تفاصيل الاستشارة: أنا متزوجة من سنة تقريبا، وبعد أيام قليلة سوف أرزق إن شاء الله بأول طفل.. المشكلة أنني في دولة عربية وحدى، وأنا أجهل أقل المسائل الخاصة بالبيبي وطريقة التعامل معه. هل هناك طريقة معينة لحمله؟ ما كيفية حمله أثناء الرضاعة؟ أسمع أنني لابد أن أحدد مواعيد ثابتة للرضاعة، فهل هذا صحيح؟ ولو كان نائما في موعد الرضعة فهل أوقظه؟ وكيف أعرف أنه جوعان؟ وارد في المرحلة الأولى أن يتعرض لوعكات مثل المغص والإسهال وما إلى ذلك، فهل هناك أعشاب معينة ينصح بها؟ ولكم جزيل الشكر.
د. نبيل حنفي زقدان «أخصائي طب الأطفال» أجاب باستفاضة؛ فقال: الأخت العزيزة.. بداية نبارك لك حملك الأول وندعو الله أن يرزقك مولودا معافى في بدنه ودينه إن شاء الله.
ونرحب بك عزيزتي في عالم الأمهات الجدد، وأرجو ألا تقلقي من خوض هذه التجربة حيث خاضها قبلك الكثيرات واستمتعن بها ووفقن فيها بإذن الله تعالى وبعونه.
وبخصوص أسئلتك عزيزتي فلابد أن تحرصي أثناء الرضاعة الطبيعية على أن يكون طفلك في وضع نصف نائم، وتكون رأسه مستندة إما بيدك أو بوسادة صغيرة، ولابد أن يكون ظهرك مستقيما قدر الإمكان أثناء الرضاعة حتى لا تؤذي نفسك.
واحذري أن ترضعي طفلك وهو نائم أو مستلقٍ على ظهره فتنزل قطرات من اللبن خلال (قناة إستاكيوس) بالأذن فتصل إلى الأذن الوسطى، مما يؤدي إلى حدوث التهابات.
وبشكل عام سيدتي فإن أصل الأشياء أن ترضع كل الكائنات صغارها، وإذا لم تتمكني من ذلك فلا تلجئي للرضاعة الصناعية بنفسك ولكن استشيري الطبيب فهو الذي سيرشدك إلى الطريق القويم.
وأريد أن أجيب عن سؤالين شهيرين في هذا المجال وقد سألت أحدهما:
أما الأول فهو عن نظام الرضاعة.. وستجدين اختلافا شديدا في هذا المجال، فهناك من يقول رضعة كل 4 ساعات، ومنهم من يقول كل 3 ساعات، وهكذا.. أما أنا فأضم صوتي لصوت الراسخين في العلم والذين يقولون إن أصل الأشياء هو إرضاع الطفل حسب حاجته ورغبته.
والثاني هو ماذا ومتى أضيف شيئا إلى الطفل الذي يرضع ثدي أمه؟
والاختلاف في هذه النقطة أشد من خلاف حكماء بيزنطة في قضية البيضة والكتكوت، وستجدين أن كل أم على ظهر الأرض لها خبراتها الخاصة في هذا المجال، كما أنها حريصة على ألا تحتفظ بهذه الخبرة لنفسها، ولكن تحرص على أن تفرض هذه الخبرات على الأخريات.. أما أنا –وكما هي عادتي– فأميل إلى رأي الراسخين في العلم، وأرجو أن يتسع صدرك إلى رأيهم الذي يقول: إن الأفضل أن يعتمد الطفل على الرضاعة الطبيعية فقط حتى الشهر الرابع، بل إن بعضهم يحبذ أن يمتد ذلك إلى الشهر السادس، على أن يشمل هذا الحظر الرضاعة الصناعية والتغذية والأعشاب وغيرها، فإن كنت لابد فاعلة فاستشيري الطبيب، وأحذرك من استشارات ثلاث نساء –مع كامل الاحترام– في هذا المجال ألا وهن: جارتك، وحماتك، وأمك.
ولا يتسع المجال هنا لأعدد لك فوائد ومنافع الرضاعة الطبيعية فستجدين ذلك بالتفصيل في كثير من الكتب والمجلات والاستشارات، وإليك الاستشارات التالية للفائدة:
- ↵ الرضاعة المختلطة: متى؟ وكيف؟
- ↵ آلام الثدي أثناء الرضاعة.. التهابات أو تشققات
- ↵ أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل والأم
- ↵ بدائل حليب الأم وإنخفاض الوعي فيما يخص الرضاعة
أما بخصوص الوعكات الصحية ففي هذه الفترة الحرجة من العمر يكون الأطفال الأصحاء معرضين لبعض الوعكات الصحية المتكررة، وترجع هذه الوعكات –في الغالب– إلى عدم اكتمال نضوج الوظائف الحيوية بجسم الطفل حديث الولادة، ومن أشهر هذه الأعراض:
القيء – الإسهال – الإمساك – المغص – انتفاخ البطن – البكاء، بالإضافة إلى الصفار الفسيولوجي – والارتفاع الطفيف في درجة الحرارة – الزكام – الفتاق السري – وكثرة الدموع وغيرها.
وهذه الأعراض هي التي فتحت الباب على مصراعيه للطب الشعبي وطب الأعشاب وطب الخزعبلات للدخول إلى عالم حديث الولادة، فلكل عرض من هذه الأعراض وصفات وأعشاب وممارسات.. تبدأ بالكراوية وآخرها الينسون إلى أن ننتهي بالكي وغيره من الممارسات الخاطئة والظالمة للطفولة البريئة.
من فضلك –يا سيدتي– دافعي عن طفلك واحميه من الخبرات الخاطئة، واعلمي أن أغلب هذه الأعراض ما هي إلا أعراض طارئة لا تشير إلى مرض معين، كل ما عليك هو أن تستشيري طبيبك فهو الأقدر على أن يدلك على الطريق القويم.
مع خالص دعواتنا لك بولادة سهلة ومولود مبارك إن شاء الله.