“برنامج تغذية الرضع وصغار الأطفال هو أحد برامج جمعية “إنقاذ الطفل” الأردنية، وللتعرف أكثر على هذا البرنامج ولمعرفة مدى الحاجة لرفع التوعية بين الأمهات فيما يخص تغذية الرضع والأطفال يمتد حديثنا اليوم مع الأستاذة “منال الوزني” المدير التنفيذي لجمعية إنقاذ الطفل ومع الأستاذة “سُرى السمان” مشرفة التغذية بالجمعية”.
هل لنا بمعلومات أكثر عن جمعية “إنقاذ الطفل”؟
أجابت الأستاذة “منال الوزني” المدير التنفيذي لجمعية إنقاذ الطفل بقولها: تأسست جمعية “إنقاذ الطفل” في العام 1974 ميلادية، ومنذ ذلك التاريخ سُجلت الجمعية بوزارة التنمية الإجتماعية الأردنية، ثم أصبحت الجمعية عضوًا فاعلًا في المنظمة العالمية لإنقاذ الطفولة، وعلى رأس هذه المنظمة بالأردن سمو الأميرة “بسمة بنت الحسين” رئيسًا لمجلس الإدارة.
وفي السنوات الأربع الأخيرة تم إعادة هيكلة الجمعية وتم إعادة النظر في إستراتيجيتها، ومن ثَم انطلقت الجمعية في تنفيذ عدد من البرامج الهامة فيما يخص حياة الأطفال، ولا ينحصر نشاط الجمعية وفاعلياتها على الداخل الأردني بل يمتد إلى ما يهم ويخص كل أطفال العالم العربي من زوايا التعليم والصحة والتغذية وسبل العيش الكريم والمساعدات الإنسانية، ويعتبر محور التغذية من أهم المحاور التي تعمل عليها الجمعية بجِد وإهتمام متزايد، الأمر الذي حدا بالجمعية الكريمة في أن تكون أكبر المؤسسات الرسمية العاملة في مجالات تغذية الأطفال في الأردن والعالم العربي قاطبةً.
ما مدى تأثير التغذية على نسب وفيات الأطفال في الأردن؟
بيَّنت الأستاذة “سُرى السمان” مشرفة التغذية بالجمعية أنه بشكل عام يتدخل سوء التغذية بصورة مباشرة أو غير مباشرة في وفيات الأطفال في الأردن والعالم بأسرِه، وعليه عند العمل على الحد من هذه الوفيات يتطلب الأمر بالضرورة التركيز على الزوايا التغذوية للأطفال والرضع، وهذا هو ما شد من عزم القائمين على الجمعية للإهتمام بموضوعات مثل الرضاعة الطبيعية وتغذية الأطفال في الأعمار الأقل من خمسة سنوات، وهذا الإهتمام المؤسسي لم ينبع من الفراغ ولم يُستحدث من العدم ولكنه قائم على أسس علمية وبحثية، حيث أثبتت العديد من الدراسات الواقعية أن معدل الوفيات ينخفض بين الأطفال المُغذين بالرضاعة الطبيعية حصريًا بفارق يصل إلى أربعة عشرة مرة مقارنةً بغيرهم من أطفال الرضاعة الصناعية والرضاعة المختلطة بين الطبيعي والصناعي، وكذلك أشارت الأبحاث إلى إمكانية منع وفاة ثمانمائة ألف طفل في السنة الواحدة إذا ما اتُبعت فقط الممارسات التغذوية المُثلى.
والحاصل في الأردن حاليًا هو – ومع الأسف – تراجع الرضاعة الطبيعية الحصرية، فقد كانت نسبتها في الماضي 27% من بين عموم الرضع، ثم انخفضت هذه النسبة مؤخرًا إلى 22% فقط من إجمالي الرضع الأردنيين، وهو مؤشر واقعي يدق ناقوس خطر يُلزم الجمعيات والمؤسسات الرسمية والأهلية العمل بدأب في نشر التوعية الصحية بضرورة الرضاعة الطبيعية.
ما أبرز أنشطة الجمعية فيما يخص الرضاعة الطبيعية وتغذية الأطفال؟
أشارت “أ. منال” إلى أن البرنامج الخاص بالجمعية في هذا الصدد هو جزء من برنامج عالمي يُسمى “حملة كل طفل” أطلقته منظمة “Everyone campaign” لإنقاذ الطفل، وهذا البرنامج يهدف إلى الحد من وفيات الأطفال الأقل عمرًا من خمسة سنوات بنسبة الثلثين، والحد من وفيات الأمهات أثناء الولادة بنسبة الثلاثة أرباع، وإعتمادًا على تحقيق هذه الأهداف الإنمائية في الداخل الأردني بل وفي الوسط العربي جهزت الجمعية أجندة متكاملة تحتوي على الأفكار العملية والتنفيذية الواجب تطبيقها للوصول إلى هذه النتائج المرجوة، وسُلمت هذه الأجندة إلى سمو الأميرة “بسمة بنت الحسين” والتي سلمتها بدورها إلى السادة وزارء الخارجية العرب في إجتماعهم الخاص بالحركة التنموية والإنمائية في الواقع العربي بالجامعة العربية، وكان مما دُون في الأجندة من أفكار ما ينبغي عمله لمواجهة بطء تطور العمل الإنمائي المتعلق بالرضع والأطفال بسبب النزاعات المسلحة في المنطقة العربية والذي أثر بالسلب على أطفال دول النزاعات وعلى الأطفال في محيط وحدود هذه الدول، فبعد أن قطعت الدول العربية شوطًا لا بأس به في تنمية العمل المجتمعي والتوعوي الخاص بتغذية الأطفال، تراجع هذا التطور بشكل ملحوظ تبعًا لآثار النزاعات المسلحة على الدول الرئيسة وتبعًا لآثار مشكلات تدفق اللاجئين على محيطها من الدول، كالأردن على سبيل المثال حيث أصبح دور جمعيتنا لا يقتصر على المحافظات الأردنية وحسب بل تشعب وتفرع ليشمل أطفال اللاجئين في المخيمات، الأمر الذي أدى بالضرورة إلى اتساع الرقعة المُنفذ عليها البرامج وتزايد أعداد المستفيدين من خدمات هذه البرامج وبالتالي تباطأت النتائج نوعًا ما.
ما أبرز فاعليات الحملة التغذوية المنفذة من الجمعية منذ العام 2012م؟
أردفت “أ. سُرى” قائلة: حملة التوعية بغذاء الطفل بدأت العمل على الأرض في العام 2012م، واهتمت بدايةً بالعاصمة الأردنية عَمّان، ثم بتطورها أصبح التركيز الآن على مناطق الجنوب مثل الكرك ومنطقة الغور، والحملة تجمع فريق عمل متنوع من أخصائيين التغذية والممرضات والقانونيات ومُثقِفات التغذية، هذا الفريق يتعاون بالكُلية مع المراكز الصحية والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة الأردنية بهدف الوصول إلى الحوامل والمرضعات والأطفال ما دون الخمسة سنوات من العمر، وفاعليات الحملة تختلف بإختلاف الشريحة المستهدفة، فلدينا المجموعات التثقيفية للأمهات والمرضعات والحوامل، ولا يقتصر الأمر على المحاضرات والندوات بل يمكن للأم المتابعة الدورية مع الأخصائي الغذائي وإستشارته أسبوعيًا في كل ما يخص تغذيتها الشخصية وكذلك رضاعة أو تغذية الطفل.