كيف تساهم التغذية السليمة في تحسين حالات ذوي الإعاقة وما العناصر الغذائية التي يحرص المعاق على تناولها فالتغذية تلعب دوراً مهماً في تحسين الحالة الصحية لذوي الإعاقة وبحسب درجة الإعاقة تتحدد العناصر الغذائية الواجب أن يحرص عليها أهل المعاق فمثلاُ صاحب الإعاقة الحركية يجب أن يتناول أطعمة تقوي جهازه العضلي ضمن نظام غذائي يقاوم البدانة وكذلك الحال في كل إعاقة.
فلجسم كل معاق طبيعة خاصة لذا على الأسرة فهمها جيداً والتعامل معها وفقاً لطبيعتها.
هل تسهم التغذية في تحسين المعاق جسدياً ؟
بدأت ” الأستاذة سوسن عوض ” حديثها بالتأكيد بأن التغذية يمكن أن تساعد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لأنهم أشخاص بحاجة لرعاية خاصة فالإعاقة يمكن أن تسبب نقص في بعض العناصر الغذائية أو المعادن فنضطر للاهتمام بالعناصر الغذائية التي تصل للشخص المعاق فالمتابعة تبدأ من عند الطبيب لكن يجب على الأهل الاهتمام بالتغذية والمتابعة مع أخصائي التغذية فالإنسان حتى الطبيعي بحاجة إلى التغذية السليمة لينمو فإذا كان هناك تقصير وخصوصاً مع الشخص المعاق فهي قد تصيبه بمشاكل طبية كثيرة.
فيما يخص كتاب ( التغذية لذوي الإعاقة ) وهو صدر في العاصمة الإدارية الدوحة لمؤلفته “اليازي الكواري رئيسة المركز الثقافي الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة ” بالدوحة ؟
قالت “د. اليازي الكواري ” بالحديث عن الدوافع التي دفعتها لتأليف هذا الكتاب وقالت أنها أخصائي تربية خاصة تعمل منذ اربعة عشر سنة مع الأشخاص المعاقين وقالت أنها عرفت طريقة التغذية الصحيحة للأشخاص ذوي الإعاقة وقالت أنها كان يجب أن تسلط الضوء على التغذية السليمة لذوي الإعاقة لأنها مهمة جداً في حياة أي شخص فالطفل أول ما يولد يبحث عن الحليب والغذاء وهذا دليل أن الغذاء شيء مهم للغاية.
وأوضحت “د. اليازي” أنها تناولت في كتابها أبرز المشكلات في تغذية ذوي الإعاقة ومن ثم تقييم الحالة وما الذي تحتاجه كل حالة ومن ثم تحدثت عن تغذية ذوي التوحد و المصابون بالشلل الدماغي وما هي المشكلات عند كل حالة وكيف تكون التغذية السليمة، كما أنها تحدثت عن فرط الحركة مع أنه لا يصنف على انه إعاقة وكذلك النظام الغذائي لمستشفى حمد لأن الكتاب أخذ سنتين في مستشفى حمد التخصصي.
وأضافت “د. الكواري” أن لكل حالة بعد معرفة ما المشكلات التي تواجهها وتقييمها بعد ذلك نعرف ما الأغذية والتعديل السلوكي التي تحتاجها هذه الحالة وثبت بالفعل أن هناك حالات كثيرة من اشخاص ذوي اعاقة تتحسن حالتهم بالأنظمة الغذائية فالاهتمام بغذاء هؤلاء الأشخاص لا يشفي الحالة تماماً ولكنه يحسن من حالتهم كثيراً فعند اقتناع الأسرة بإعطاء أطفالهم ذوي الإعاقة الخاصة نظام غذائي لإتباعه فسوف نتخطى الكثير من المشاكل التي قد تواجهه.
وذكرت بأن هذا الكتاب لاقى نجاحاً كبيراً فهو يدرس الآن في جامعة قطر بكلية العلوم الانسانية وفي الفترة القادمة سيتم ترجمته للغتين الإنجليزية و الفرنسية وقالت كذلك أنه يتم عمل ندوات توعوية بشكل دائم لأهالي المعاقين في المركز الثقافي الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة ونحن الآن وصلنا إلى أن الأهالي لا يخجلون من أطفالهم المعاقين بل على العكس يسارعون بالذهاب بهم إلى المراكز المتخصصة لتحسين حالتهم الصحية.
