ما أسباب الإصابة بمرض التصلب المتعدد؟ وما أعراضه؟
قالت أخصائية التغذية “رند الديسي” التصلب المتعدد (ويُشار إليه إختصاراً بـ MS) مرض مزمن مجهول الأسباب إلى الآن، فبعض الدراسات أشارت إلى أنه يحدث بسبب العامل الوراثي إلا أن جُل الدراسات وأهمها تشير إلى أن السبب الرئيسي للإصابة بالمرض مازال مجهولاً، وكل ما يمكننا قوله في هذا الصدد أن التصلب المتعدد مرض مزمن ومتطور يؤدي إلى تلف أغلفة الخلايا العصبية بالدماغ والنخاع الشوكي ووقت أن يبدأ هذا التلف لا يتوقف ولا ينتهي.
أما من حيث أبرز الأعراض الظاهرة على المريض حال الإصابة بالتصلب المتعدد هي الشعور بالخدر وحدوث تلعثم ومشكلات في النطق والكلام، ثم تتطور الأعراض فيحدث الشعور بالدِوار وتشوش الرؤية مما يؤدي إلى عدم التوازن والسقوط المتكرر.
ما العلاقة بين مرض التصلب المتعدد وبين الغذاء؟
أكدت “أ. رند” على أن النتيجة الحتمية والنهائية للإصابة بالتصلب المتعدد هي تآكل كل الخلايا العصبية بالدماغ والنخاع الشوكي بمرور الوقت، ولذا وجد الأطباء وجود حتمية ملزمة لتخطيط نظام غذائي يحد أو يقلل سرعة هذا التآكل، وعلى رأس من كرَّسوا حياتهم لدراسة هذا الجانب العلاجي للمرض هو طبيب يُدعى “رويس وانك” حيث مكث هذا الطبيب خمسين عامًا يدرس الأغذية الملائمة لهذا المرض وخصوصًا تلك الأغذية التي تحد من ظهور الأعراض أو تقلل من شدتها، وكذلك الأصناف التي تمنع بشكل أو بآخر سرعة تآكل الخلايا.
ما هي الأغذية المناسبة لمريض التصلب المتعدد؟
أشارت “أ. رند” إلى أنه مع الأسف الشديد تعتبر تشكيلة الأصناف الغذائية المسموح بها لمريض التصلب المتعدد محدودة للغاية، لذلك حتماً سيلجأ المريض إلى تناول المكملات الغذائية تعويضاً لما لا يستطيع التحصل عليه من الغذاء الطبيعي، وإذا بدأنا بنوعيات المكملات الغذائية المفروضة على مريض التصلب المتعدد فسنجدها نوعين رئيسيين هما كالتالي:
فيتامين د: حيث أثبتت الدراسات أن فيتامين د له دور في التحكم في نسبة وكيفية تجدد الخلايا بالجسم البشري، ومن هنا يُلزم مريض التصلب المتعدد بتناول فيتامين د بشكل يومي وبالمقدار الصحيح لمساعدة الجسم في رفع نسبة تجدد الخلايا، وللمساعدة كذلك في تحسين كيفية هذا التجدد.
الأوميجا 3 (زيت السمك): بشكل عام على المريض الحصول عليه من مصادره الطبيعية مثل بذر الكتان والسمك بأنواعه وخاصة السردين والسالمون، لكن هذا لا ينفي إحتياج جسم مريض التصلب المتعدد لمعدلات أكبر منه وبالتالي يتم اللجوء إلى المكملات الغذائية، وتنبع أهمية الأوميجا 3 لمريض التصلب المتعدد من قدرته في تشكيل أغلفة الخلايا العصبية بالجسم البشري مما يحد من تطور المرض وتخفيف سرعة تآكل الخلايا.
أما من حيث الأغذية الطبيعية فقد أثبتت كل الدراسات وكل التجارب التي عمل عليها د. رويس أن مريض التصلب المتعدد لابد له وأن يتجنب كل مصادر الدهون المشبعة ومنها مثلاً اللحوم الحمراء حيث تُمنع عنهم تمامًا، والدجاج حيث لا يُسمح به إلا مرة واحدة أسبوعياً على الأكثر، وصفار البيض الذي يُمنع جزئياً بحد أقصى ثلاث مرات في الأسبوع ويُسمح إلا ببياض البيض بشكل مُستدام، وبديهياً لا يُسمح للمريض بالأغذية المقلية والوجبات السريعة، بينما الدهون الغير مشبعة.
فقد أثبت د. رويس أن تأثيرها عكسياً على المريض بمعنى كلما زاد المتناول منها كلما قل تطور المرض، لذلك يُلزم مريض التصلب المتعدد في غذاءه بالتركيز على زيت الزيتون وزيت الكتان… إلخ بالقدر الذي يصل إلى عشرة ملاعق صغيرة كل يوم كحد أقصى.
وأردفت “أ. رند” قائلة: كما شدد الدكتور رويس – بناءً على أبحاثه – بالتركيز على الخضروات والفاكهة كمصادر رئيسية للغذاء، فبدلاً من أن تعتمد وجبة الغذاء مثلاً على اللحوم يجب تغيير النمط الغذائي بحيث تصير الخضروات هي ذات النصيب والكمية الأكبر في الوجبة، أما من حيث النشويات فلا حد أقصى لإستخدامها لأنها لا تؤثر سلباً على تطور المرض، وإن كان المفضل لمريض التصلب هو نشويات الحبة الكاملة مثل الخبز الأسمر والمكرونة السمراء بالإضافة إلى الشوفان وخصوصًا الشوفان الغير منزوع القشر، كما بيَّن الدكتور رويس ضرورة التركيز على تناول المكسرات النيئة لأنها غنية جداً بعنصر الأوميجا 6 الذي يساعد في إنتاج الخلايا المتجددة.
واختتمت “أ. رند” قائلة: أما بخصوص القهوة والشاي والمشروبات الغنية بالكافيين فيجب تجنبها بشكل جزئي لأنها تزيد من جفاف الجسم وتزيد من إدرار البول والأرق وتزيد كذلك من عدم القدرة على التحكم في الكلام والنطق، ولذلك حددت الدراسات الحد الأقصى من كل مصادر الكافيين في اليوم بـ 3 أكواب فقط.