تفاصيل الاستشارة: ابنتي تبلغ من العمر سنة وأربعة شهور.. ما التغذية السليمة لهذا العمر؟ مع العلم أني قد فطمتها من الرضاعة الطبيعية في عمر سنة وشهرين، ولا تحب أي نوع من الألبان غير اللبن الرائب.. فهل هذا يكفي؟ما عدد الساعات التي يجب أن تنامها لنمو سليم وميعاد تلك الساعات؟ هل يجب أن تنام من الساعة العاشرة مساء أم لا يهم متى تنام والمهم هو عدد تلك الساعات؟
وإذا ظلت نائمة لساعات متأخرة من النهار مثل الثانية عشرة ظهرا أتركها أم من الأفضل أن أجعلها تستيقظ حتى تفرز هرمونات النمو؟
أشعر بتأنيب ضمير كبير لفطامها في هذه الفترة كنت سأتناول علاجا لأكزيما وكنت أخشى عليها.. فهل الفطام في هذه؟
⇐ د. حمدي شعيب «استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة والأمراض المعدية وحميات الأطفال» تكرَّم، وأجاب الأسئلة؛ فقال: الأخت الفاضلة.. لقد أسعدتني ثقتكم بنا بتساؤلاتكم ومن غيرتكم على أحوال ابنتكم، ولمست كم هي عظيمة وحريصة هذه الأم وكل أم، وأدعو الله ﷻ أن يبارك في ذريتكم وأن يجزيكم خير الجزاء على اجتهادكم في تنشئتهم ورعايتهم ومتابعتهم.
أما عن حالة الغالية الصغيرة التي تقلقكم فهي تعود إلى هذه الأمور الهينة، وسنجعلها على هيئة سؤال بسيط وجواب أبسط بعونه تعالى:
السؤال الأول: ما التغذية السليمة في سن سنة وأربعة أشهر؟
(أ) نوع الغذاء: الطفل يتناول أصناف طعام الأسرة العادي، واللبن، مع حليب الأم.
(ب) الطريقة: تصبح الوجبات أربعا، منها رضعة لبن فقط.
(ج) مثال:
- الساعة (9) صباحا: شاي ولبن وتوست مع مربى، أو جبنة أو صفار بيض.
- الساعة (12) صباحا: وجبة مهلبية.
- الساعة (3) مساء: وجبة الخضار.
- الساعة (7) مساء: وجبة زبادي وتوست مع العسل + فواكه.
- الساعة (10) مساءً: رضعة أو كوب لبن.
بالنسبة للرضاعة تستمر حتى الفطام الكامل، حسب رغبة الطفل.
وإليك بعض النصائح الغذائية التالية:
- يستمر نظام الأربع أكلات، حتى الفطام الكامل عند عمر سنة ونصف إلى سنتين.
- الحلوى والشيكولاتة لا تعطى إلا بعد الوجبات مباشرة، حتى لا تفسد الشهية.
- تجنبي إعطاء الطفل المشروبات والمأكولات المثلجة؛ لما تسببه من اضطرابات معدية ومعوية بالإضافة لاحتوائها على الكافيين الذي يسبب الأرق.
- تجنبي إعطاء الطفل الأغذية المحفوظة، للسبب ذاته، بالإضافة لاحتوائها على المواد الحافظة المضرة بنمو أجهزة الطفل مثل الكبد والكلى.
- تجنبي إعطاء الطفل لحوم الحيوانات الصدفية مثل الجمبري وأبو جلمبو وأم الخلول، لما تسببه من الإسهال والقيء والحساسية الجلدية.
- أفضل الفواكه المناسبة للطفل هي الكمثرى، والموز والبرتقال والتفاح؛ وذلك لأنها سهلة الهضم. ويراعى عدم إعطائها بين مواعيد الوجبات حتى لا تضعف الشهية.
- يجب التنويع في أصناف الأكل من يوم لآخر؛ منعا للسأم وضعف الشهية.
- تجنبي تغذية الطفل دون إرادته؛ فربما يكون به مانع مرضي مثل التهاب اللثة، أو في مرحلة التسنين، أو التهاب الحلق، حتى لا يكره الطعام.
السؤال الثاني: كيف تنام ابنتي في هذه السن؟!
1- ماذا عن مدة النوم؟
- الطفل حديث الولادة: ينام كل يومه، ولا يستيقظ إلا وقت الرضاعة. لذا يجب إيقاظه بلطف وقت الرضاعة. ولا يجب تركه لينام دون الرضاعة؛ فإن الغذاء أفيد له من النوم وقتها.
