
تقول الاختصاصية في التغذية العلاجية في مؤسسة حمد الطبية الدكتورة “نور نصر بن نصر”: أنه في البداية يجب أن نضع تعريفاً للمسن؛ فالمسن تبعاً لمنظمة الصحة العالمية هو الشخص الذي تجاوز عمره ٦٥ عاماً، أما عن المشاكل الصحية التي قد تواجه المسن، وتؤثر على التغذية فهي عديدة، أهمها:
- صعوبة البلع.
- فقدان بعض الأسنان.
- الجفاف.
- الإمساك.
- مشاكل الأمعاء مثل التلبك المعوي.
- كسل المعدة.
- سوء التغذية، مما يؤدي إلى حدوث فقدان الوزن، أو البدانة.
- ارتجاع المريء.
ومعظم كبار السن كما هو معروف، يُصابون بأمراض مزمنة، والتي حتماً ستؤثر على طريقة وأسلوب تناولهم للطعام، مثل:
- أمراض القلب.
- مرض السكري من النوع الثاني.
- هشاشة العظام.
الاحتياجات الغذائية لكبار السن
كما هو معروف على حد قول الدكتورة “نور” أنه كلما تقدم الإنسان في العمر، كلما كان هنالك ضعف في التمثيل الغذائي، ونقصان في الكتلة العضلية في الجسم، وبالتالي فإن احتياجات كبار السن للسعرات الحرارية تكون أقل، لكن لابد وأن يتناول العناصر الغذائية بشكل متكامل، ولا يمكن أن ننسى أن الاحتياجات الغذائية تختلف من شخص لآخر، فمثلاً:
الكربوهيدرات والنشويات
جب أن يتناول المسن منها ٥٠-٦٠٪ من احتياجاته اليومية، وتكون في صورة كربوهيدرات معقدة، مثل الأرز، والخبز؛ حيث يكون تحللها بداخل الجسم بطئ، كما تحافظ على مستوى السكر في الدم.
البروتينات: يجب أن يتناول المسن كميات أعلى من المعتاد من البروتين خاصةً البروتينات ذات الكفاءة العالية؛ نظراً لنقصان الكتلة العضلية عند كبار السن كما ذكرنا، مثل: البيض، واللحوم، والأسماك خاصةً لما تحتويه من الأوميجا ٣، التي تعمل كمضادات الأكسدة، فيجب أن يتناول ١-١.٥ جرام بروتين لكل كيلوجرام من وزنه يومياً.
الألياف
يفضل أن يتناول المسن كميات عالية من الألياف من الخضروات والفواكه، حتى تتم عملية الإخراج بشكل طبيعي.
المياه: نظراً لمشكلة الجفاف التي تحدث لكبار السن عادة، بسبب نسيان شرب الماء، فيجب أن نذكرهم على الدوام، فيفضل ألا تقل كمية المياه اليومية لهم عن ٢ لتر.
الفيتامينات والاملاح المعدنية
فمعظم كبار السن يعانون من نقص فيتامين د بالجسم؛ نظراً لقلة تعرضهم لأشعة الشمس مع التقدم في العمر؛ لذلك فيجب أن يتناول كبار السن فيتامين د على شكل مكملات غذائية، ونقص فيتامين ب ١٢ أيضاً، الذي يقل امتصاصه مع التقدم في العمر بسبب قلة الإنزيمات التي تساعد على امتصاصه؛ لذلك فيجب أن يتناول المسن الأطعمة الغنية بفيتامين ب ١٢، مثل: البيض، واللحوم، والأسماك، ويمكن أن يحصل على حمض الفوليك من الخضروات.
الكالسيوم
فهو من أهم المعادن التي يحتاج إليها المسن كما وضحت الدكتورة “نصر” حتى يبتعد عن أمراض هشاشة العظام وغيرها من أمراض العظام المرتبطة بالتقدم في العمر؛ حيث يزداد احتياج المسن له أيضاً، فيمكن أن يحصل عليه من منتجات الحليب، عن طريق تناول ٤ أكواب يومياً.
ولكن غالباً ما يسبب الحليب انتفاخات، وغازات، أو يقل هضمه بسبب نقص إفراز انزيم اللاكتوز مع التقدم في العمر، فيسبب انزعاجهم، فيمكن أن نعطيه لهم من خلال وجبات مثل الأرز باللبن، أو المهلبية، أو من خلال منتجات الألبان والاجبان عموماً.
الدهون
نظراً لزيادة نسبة الدهون في الجسم، وقلة الكتلة العضلية مع التقدم في العمر، فيجب أن تقل كمية الدهون التي يتناولها المسن إلى ٣٠٪ عن المعتاد، ويُنصح أن يبتعد المسن عن الدهون المشبعة، والدهون الحيوانية، ويبتعد عن الأطعمة المقلية، فيمكن أن يحصل على الدهون الصحية الموجودة في الأفوكاتو، وزيت الزيتون.
كما يُنصح أن يبتعد عن الأطعمة المعلبة، والمواد الحافظة، كما يجب أن يبتعد عن الأطعمة الغنية بالأملاح.
وأخيراً، فتؤكد الدكتورة “نصر” على أهمية ممارسة الرياضة مع النظام الغذائي الصحي والمتوازن؛ حيث تمد الرياضة المسن بالطاقة الإيجابية، وتجعله مقبل على الحياة، وكذلك تبعده عن الاضطرابات النفسية والاكتئاب، ومن أهم أنواع الرياضة التي قد يمارسها المسن بسهولة، هي رياضة المشي لمدة عشر دقائق يومياً، والسباحة، ورياضة المقاومة مثل الايروبيكس أيضاً.