يعتقد الكثير من الناس أن لدى التغذية علاقة في تحسين وضع مصابي التصلب اللويحي فما هو مرض التصلب اللويحي وما أسبابه وما هي العلاقة بينه وبين التغذية، كل هذا سيتم التعرف عليه في السطور القادمة.
التصلب اللويحي وأسبابه
تقول أخصائية التغذية “د. ربى مشربش” إن التصلب اللويحي هو مرض يصيب الأعصاب، خاصة الغشاء المحيط بالخلايا العصبية.
وهو مرض مناعي تقوم الخلايا فيه بمهاجمة نفسها فيزول الغشاء المحيط بالخلية وينتج عن ذلك حدوث خلل في نقل الرسائل العصبية، بالتالي يظهر على المصاب بعض المشاكل مثل الشعور بتعب أو إرهاق أو حدوث تشنجات في الأعصاب أو حدوث صعوبة في الحركة.
عادة يتم الإصابة بالتصلب اللويحي نتيجة أسباب جينية أو أسباب أخرى، ولا يوجد أطعمة تتسبب في الإصابة به إلا إذا كان هناك عامل وراثي فحينها ربما بعض الأطعمة تؤدي إلى ظهور أعراضه في وقت مبكر.
العلاقة بين التغذية ومرض التصلب اللويحي
تساعد التغذية السليمة على الحفاظ على الخلايا العصبية والتخفيف من الأثر السلبي الذي يوجد في الأغذية التي تحتوي على مواد ضارة.
وتساعد التغذية السليمة على تأخر ظهور مرض التصلب اللويحي ولكن لا تعمل على ترميم الأغشية التي تم تآكلها من خلال مهاجمة الخلايا لنفسها.
أما الأشخاص التي قوم بتناول أغذية تحتوي على دهون مشبعة بكميات كبير فهذا يؤدي إلى الإصابة بالسمنة والسمنة تقوم بزيادة الحمل على الأعصاب، فكل هذه العوائق تؤثر على صحة الإنسان، لذلك يجب معرفة الأغذية التي يُفضل تناولها والأغذية التي يجب الابتعاد عنها.
أشارت بعض الدراسات إلى أن هناك بعض الفيتامينات والمعادن تساعد بشكل كبير على تقليل أعراض مرض التصلب اللويحي.
يجب على مريض التصلب اللويحي أن ينتبه إلى بعض الأمور التي تساعد على الحفاظ على الخلايا العصبية، وأن يهتم بالاستفادة من الدهون المفيدة الموجودة في بعض الأغذية، ويجب عليه اتباع التعليمات التالية حتى يقلل من شدة الأعراض:
- الابتعاد عن تناول الأطعمة الضارة التي تحتوي على الدهون المشبعة، مثل البسكويت والشوكولاتة.
- الحد من تناول اللحوم الحيوانية الحمراء، أشارت دراسات علمية أن هناك علاقة سلبية بين تناول اللحوم الحيوانية الحمراء وبين زيادة أعراض وتطور مرض التصلب اللويحي، لذلك يجب تناول تلك اللحوم بكمية أقل من ٨٥ جم يومياً، أي قطعة صغيرة.
- الابتعاد عن تناول السكريات بكميات كبيرة، لأنها تؤثر على الخلايا العصبية والدماغ.
- الابتعاد عن استخدام السمنة والزبدة في الطعام.
- الحد من استخدام تناول منتجات الألبان البقرية، نظراً للدهون المتواجدة بها ويمكن استبدالها بتناول المنتجات التي تحتوي على الكالسيوم مثل حليب اللوز وحليب الأرز وحليب جوز الهند.
- التأكد من عدم وجود نقص في فيتامين د أو فيتامين بي ١٢، لأن نقصهم يتسبب في ظهور الأعراض مبكراً، وأشارت الدراسات إلى أن أخذ كميات كبيرة من فيتامين بي ١٢ لن يفيد الشخص ولكن إذا تم علاج نقصه سيفيد في التقليل من أعراض التصلب اللويحي.
- تناول بعض المكملات الغذائية والفيتامينات التي تساعد في تأخير أعراض التصلب.
بالإضافة إلى ذلك فهناك بعض الأغذية التي إذا تم تناول العديد منها ستؤدي إلى تأخر ظهور الأعراض على الأشخاص المصابة بالتصلب اللويحي، ومن ضمن هذه الأغذية:
- الأسماك، مثل التونة والسردين وكل المأكولات البحرية التي تحتوي على فيتامين د والسيلينيوم والأوميجا ٣.
- الفواكه والخضروات، لاحتوائها على مضادات الأكسدة التي تساعد في عمل الأعصاب وتساعد في تخفيف أعراض مرض التصلب اللويحي.
- البقوليات.
- المكسرات، مثل جوز الهند واللوز البرازيلي.
- طحن بذور الكتان وتناولها للاستفادة من الزيوت المتواجدة بها.
الأكثر عرضة لظهور أعراض التصلب اللويحي في وقت مبكر
تابعت “د. مشربش” تظهر عادة أعراض التصلب اللويحي على الأعمار التي تتراوح بين ٢٠ و ٤٠ سنة، وتظهر بنسبة قليل أي حوالي ٥٪ لمن هم أقل من ١٦ سنة.
وتكون السيدات هي الأكثر عرضة للإصابة به في ذلك العمر أكثر من الرجال، وخاصة السيدات المصابة بالسمنة لأن من المعروف أن السمنة تزيد الحمل على جسم الإنسان وتتسبب في العديد من المشاكل، فلذلك يجب الاهتمام باتباع نظام غذائي سليم لفترة طويلة ومستمرة.
يُقال إن الأشخاص النباتية والذين يتبعون نظام غذائي هم أقل عرضة للإصابة بمرض التصلب اللويحي ولكن هذا غير صحيح، فمن الممكن أن تخف الأعراض لديهم ولكن ظهور المرض هو طفرة جينية.
بالإضافة إلى أن أشارت بعض الدراسات إلى أن في بعض الأحيان عندما ينتقل شخص من منطقة إلى أخرى من الممكن أن تظهر الأعراض عليه في المنطقة الجديدة ويرجع هذا إلى وجود استعداد وراثي عند الشخص وعندما ذهب إلى منطقة بها نظام غذائي سيء أدى إلى ظهور وزيادة أعراض التصلب اللويحي لدى الشخص.
أعراض التصلب اللويحي التي قد تؤثر على حياة الشخص المصاب:
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- حدوث مشاكل في الرؤية.
- تشنج العضلات.
- حدوث حركات لا إرادية.
- صعوبة في الكلام والمشي والحركة وممارسة الأعمال الحياتية اليومية.
ولتقليل حدوث هذه الأعراض وللتقليل من تطور المرض، يُنصح بممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي سليم لمدة طويلة ومستمرة، ويجب الانتباه إلى أن يتم تغيير النظام الغذائي بشكل كامل، فمثلا ليس مسموح بتناول كميات كبيرة من الأسماك التي يعُد تناولها شيء مفيد جداً للأعصاب وفي نفس الوقت يتم تناول سكريات وأطعمة تحتوي على قدر كبير من الدهون المشبعة.