هل هناك خصائص للتغذية السليمة عند الشخص المعاق عن السليم أم أنها خصائص عامة؟
قالت “أ. سوسن ” بأن طبيعة العناصر الغذائية التي يحتاجها الأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة هي مثل أي شخص طبيعي إن كان فيتامينات أو معادن ولكن الشخص المعاق تكون لديه بعض الاضطرابات بالطعام أو حتى مشاكل بنقص معدن الحديد وهو يعتبر شيء أساسي فيجب التعويض من الأهل بالمكملات الغذائية للتعويض عن هذا النقص.
وأضافت ” أ. عوض” بأن الفرق الوحيد بين الشخص السليم والمعاق هي كمية الطاقة التي يحتاجها الشخص للحرق فطبيعة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يكون عندهم فرط في الحركة أو تشوهات بالجسم او قصر في الطول فلا يكون حساب نسبة السعرات الحرارية له مثل الأشخاص الطبيعيين فالشخص الطبيعي نحسب السعرات الحرارية له على حسب عمره ووزنه وطولي والحركة اليومية له أما الاشخاص ذوي الاعاقة نحسب لهم السعرات الحرارية على حسب الطول فقط.
ويكون تقييم الشخص المعاق بعدة أشياء فأولاً يجب أن نعرف كيف تؤثر الاعاقة عليه جسدية هي أو ذهنية فإذا كانت إعاقة جسدية حيث يكون هيكل الجسم فيه شيء غير طبيعي حيث تكون عنده تشوهات في العمود الفقري فتصبح عنده مشاكل في الوقوف أو الجلوس أحياناً وقد تكون عنده تشوهات في منطقة الوجه فيصبح عنده مشاكل في المضغ أو البلع ويمكن أن يكون عنده مشاكل أو قصور أو ضعف في جهازه العصبي أوو العضلي فتفرق نوع الإعاقة في طريقة التقييم أما الإعاقة الذهنية يكون هناك صعوبات بطريقة أخرى حيث يكون هناك اضطرابات بالسلوك أو تكون لديه مشكلة في التواصل مع من حوله أو تأخر في الكلام مثلاً فالإعاقة الجسدية تكون معدلات التغذية لديه مختلفة تماماً عن الإعاقة الذهنية.
ما أبرز المشاكل الغذائية التي قد يعاني منها المعاق بحسب الإعاقات الخاصة به ؟
أجابت “أ. سوسن ” أن الشخص المعاق يمكن أن يكون لديه نقص في الوزن وبالطبع تؤثر على النمو ويكون بنية هذا الشخص ضعيفة ونجد أيضاً على النقيض أن الشخص يمكن أن يعاني من السمنة المفرطة وأغلب المعاقين يعانون من مشكلة الإمساك ويكون هذا من كثر أخذ الأدوية فيمكن أن تسبب الامساك وكذلك أغلب الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز العصبي أو العضلي تكون لديهم مشكلة في مضغ الطعام وهنا يجب التأكد من أن طريقة تقديم الطعام للشخص المعاق تكون مناسبة لحالته الصحية.
هل الإعاقة أياً كان نوعها لها علاقة بفترة الحمل عند المرأة وما يجري فيها ؟
رداً على هذا السؤال قالت ” أ. سوسن عوض” أن المرأة الحامل يجب أن تهتم بوجباتها وتأكل جميع العناصر الغذائية الهامة لأن الطفل يأخذ المكونات من جسم الأم فلذلك نجد الأم هي من تعاني بعد الولادة من هشاشة العظام وغيرها لأنه يكون هناك نقص بالعناصر الغذائية.
أما بالنسبة للطفل المعاق فعلى الأغلب نجد عنده مشاكل وراثية أو جينية ولا علاقة بغذاء الأم.
