التغذية المناسبة لمرضى الكبد الدهني

قد تظهر دهون الجسم لبعض الأشخاص بشكل مباشر خاصة إذا تحدثنا عن دهون البطن، لكن ماذا عن دهون الكبد التي تعتبر من الأمراض الصامتة؟

ما هو مرض الكبد الدهني؟ وما هي أعراضه؟

قالت “د. إيناس فهمي جزر” أخصائية تغذية علاجية. يعتبر مرض الكبد الدهني عبارة عن تراكم للدهون الغير مرغوب فيها داخل أنسجة الكبد وهذا قد يظهر عند الشخص دون أن يشعر بأي أعراض لكن مع بعض الفحوصات يمكن أن تظهر بعض الأعراض، لذلك يُسمى هذا المرض بالمرض الصامت بسبب عدم ظهور أعراض واضحة له وبالتالي يمكن أن يحيا به الشخص دون أن يشعر بوجود دهون على الكبد.

وأضافت “إيناس فهمي” كما سبق الذكر فإن نسبة كبيرة من الناس يمكن أن يتعرفوا على هذا المرض فقط من خلال الفحوصات المخبرية المفاجئة لكن البعض الآخر قد يشعر ببعض الأعراض التي تتمثل في نشاط أقل والتعب وسوء الهضم وألم في الجانب الأيمن من البطن والذي يشير إلى مشكلة الكبد الدهني.

الأسباب التغذوية المؤدية إلى مرض الكبد الدهني

هناك أسباب عديدة يمكن أن تؤدي إلى مرض الكبد الدهني منها أسباب غير تغذوية كالكحول أو بعض الأمراض كالفيروسات وغيرها..
على الجانب الآخر، هناك أسباب أخرى متعلقة بالتغذية يمكنها التسبب في الكبد الدهني وهي عند نسبة شائعة من الناس ويكثر ذلك في بعض العادات الخاطئة للتغذية مثل تناول الوجبات الدسمة بعد الساعة السابعة أو الثامنة ليلاً بجانب الإكثار من الكربوهيدرات التي تتحول إلى دهون لتظهر بعد ذلك على الكبد، بالإضافة إلى عدم ممارسة النشاط الرياضي والبدني بصورة متظمة والذي بدروه يؤدي إلى تراكم الدهون على الكبد.

إلى جانب ذلك، يعمل نزول الوزن السريع من خلال اتباع حمية غذائية معينة وخاطئة في الكثير من الأحيان على تراكم نسبة عالية من الدهون على الكبد.

الأغذية الوقائية من مرض الكبد الدهني

هناك العديد من الأغذية والتي تُسمى بالأغذية الصديقة للكبد لأنها تعمل على وقايته من الدهون من أهمها الخرشوف الذي يأتي على رأس الأغذية المهمة لصحة الكبد يليه الثوم الذي يقلل نسبة الدهون الموجودة على الكبد بالإضافة إلى السريس وهو نوع من الأعشاب يضاف إلى السلطة ويمكن شرابه مع الشاي.

بالإضافة إلى ذلك، هناك الكركم والأفوجادو والبيري وأنواع التوت المختلفة التي لها دور في زيادة مضادات الأكسدة مما يمنع تراكم الدهون الكبدية وتحافظ على صحة الكبد، بالإضافة إلى الأغذية الغنية بالألياف كالخبز الأسمر والبقوليات والمكسرات وخاصة الجوز وعين الجمل.

