هناك بعض الأمهات اللاتي تقوم باحتضان أطفالهن من ذوي الاحتياجات الخاصة لكن هذه الحالة ليست معممة عند جميع الأمهات الذين لا تقف أمامهم أي عائق أو إعاقة حيث أن تقبل الأهل وطريقة تعاملهم من أولادهم من ذوي الاحتياجات الخاصة يختلف من أم لأخرى.
هل الرفض والإنكار يعتبر ردة فعل طبيعية لأم طفل الاحتياجات الخاصة؟
قالت الدكتورة “سماح” رئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، تدخل ردة الفعل الطبيعية لأم الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة في عدة مراحل تبدأ بالإنكار وفي كثير من الأحيان يكون هنالك رفض لتصديق الأنباء التي يقولها الأطباء ومن ثم يدخل الناس في مقايضة لتغيير الوضع القائم بالنسبة لطفلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة ثم تأتي مرحلة الإدراك والغضب ثم مرحلة الحداد ومن ثم يمكن أن تأتي مرحلة التقبل لهذا الطفل.
وأضافت الدكتورة، ليس من الضروري أن تأتي تلك المراحل بشكل متتابع حيث يمكن أن تكون مختلطة عند البعض حيث يمكن أن يمر هؤلاء بالمرحلة الرابعة ثم المرحلة الثانية وهكذا.. وهذه هي المراحل الطبيعية للحداد التي يمر بها الأهل عندما يتم التعامل مع أخبار غير سارة لهم بالنسبة لولادة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ما هي الطريقة المثلى للتعامل مع طفل الاحتياجات الخاصة؟
لابد للأطباء الذين يتعاملون مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو ذوي الإعاقة الذهنية الانتباه إلى ردة الأهل ومدى تقبلهم للطفل وفي أي مرحلة من الحداد أو التقبل هم عليها الآن، كما يجب على الأطباء الاخذ بيد الأهل ومساعدتهم حتى يمكنهم تقبل هؤلاء الأطفال.
على الجانب الآخر، يجب على الدولة ومؤسساتها أن تحتضن طفل ذوي الاحتياجات الخاصة حيث أنه يعتبر عبء كبير على الأهل حتى يمكنهم تقبله، كما يجدر الإشارة إلى أننا نقابل كثيراً من الأهل من يقومون بتغيير نمط حياته بشكل كامل حتى يمكنه الاعتناء بطفل ذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك يجب على الدولة وكافة مؤسساتها أن تقدم رعاية شاملة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والتي لا تقتصر على المعونة الطبية فقط وإنما أيضاً الدعم الاجتماعي، بمعنى أن هذا الطفل يكون له مخصصات اجتماعية للعناية به لتعويض أهله عن الخسائر كما يجب أن نوفر له أجهزة خاصة وسرير خاص به، إلى جانب أن مثل هؤلاء الأطفال يجب أن نوفر لهم حصص ترفيهية لوقت أطول وبالمجان حتى يمكن للأهل الاعتناء بأطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة أفضل.
ما هي نقطة الضعف الأكبر عند الأهل تجاه طفل الاحتياجات الخاصة؟
تكمن نقطة الضعف والنقطة المهملة في دعم الدول والدعم النفسي من الدولة للعائلات والأهل حيث أن الأهل يقومون بتحمل عبئ الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بمفردهم دون مساعدة أحد بجانب غياب النصيحة العائلية التي غابت عنا كثيرا علما بأن مشكلة الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة تمس عائلة واحدة من ضمن عشرة عائلات.
وتابعت الدكتورة، هناك مناهج عالمية مفحوصة جيداً يمكننا تطبيقها مع أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. على سبيل المثال، لابد لطفل التوحد من 40 ساعة تعليمية في الأسبوع عن طريق تحليل السلوك لهذا الطفل من خلال بعض البرامج التي قد تصل تكلفتها سنويا إلى 100000 دولار سنوياً لطفل ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن مع غياب مؤسسات الدولة تبقى الأسرة هي خير مؤسسة يمكنها تنفيذ تلك البرامج إذا تلقت الدعم المالي والمهني لتعلم مهارات معينة يمكنهم نقلها إلى الطفل بجانب ضرورة زيادة جودة بعض المؤسسات التي تتعامل وتهتم بالأطفال والتي في الأساس تكون مكونة نتيجة تجمعات من الأهل.
ماذا عن كيفية دعم أهل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؟
من الضروري أن يتم تأهيل الأهل أو الأخصائي الاجتماعي أو الطبيب النفسي كما يجب أن يكون لدى هؤلاء ما يكفي من القدرة لتمييز الاحتياجات النفسية للأهل والأخذ بيدهم من مرحلة لمرحلة أخرى أكثر تقدما في تقبل هؤلاء الأطفال حيث أن الأمهات على سبيل المثال كثيراً ما يعانون من تجربة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مما يشكل عبئا كبيراً على الأهل، لذلك يجب تعليم الأهل مهارات وليدية لذوي الاحتياجات الخاصة إلى جانب ضرورة تعامل الأهل بالكامل مع طفل ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل جيد ولا يجب أن يكون الاعتناء من قبل شخص واحد فقط في العائلة وإنما يجب أن يكون الاعتناء على عاتق الجميع في الأسرة حتى لا يصاب شخص واحد فقط من العائلة بالاحتراق نتيجة الاعتناء بطفل ذوي الاحتياجات الخاصة ولكي لا يشعر هذا الطفل بالضياع حين يغيب هذا الشخص عنه في وقت ما.