التعايش مع السكري.. سهل ونتائجه مذهلة

التعايش مع السكري.. سهل ونتائجه مذهلة

«منى» تسأل: أنا متزوجة ونعيش أنا وزوجي حياة سعيدة ولله الحمد، ولكن زوجي أصيب بمرض السكري منذ سنتين، وكان هذا سببا كافيا لتغير نفسية زوجي إلى الأسوأ، وذلك لمعرفته بتأثير السكري على العلاقة الجنـ.ـسية فبات همه الوحيد والشاغل له، فأصبح زوجي متقلب المزاج وكثير السرحان والخوف من المستقبل، ولا أدري ما العمل وكيف أستطيع تلاحق زوجي قبل أن تسوء نفسيته أكثر من ذلك؟ أريد الحل أرجوكم.

من المحتارة والمحبة لزوجها.

⇐ فريق الاستشارات الصحية أجاب الاستشارة؛ فأوضح: اختنا الفاضلة.. لكم أسعدتني رسالتك بلهجتها واختيارك لألفاظها وما تحمله من دلالات ومعان وادعوا شبابنا وبناتنا أزواجا وزوجات أن يتعلموا منها الحرص على إزالة ما يعيق سعادة البيوت، وحقيقة أنا أحمد لك صنيعك وتلهفك في البحث عما يذهب هم زوجك، والتغلب على ما ينغص عشكم الجميل.

ولكن ألوم عليك وأنت تسألين لزوجك أن تذكري بياناتك الشخصية ولا تمدينا بالمعلومات الكافية عنه، عدا أنه اكتشف إصابته بالسكري منذ سنتين وأنه مدخن، ونتمنى في استشاره أخرى أن تمدينا بمعلومات أكثر عنه، لذلك فعلى ضوء ما ذكرته لنا من معلومات، سنقوم بالرد عليك -بإذن الله-.

أولا: من المعروف علميا أن الحالة النفسية تؤثر بقوة على مريض السكر، بل وفي بعض الأحيان تكون الضغوطات النفسية مسبب رئيسي للإصابة بالمرض، ودائما تكون نصيحة الطبيب بالبعد عن الانفعال والغضب، فإذا حدث وساءت حالة زوجك النفسية -لا قدر الله- فلن تكون هذه هي المشكلة، إنما ستكون المشكلة الأكبر أن هذا سيزيد من ظهور أعراض ومضاعفات السكر بشكل لا يحمد عقباه، فندور في حلقه مفرغة.

وكي يطمئن قلبك وقلب زوجك فلا بد من أن تعلما أن مضاعفات الإصابة بالسكري تظهر عادة بعد 14 سنه من الإصابة به، كما يمكن تأخير ظهورها أو تفادي حدوثها بسهولة من خلال التعايش، فإذا التزم بالنظام الغذائي والدواء الذي يقرره الطبيب المتابع لحالته، ومتابعة الفحص والتحليل الدوري لنسبة السكر في الدم، فيمكنه أن يمارس حياته وكل أنشطته بصوره طبيعية جدا، وفي بعض الأحيان يكون المصاب بالسكري الملتزم بالنظام الغذائي والدواء أفضل حالا من الكثير الغير مصابين.

وعن الضَّعف الجنـ.ـسي عند مريض السكري فهو شائع الحدوث كأحد مضاعفات مرض السكر، ولكنه لا يؤثر نهائيا على الخصوبة، ويظهر عادة بعد فترة كبيرة من الإصابة بالسكري، كما أنه قابل للعلاج بشكل سريع وفعال، فالضعف الجنـ.ـسي عند مريض السكر ببساطه ناتج عن تأثير ارتفاع نسبة السكر في الدم على الشعيرات الدموية المغذية للأعصاب والتي تؤثر بدورها على الدورة الدموية ككل، وهي المسؤولة عن دفع الدم في القضيب لإتمام العملية الجنـ.ـسية، ولتفادي هذا الخلل الناتج عن اضطراب الدورة الدموية الذي يسببه مرض السكر يجب علينا الآتي:

  • في البداية نزيل أي ضيق نفسي يشعر به المريض تجاه هذا المرض، وإبعاده عن جميع العوامل المسببة للقلق والاضطراب النفسي.
  • ضبط نسبة السكر في الدم بالمتابعة مع طبيب مختص.
  • معالجة ضغط الدم وضبطه إن كان هناك خلل ما به.
  • معالجة إي التهابات في الجهاز التناسلي إن وجدت.
  • التدخين أيضا يؤثر سلبا على المقدرة الجنـ.ـسية، فيجيب أن يبدأ زوجك وبمساعدتك في خطه محكمة للإقلاع عن التدخين في وقت محدد، وان لا تجرفه حالته النفسية إلى زيادة التدخين بحجة الانفعال أو تفريغ الكبت.

وختاما أؤكد على نقاط هامة:

  • المتابعة الدورية مع طبيب ماهر متخصص في متابعة حالات مرض السكري وسؤاله باستمرار على أفضل العلاجات الجديدة والأنظمة الغذائية المناسبة.
  • البدء في وضع خطه محكمة وحبذا لو كانت تحت إشراف طبيب متخصص للإقلاع عن التدخين.
  • الالتزام بالنظام الغذائي الذي يقرره الطبيب المتابع للحالة وبتناول علاجات السكر في موعدها بانتظام تام
  • عدم اللجوء إلى الوصفات الغير دوائية أو العلاجات الشعبية إلا بمعرفة الطبيب المعالج أو اطلاعه عليها على الأقل.
  • يحتاج زوجك منك أنت أن تأخذي الأمور بشيء من البساطة والتعقل والتعايش مع الأمر دون تصرفات استثنائية، على سبيل المثال ان لا تظهري له نوع من الاهتمام المبالغ فيه فيتوهم أن حالته خطيرة.
  • الأنظمة الغذائية التي توصف عادة لمريض السكري ليست وصفات خاصة بالمصابين وحدهم، إنما هي أنظمة غذائية مختارة بعناية لتكون أكثر توازنا وإفادة، لذا فيمكن أن تكون نظاما غذائيا لجميع أفراد الأسرة وليست للمصاب وحده، فتساعد المصاب على التحكم في مستوى السكر كما تساعد بقية أفراد الأسرة على التغذية بشكل صحي وسليم.
  • يحتاج زوجك إلى دعم نفسي بإشراكه في أمور الحياة التي اعتاد أن يقوم بها فذلك يعطيه القدرة على الثقة في نفسه من جديد.
  • يحتاج زوجك إلى المصارحة التامة بشأن المعاشرة الزوجية فعليك إذا ما لاحظت أي تغير يطرأ عليه في هذه المسألة أن توجهي له النصح وطلب الاستشارة بالطريقة التي لا تنتقص من قدره بقدر ما تشعره بالاهتمام المشترك والثقة المتبادلة.
  • المعرفة والتثقيف بشأن التعايش مع مرض السكري من خلال القراءة والاطلاع على الكتب والمقالات العلمية المتعلقة به.

ويمكنك أن تجدي بعض منها في هذه الروابط على موقعنا:

وختاما… نوجه لك كل التقدير والاحترام على وعيك واهتمامك، ونسأل الله أن يديم عليك وعلى أسرتك السعادة والصحة والعافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top