ما أبرز السلوكيات والعادات الغذائية التي تزيد من التركيز؟
وعن العلاقة بين التغذية الصحية وتنشيط الذاكرة قالت “د. ريما السلمان” أخصائية التغذية العلاجية. يعتبر العقل أحد أهم مكونات الدماغ. ونمو العقل والذاكرة وتقويتهما يتوقفان على عاملي الغذاء السليم والعادات الصحية.
أولًا: التغذية الصحية التي تنشط الذاكرة
يجب المحافظة على التغذية الصحية والسليمة والمتوازنة، نظرًا لأن 20% من طاقة الدماغ تؤخذ من الغذاء وبخاصة عنصري الجلوكوز والماء. فبدلًا من أخذ هذه الطاقة من أغذية تتسبب في تدمير الدماغ مثل السكر والدقيق الأبيضين، يمكن أخذها من أغذية أكثر نفعًا وإفادة مثل:
الأسماك والدهون المفيدة الغنية بعنصر الأوميجا 3.
المكسرات لإحتوائها على الأوميجا 3، وفيتامين E المضاد للأكسدة والمُعزز للذاكرة.
ومن التغذية الصحية أيضاً البروتينات بشكل عام وبخاصة صفار البيض لأنه غني بمادة الكولين، وهي المادة الموجودة في الجسم بالأساس، والتي ما إن بدأت في الإنخفاض تبدأ الذاكرة في الإنخفاض معها وظهور أعراض النسيان.
تناول الأغذية الغنية بفيتامينات B1, B6, B12، لأنها مجموعة من الفيتامينات الضرورية لبناء وتنشيط المُوصِّلات العصبية.
تناول القهوة والشيكولاتة (وخاصة الشيكولاتة السوداء لإحتوائها على مادة الفينولز المضادة للأكسدة) لأثرهما الكبير في تعزيز الذاكرة، بشرط عدم الإفراط فيهما، لأن الإفراط في القهوة بالخصوص يسبب جفاف الجسم وبالضرورة جفاف العقل.
الخضروات والفواكهة أيضاًَ من التغذية الصحية لأنها تحتوي على الألياف ومضادات الأكسدة وفيتامينات C و A والحديد (طبقًا للإحصائيات غالبية المصابون بفقر الدم مصابون أيضًا بضعف في الذاكرة والتركيز).
الكُركُم والكاري من التغذية الصحية لإحتوائهما على مضادات الأكسدة، ويُفضل تناولهما طازجين. والكُركُم بالذات وبالرغم من طعمه الحاد واللاذع ذو فوائد صحية جمة، فهو مضاد للفطريات ومضاد بكتيري وفيروسي، ويساعد على وقاية الجسم من الإلتهابات.
أما ما ينتشر على ألسنة العامة من أن له دور في الشعور بالسعادة فهو خاطيء تمامًا، لأن السعادة ترتبط بهرمون السيراتونين في الجسم، والذي يزيد إفرازه عند تناول الأغذية الغنية بالحمض الأميني الإتربتوفان مثل الشيكولاتة والشوفان والموز وغيرها من أنواع البروتينات.
والمصابون بالسمنة والأمراض المزمنة كالضغط والسكري وارتفاع في الدهون أكثر عُرضة للإصابة بأمراض الذاكرة، كنتيجة منطقية وأثر جانبي لأنواع من الأدوية التي يتناولونها لعلاج هذه الأمراض، فكل عائلات الأدوية المعالجة لهذه الأمراض تؤثر في كفاءة الذاكرة على المدى الطويل.
فعلاج هذه الأمراض والشفاء منها، مع الإهتمام بالأغذية المحفزة والمنشطة للذاكرة من أسباب المحافظة على العقل والتركيز والذاكرة النشطة لفترة طويلة من العمر.
ثانيًا: العادات الصحية التي يجب إتباعها
ممارسة الرياضة:
لأنها تنشط الدورة الدموية في الجسم، وبالتالي زيادة ضخ الدم في الشرايين، مما يساعد على تحسين عمل النواقل العصبية، مما يُنشط بالضرورة الذاكرة والتركيز بالدماغ.
وللإستفادة القصوى من عادة ممارسة الرياضة، يجب تغيير أنواع التمارين الرياضية على فترات متباعدة، وأكثر الرياضات فائدة للذاكرة هي الرياضات الطبيعية التي تُمارس في الهواء الطلق، مثل المشي وسط الحدائق الخضراء. وكذلك رياضات التنفس لأنها تساعد على التركيز، كما أنها تُعالج الإجهاد والضغوط النفسية.
تعلم ودراسة فن جديد بإستمرار وبالرغم من تقدم العمر:
مثل حفظ القرآن الكريم، أو تعلم العزف على آلة موسيقية، أو تعلم لغة أجنبية جديدة حتى وإن كان التعلم لبعض مصطلحاتها فقط دون إتقانها. لأن تعلم وإتقان فنون ومهارات علمية جديدة يوقظ الدماغ وينشطها ومن ضمنها بالتأكيد الذاكرة.
تغيير الأنماط الحياتية المتكررة:
• مثل تغيير طريق الذهاب والإياب للعمل والمنزل كل فترة زمنية، أو التبديل في إستعمال اليدين في الكتابة والرسم والتلوين كل فترة وعدم •الإكتفاء بإنجاز المهام بيد واحدة فقط قدر الإمكان. فتغيير الروتين التركيزي في إنجاز المهام اليومية ينشط الأجزاء الخاملة في الدماغ ويقويها.
• ممارسة الألعاب الإلكترونية المنشطة للتفكير: وبخاصة الأنواع التي تحث على الإكتشاف والتركيز وحل الألغاز.
• الكتابة اليومية: للملاحظات واليوميات والمهام ومُلخصات الكتب والروايات التي تمت قرائتها.
• زيارة المتاحف: مع محاولة التعمق في فهم الأحداث التاريخية وأفرادها وتواريخ حدوثها.
• العلاقات الإجتماعية الإيجابية: بالسعي إلى صحبة الأفراد الإيجابيين والإستفادة من مهاراتهم العلمية والسلوكية وخبراتهم العملية.