الرجل دائماً ما يكون أقل تعبيراً عن المشاعر من المرأة، فالمرأة هي الأقدر على التعبير عن المشاعر الوجدانية عدم إدراك قيمة المشاعر متداول كثيراً في عصرنا الحالي.
ولكن يجب دائماً أن يكون هناك تبادل في المشاعر بين الأشخاص حتى ينشأ مجتمعنا في حب وسلام دائماً.
التعبير عن المشاعر
تقول “الدكتورة إنصاف المؤمني” الباحثة في مجال المرأة والأسرة: أن عدم إدراك قيمة المشاعر الإيجابية في حياتنا موجود كثيراً بين الناس، والرجل يكون أقل تعبيراً عن المشاعر، على عكس المرأة فهي أقدر على التعبير عن مشاعرها، فهذه مشاعر ربانية لذلك اختارها الله بالأمومة.
وكذلك تأثر المرأة بجفاف المشاعر يكون أكبر من تأثر الرجل، فالمرأة مرتبطة بالوجدانيات، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “تزوجوا الودود الولود”، والكلمة العذبة هي مفتاح القلوب، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يبدع في التعبير عن حبه لزوجاته وأصحابه وابنته فاطمة، وتعبير الرجل عن الحب يكون إنجاز وواقع.
هل تنشأ لغة الحب من الصغر؟
تابعت “الدكتورة إنصاف” أن الإنسان طالما موجود في الحياة ينطلق منه التجديد، ومن لا يتجدد يتبدد، والانسان يتميز عن عناصر الكون المختلفة بقابليته للتغيير والتجديد، وعندما يرى الإنسان أن الجفاف العاطفي موجود من قِبل الأسرة.
ينشأ مجتمع يحتوى على الكثير من العنف والكراهية، والجرأة التي طرأت على مجتمعنا في الآونة الأخيرة، وهذه الجرأة يجب أن تكون منبه لإعادة تشكيل صياغة مشاعرنا، والتربية الوجدانية أولاً، والعناق مهم أيضاً فهو يعطي الشعور بالحب والراحة والسكينة، ويقوي المناعة.
والشخص الذي يعيش في جو من الحب يكون بشوش وسهل التعامل معه، ويختلف كثيراً عن الشخص المصاب بجفاف المشاعر والذي يكون عصبي دائماً ويشعر بالضغط.
أهمية التعبير عن المشاعر
أن الطفل الصغير قد يصاب بحرارة أحياناً، وإذا وُضع على صدر أمه قد يتم الشفاء الكلى، ومعظم المشاكل النفسية تكون بسبب قصور في الجانب العاطفي.
ومن حق كل فرد في الأسرة أن يشعر بالاستقرار العاطفي والإشباع العاطفي حيث يقول الله تعالى “ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً ” وقرة العين هي الحب والمشاعر الدافئة، والاستقرار العاطفي بين الأب والأم ينعكس على الأبناء.
وهذه العلاقة تقودنا إلى الإبداع الحضاري، و العمران الإنساني القائم على إشباع طاقة الحب تبادلاً وتفاعلاً.
في مجتمعنا الحالي كثرت الجرائم داخل الأسرة، فقد يقتل الأب ابنته، أو يقتل الابن أمه أو أخته، وغياب الحب في البيوت هو نواة الإجرام، لأنه طالما كانت لغة الحب والرحمة موجودة، توجد لغة الحوار والتفاعل والاحساس، والإعلام له دور في ذلك.
يجب أن يكون هناك تداول لثقافة الحب ونشر المعاني والقيم الإنسانية الراقية، وإعداد الأجيال، والمؤسسات التعليمية، والمؤسسات المدنية لها دور في ذلك أيضاً، وأضافت أنه قبل بناء بيت قائم على الحب يجب أن يكون هناك تربية للآباء، ويجب أن تكون ثقافة الحب والرحمة والاحتواء والإصغاء متداولة.
فالحب لا يشمل كلمة واحدة أو لفظ واحد، فالحب يجب أن يتزامن معه ثقافة تطبيقية وسعة أفق، ولا بد من التجديد الدائم، ولا بد أن يكون هناك دائماً دورات تدريبية لإعادة التشكيل، ومحاولة تكوين صورة جيدة حتى تنعكس على الأطفال، وهذه الصوة سواء كانت جيدة أو سيئة تُورث لدى الأبناء.
تختم الدكتورة إنصاف المؤمني حديثها بالقول أن الشخص المحروم من العاطفة لن يستطيع إعطاء عائلته أياً من مشاعر الحب والحنان المطلوب، قد يكون هناك بعض الأشخاص لديهم ردة فعل غير متوازنة، وردود الأفعال دائماً ما تكون مبالغ فيها، ويتعود هذا الشخص أن يعطي أكثر ما يأخذ.
وهذا ما يسمى الإفراط في العاطفة، وهذا الإفراط في العاطفة يخلق جيل مدلل غير متحمل للمسؤولية، فلا بد أن يكون لدى الشخص رصيد وقائي بحاجة إلى الادخار، فربما يعجز هذا الشخص في نهاية المطاف أن يعطي على هذه الوتيرة، وفاقد الشيء لا يعطيه وربما تكون هذه العبارة غير صحيحة.
وأضافت الدكتورة إنصاف أن المحن تحمل دائماً بين طياتها المنح، فإذا كان هناك شخص قد تم حرمانه من المشاعر في طفولته، يحاول دائماً إغلاق هذه الثغرة لدى أبناءه ونسيان الماضي.
فيجب ألا ينقل معاناته لأبنائه، والزمن يتجدد دائماً ويتطور، وربما يكون ما استطاع هو تحمله، لا يستطيع أن يتحمله أولاده، لذلك يجب على الأب إعطاء الحب أضعاف، فهناك اختلاف بين الأجيال فيجب إعادة التوازن.