على الرغم من اقتناعي بأن لكل إنسان طبيعة مختلفة عن الآخر، وأن عليّ أن أتقبل الآخر كما هو.. إلا أنني لم أستطع التعايش مع الفوضى والفوضويين..
قد تتجاوز المسألة حدود الفوضى، لتصل إلى الاستهتار واللا مبالاة..
فما معنى أن يستعير منك شخص كتابا مثلا، ثم ينتهي منه ويرميه على طاولة ما، وهو في حالة غير الحالة التي أخذه بها. صفحاته مطوية، وغلافه مطوي؛ لأنه يمسك الكتاب بطريقة خاطئة ربما أثناء القراءة، وربما وجدت عليه بقعة شاي، أو بقعة من الحبر، أو غيرها..!!
ما معنى أن يأخذ منك شخص جهازا ما ويعيده إليك شبه تالف، لأنه سقط منه دون أن يقصد، أو أن ابنه عبث به وهو نائم..!!
وما معنى أن يفتح زميلك درج مكتبك ليأخذ منه ورقة –مثلا- ثم يترك الدرج مفتوحا، والأوراق التي أخذها تركها مبعثرة على المكتب! وحين تسأله: هل انتهيت؟ يجيبك: أوووه انتهيت، لكني نسيت أن أغلق الدرج!
ما معنى أن يفتح زميلك باب الشارع ليخرج كيس النفايات – مثلا – ثم يدخل لينام دون أن يغلق الباب، وإذا سألته يقول لك: نسيت، الإنسان ما سمي إنسانا إلا لكثرة النسيان.. «وبعدين وش صار في الدنيا؟!»..
ما معنى أنك تحب استعمال الأشياء وإعادتها إلى مكانها مباشرة بعد الانتهاء من استخدامها، ثم يأتي زميلك ليستعملها ويترك كل شيء مكانه.. دون أن يكترث إن تلفت الأشياء أو ضاعت، فكل شيء له بديل!
في مثل هذه الحالات وغيرها أسوأ منها.. هل يمكنك التعايش مع شخص كهذا دون أن تشعر بأنك تعاني من سلوكياته المستهترة، ومن تفادي أخطائه، ومن الترتيب بعده وإصلاح الأشياء التي أفسدها.
قد تحدث نفسك بتركه وترك كل أغراضه على حالها لترغمه على إصلاحها حين يحتاج إليها. لكن كم من الزمن سينقضي دون أن يتغير شيء..؟!
هل يوجد حل..؟!
بقلم: ابتسام المقرن
وفي خضم حديثنا عن الشخصيات؛ قد تود..