تُعدّ عملية تكميم المعدة “قص المعدة”، أو (Sleeve gastrectomy) من العمليات الجراحية التي تُجرى بهدف تقليل الوزن، حيث يتم خلال هذه العملية إزالة ما يُقارب ٨٠٪ من المعدة، ليَبقى جُزء صغير منها على شكل أنبوب يُشبه حبة الموز في شكلها وحجمها، فيُحدّد هذا الحجم الصّغير للمعدة كميّة الطّعام التي يقوم الفرد باستهلاكها.
ومن الجدير بالذّكر أنّ عمليّة تكميم المَعدة لا تستغرق الكثير من الوقت حيث تتم العمليّة خلال ٦٠-٩٠ دقيقة، وتجدر الإشارة إلى أنّ اللجوء لعمليّة تكميم المعدة غالباً ما يكون في الحالات التي يصل فيها مؤشر كتلة جسم الشخص ٤٠، أو أكثر، وكذلك في الحالات التي يتراوح فيها مؤشر كتلة الجسم بين ٣٥-٣٩.٩، ويكون فيها الشخص مصاباً ببعض المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة مثل السكري من النوع الثاني (Type 2 Diabetes)، وارتفاع ضغط الدم (High Blood Pressure)، وتوقف التنفس الشديد أثناء النوم.
وغالباً ما يتم عمل تكميم المعدة عن طريق تنظير البطن (Laparoscopy)، حيث يُدخل الطبيب أدوات رفيعة ومُصغّرة من خلال الشقوق الصّغيرة التي يتم عملها في المنطقة العلوية من البطن، ثم يقوم الجرّاح بعمل كُم ضيّق وذلك بأخذ الجزء الكبير المُنحني من المعدة وإلصاقه أو كبسه بشكلٍ طولي، يُمكن تلخيص الفوائد التي يجنيها المريض جرّاء القيام بعمليّة تكميم المعدة في انخفاض الشّهيّة للطّعام؛ فبإزالة جزء من المعدة يقلّ مستوى هرمون جريلين (Ghrelin) في الدم؛ والذي تفرزه المعدة، ممّا يُؤدّي إلى التّقليل من الشّهية والشعور بالجوع عند أغلب الأفراد الذين يقومون بعمل تكميم المَعدة.
وبعد تكميم المعدة من الممكن أن تحدث بعض التغييرات؛ بسبب استجابة الجسم للنّقصان السريع في الوزن، وتحدث هذه التغييرات خلال أول ٣-٦ شهور من إجراء العمليّة، ومن هذه التغييرات شعور المريض بألم في الجسم، والتّعب، والبرد كما لو أنّه مُصاب بالإنفلونزا، بالإضافة إلى معاناته من جفاف الجلد، وضعف الشعر وتساقطه، وتغيّر في المزاج، وبعد إجراء العمليّة يجب على المريض الالتزام بحمية غذائية معينة، حتى لا تحدث مضاعفات صحية.
ما هو أسلوب التغذية الأمثل بعد عملية قص المعدة مباشرة؟
تقول اخصائية التغذية والحميات الدكتورة “ربى مشربش”: أن العمليات الجراحية لإنقاص الوزن ليست الحل المثالي دائماً، ولكنها تعتبر ضرورية في حالة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة؛ حيث يكون مؤشر كتلة الجسم فوق الـ ٤٠، أو قد تكون مجدية لهؤلاء الأشخاص الذين يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم ٣٥، لكن مع وجود مشاكل صحية.
ومن المهم أن نوضح أنه توجد عدة مراحل للتغذية، أو جدول أكل بعد إجراء عمليات قص، أو تكميم المعدة؛ وتتمثل هذه المراحل في:
المرحلة الأولى: يجب أن يتناول الأشخاص بعد العملية سوائل فقط “Clear liquids”، لمدة يومين؛ حتى يحدث التئام للجروح بشكل صحي، وسليم، فمثلاً تكون وجباتهم عبارة عن مياه، جلاتين خالي من السكر، مرقة دجاج أو لحم، أو أي سوائل أخرى خالية من السكر.
المرحلة الثانية: وتستمر حوالي ١٠-١٤ يوم؛ حيث يجب أن يستمر الشخص في تناول السوائل، لكن قد يُسمح بخلط بعض الأطعمة الخفيفة، مع السوائل “Liquid diet”، بمعنى أنه يمكن تناول بعض الأطعمة لكن بشكل مهروس.
المرحلة الثالثة: وتبدأ هذه المرحلة على الأسبوع الثالث تقريباً، ويمكن خلال هذه الفترة تناول الأطعمة مهروسة فقط، فيمكن إدخال البقوليات بكميات بسيطة، لكن بطريقة مهروسة، بعد أن يتم نقعها لفترة حتى يتم التخلص من السكريات الموجودة بها، وكذلك يمكن إدخال البروتينات قليلة الملح، مثل الأجبان البيضاء، والبيض.
لكن يُحذر تناول أي أطعمة تحتوي على السكر؛ حيث أصبحت المعدة صغيرة جداً، وبالتالي تكون غير قادرة على الهضم بطريقة صحيحة خلال تلك الفترة، مما يؤدي إلى حدوث إفراغ سريع للمعدة بداخل الأمعاء فيما يعرف باسم “Dumping syndrome”، فتظهر على الشخص أعراض مرضية خلال ١٥-٣٠ دقيقة، مثل:
- التعرق.
- تسارع ضربات القلب.
- الارتعاش.
وتوضح الدكتورة “مشربش” على أنه هناك مجموعة من الأطعمة يجب الابتعاد عنها لفترة تصل إلى حوالي شهرين بعد إجراء عمليات المعدة، منها:
- السكريات بجميع أنواعها، من سكر، شكولاتة، وحتى العصائر والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
- المشروبات الغازية، والمياه الغازية كذلك.
- المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- الألبان كاملة الدسم، لكن يُسمح بتناول الألبان الخالية من اللاكتوز بعد مرور ٣-٤ أسابيع.
ويجب التنويه على أن الأشخاص الذين يقومون بعمليات قص المعدة، عرضة بشكل كبير جداً لنقص الكالسيوم، والحديد، والزنك، وفيتامين “B1″، و”B12″، وفيتامين “D” أيضاً؛ لذلك لابد من أن يكون هناك مواظبة على تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على هذه الفيتامينات، والمعادن، لفترة طويلة جداً بعد العملية.
وتؤكد الدكتورة “ربى” على أهمية أيضاً تناول البروتينات بكميات كبيرة لهؤلاء الأشخاص، حتى أنه قد يلجأ البعض منهم إلى تناول البروتين غير المحلى الموجود على هيئة بودر في الأسواق؛ حيث يجب أن تحصل المرأة على ٦٠ جم من البروتين، والرجل على ٧٠-٨٠ جم من البروتينات يومياً.