وتابعت أخصائية التغذية العلاجية “إيناس فهمي” كما هو معروف لدينا دينياً ” وكلوا واشربوا ولا تسرفوا “، هذا هو النظام الغذائي الصحيح لأي شخص حيث يمكننا تناول كافة المأكولات ولكن بكميات معتدلة والتي يحتاجها الجسم فقط وذلك يخص على نحو كبير مرضى الكبد الدهني الذين يستوجب عليهم ضرورة النزول في الوزن والتمتع بصحة جيدة ووزن معتدل، لذلك هناك بعض الأنظمة المختلفة التي يجب أن يتوخى مريض الكبد الدهني الحذر قبل اتباعها أمثل الكيتو دايت والصيام المتقطع وغيرها من الأنظمة الغذائية ولكن يبقى الصيام العادي أو صيام شهر رمضان المبارك هو النظام الغذائي الصحي الذي يمكن لمريض الكبد اتباعه حتى يمنع أو يقلل من تراكم الدهون على الكبد بشرط أكل أغذية معتدلة في وجبة الفطور.

على الجانب الآخر، يجب على مريض الكبد الدهني التقليل من كمية الدهون التي يتناولها حيث يمكنه تناول ملعقة واحدة أو ملعقتين على الأكثر من الدهون في اليوم الواحد مع ضرورة ممارسته للرياضة بشكل دوري حيث أن ممارسة النشاط الرياضي والبدني لمدة نصف ساعة فقط يومياً تساعد في نزول الدهون المتراكمة بمعدلات عالية، هذا إلى جانب الإكثار من تناول الخضار والفواكه بجانب شرب كمية لا تقل عن 3 لتر يومياً من الماء.

هل يختلف النظام الغذائي باختلاف مريض الكبد الدهني؟

بالطبع يختلف النظام الغذائي الخاص بكل مريض بالكبد الدهني على حدة وذلك مثلما أشرنا مسبقاً أن هناك البعض ممن يظهر عليهم أعراض المرض وآخرون لا يظهر عليهم أية أعراض، كما يختلف النظام الغذائي بمقدار ارتفاع إنزيمات الكبد عند المريض.

إلى جانب ذلك، يُراعى في نوع النظام الغذائي المتبع من جانب مريض الكبد الدهني حالة المريض الصحية سواء كان كبير في السن أو أنه يعاني من بعض الأمراض الأخرى كمرض السكر إلخ إلخ.. ويستطيع الطبيب المختص بجانب أخصائي التغذية وصف النظام الغذائي الصحيح لمرضى الكبد الدهني.

وأردفت “إيناس” للأسف أصبح هناك انتشار واضح لهذا المرض بين كافة الفئات العمرية من الأطفال والشباب ولا يقتصر على كبار السن فقط كما كان من قبل، لذلك يستوجب على الأهل تعويد أطفالهم على تناول أغذية صحية طبيعية لتفادي مرض الكبد الدهني.

أما عن الحلويات والسكريات فلا يُفضل لمريض الكبد الدهني تناولها نهائياً خاصة إذا كانت إنزيمات الكبد عندهم عالية.

هل يُسمح بالكافيين لمرضة الكبد الدهني؟

يجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الدراسات التي أثبتت أن القهوة والكافيين تقلل من نسبة الدهون على الكبد وذلك بشرط مراعاة الكمية التي نتناولها من الكافيين حيث أن كوب واحد فقط من القهوة يمكنه أن يحسن من نسبة الدهون الموجودة على الكبد.

يُفضل لمريض الكبد الدهني إدراج العديد من الأغذية الغنية بالألياف في نظامه الغذائي مثل الشوفان والبقوليات والخضروات، كما يُفضل تناول هذه الأغذية في وجبة الإفطار على وجه الخصوص كما يُنصح أن تكون هذه الوجبة أكبر من وجبة الغذاء ووجبة العشاء بعكس ما نقوم به لأن وجبة الإفطار هي أهم وجبة غذائية للتمتع بنظام حياتي صحي.

وأخيراً، يُفضل لمريض الكبد الدهني شرب عصير مكون من كوب دافي من الماء معصور عليه ليمونة صغيرة أو ملعقة واحدة من خل التفاح أو زيت الزيتون مما يعمل على تحسين وظائف الكبد والتقليل من الكوليسترول والسكر من النوع الثاني على وجه الخصوص.