- من الشهر الثاني إلى السادس: ينام (20) ساعة يوميا. ثم تقل تدريجيا.
- من الشهر السادس إلى الثاني عشر: ينام من الساعة (6) مساء إلى الساعة (6) صباحا، ثم ينام ساعتين صباحا، وساعتين بعد الظهر.
- وفي خلال السنة الرابعة والخامسة: ينام من (10-12) ساعة.
- ومن عمر السادسة إلى العاشرة: ينام من (10-11) ساعة.
- ومن عمر (13-16) سنة: يجب ألا تقل مدة النوم عن (9) ساعات يوميا.
2- كيف السبيل إلى النوم الهادئ؟
- اجعلي الحجرة هادئة، ومظلمة، أو مغلقة النوافذ، وبعيدة عن الضوضاء.
- ضعي تحت رأسه وسادة لراحته.
- لا تحاولي تغيير نظام أو موعد نومه إلا للظروف القاهرة.
- حافظي على نظافة فراشه قبل النوم، وكذلك ثيابه جافة؛ واسعة صيفا، دافئة شتاء.
- أشعريه بالأمان؛ فلا تقصي القصص المرعبة، ولا تجعليه يشاهد المناظر التلفزيونية العنيفة قبل نومه.
- حاولي تطبيق هديه صلى الله عليه وسلم في النوم، وهو:
- النوم على الشق الأيمن.
- وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن.
- اقرئي أذكار النوم؛ خاصة المعوذات وانفثي في يديك، وامسحي بهما جسده كله. والأذكار معروفة وتستطيعي الحصول عليها من أي كتاب للأذكار.
- أما إذا كان ولدك كبيرا ويستطيع قراءة الذكر بنفسه فإن ذلك أفضل.
السؤال الثالث: هل أخطأت في طريقة وموعد الفطام؟!
لا تبكي على اللبن المسكوب؛ وكرري: قدر الله وما شاء فعل؛ فأنت أم وأحن مخلوق لهذه الغالية!
وهذه تذكرة تمنعكِ من تكرار أخطائك في حق أبنائك:
1- “وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ” [البقرة: 233]
(هذا إرشاد من الله تعالى للوالدات أن يرضعن أولادهن كمال الرضاعة؛ وهي سنتان فلا اعتبار بالرضاعة بعد ذلك، ولهذا قال: “لمن أراد أن يتم الرضاعة”. [تفسير القرآن العظيم: الحافظ بن كثير ـ تفسير آية البقرة 233]
2- ما المغزى التربوي الطيب للفطام؟
الفطام إذن منعطف في حياة الطفل، وقد يستشعر الوالدان خاصة الأم، بالألم لبكاء الطفل من أجل ثدي أمه، أو لعدم تقبله الغذاء الجديد البديل.
ولكن يجب أن يكون في ذهنهما أن هذه مرحلة أساسية وضرورية في حياة الطفل، وأن الخير سيكثر والرزق سيفيض، بل يتضاعف؛ كما علمتنا النصيحة السابقة.
فقط يجب أن تكون هذه المرحلة؛ أو خطة الفطام حكيمة؛ أي صحيحة شرعيا، وصحية غذائيا وطبيا.
والفطام في معناه التربوي البعيد، أنه رسالة للطفل والوالدين؛ بأنها الخطوة الأولى في استقلالية الطفل، وتكوين شخصيته الخاصة المستقلة، وبداية للاعتماد على نفسه في معركة الحياة.
ولا ننسى أن الحق سبحانه قد نبهنا إلى طبيعة الحياة؛ فهي كبد وتعب ونصب، لا ينجو منه أحد، ولا يسلم منه حي: “لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ فِي كَبَدٍ”. [البلد:4]
ولا ننسى أيضا أنه سبحانه قد أعلن أن الإنسان مخلوق مبتلى: “إنّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ” [الإنسان: 2].
⇐ هذه الروابط مفيدة أيضًا:
- ↵ ما أسباب فتح فم الطفل ليلا ونهارا؟
- ↵ كيف أتعامل مع طفلي حديث الولادة؟
- ↵ كيف أحمي أطفالي من أمراض الشتاء الشائعة؟
- ↵ فطام الطفل في سن سنة واحدة: هل يؤثر على النمو؟
وأخيرا.. تقبلوا السلام والدعاء الخالص، لكم ولكل المتسائلين على موقعنا.