ما هو النظام الغذائي المناسب للأشخاص ذوي الإعاقة
قالت ” أ. سوسن” بأنه يختلف نوع الغذاء للشخص المعاق على حسب إعاقته فمثلاً الشخص الذي لديه إعاقة حركية تكون السعرات الحرارية التي يحرقها في اليوم أقل من الشخص الطبيعي فهنا يجب أخذ السعرات الحرارية له على حسب طوله ونحدد على مدى حركته كذلك هل هو مقعد تماماً أم أن حركته بسيطة وكذلك يهتم بأخذ الأغذية المحتوية على الألياف ويبتعد عن الأغذية المحتوية على السكريات المصنعة و الدهون والنشويات ولكن لا يجب الامتناع عنها تماماً فهي يجب أخذها بكمية قليلة لتساعد الشخص في التغلب على الامساك الذي قد يصيبه بسبب الألياف لأنها تسبب سمنة فيجب أن نعرف كم يحرق الطفل المعاق حركياً من السعرات كي نستطيع معرفة السعرات اللازمة له يومياً فطبيعة الاعاقة تحدد كمية الأكل المناسبة.
أما بالنسبة للشخص المصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه يجب عليه اتباع نظام غذائي يسمى Fine Gold فمن المفضل الابتعاد عن أي شيء مصنع كالسكريات والألوان المصنعة والمواد الحافظة فكل شيء معلب بطريقة غير معتادة يجب الابتعاد عنه نهائياً وكذلك الأطفال المصابين بفرط الحركة يجب على ذويهم إعطائهم وجبات صغيرة على فترات قصيرة لأنه لا يستطيع الجلوس على الأكل لفترات طويلة.
وبالنسبة للأشخاص المصابون بمتلازمة داون يجب علينا معرفة أنهم قد يكونوا مصابون بثقب في القلب أو خمول في الغدة الدرقية ويكونون لديهم قصر في القامة من هنا نجد أن مصاب متلازمة داون لا يستطيع عمل تحكم في الأكل الموجود و مشاكل الأغذية التي يتناولونها لذلك فأغلب المصابون بها يعانون من السمنة لذلك يجب على أخصائية التغذية المعالجة للحالة أن تأخذ طول الطفل والسعرات الحرارية التي تحرق يومياً وعلى أساسها تعطيه نظام غذائي مناسب له و يجب عليهم الإكثار من شرب الماء والفواكه والخضروات والأكل المحتوي على القمح بشكل كامل والابتعاد عن أكل الوجبات السريعة والدهون والألبان كاملة الدسم فطبيعة الشخص الذي يعاني من متلازمة داون تجعله منعزل عن العالم الخارجي ولليس لديه تواصل مع من حوله وهنا يأتي دور الأهل في مساعدتهم في تخطي ذلك.
أما بالنسبة للأشخاص المصابون بمتلازمة هيلر فيجب الحرص على أخذ الجرعات الإنزيمية لأنها علاجه الأساسي والطفل المصاب بهذه المتلازمة لا يستطيع أكل جميع أنواع الأطعمة فلذلك يجب أن يكون هناك متابعة من طاقم مختص لحالة الطفل. وعند التحدث عن الأشخاص المصابون بطيف التوحد نجد أن الطعام يلعب دور مهم جداً في علاجهم فيجب أن يكون طعامهم خالي من الجلوتن وهو عبارة عن بروتين من مشتقات القمح فيجب عليه الابتعاد عن كل شيء مصنع من مشتقات القمح وأيضاً يكون خالي من الكيسين وهو بروتين موجود بجميع مشتقات الحليب لذا يجب تجنب جميع مشتقات الحليب كاللبن والزبدة واللبنة والجبن والبديل هو أخذ مكملات غذائية تحتوي على الكالسيوم لتعويض الكالسيوم الموجد بالألبان.
وأضافت “أ.عوض ” أنه كذلك يجب الاهتمام بتغذية الأطفال الطبيعية تغذية سليمة ويجب إعطائهن أغذية محتوية على الأوميجا 3 لزيادة تركيزهم ومساعدتهم على النمو الطبيعي.
هل هناك اشتراطات خاصة بحمية ذوي الإعاقة ؟
أنهت ” أ. سوسن”حديثها عن هذا الموضوع بأنه يجب أولاً التأكد من إمكانية التزامه بحمية غذائية فلا يمكن أن يتبع المعاق أي حميات غذائية عند زيادة الوزن دون استشارة الطبيب وقد نصحت أنه يجب على الأهل منذ ولادة الطفل المعاق الالتزام بالمتابعة الطبية و تنفيذها كما قال الطبيب كي يستطيعون تخطي معظم المشاكل التي قد يواجها الشخص المعاق.