ما المقصود بالتصبغات الجلدية؟
قالت “د. نور المعاني” أخصائية الجلدية. التصبغات الجلدية من المشكلات الشائعة بين الناس، ومع الأسف فإن أغلبها تظهر على الوجه، ومصطلح التصبغات الجلدية هو مصطلح عام يشمل عدة مشكلات جلدية تؤدي كلها في النهاية إلى وجود دُكنة في لون الجلد في منطقة ما بالجسم، بحيث يظهر لون هذه المنطقة أياً كان حجمها بلون داكن مختلف عن لون الجلد الطبيعي، لذلك يمكننا القول إن التصبغات الجلدية تشمل الكَلَف والنمش وتغير لون الجلد الناتج عن الأمراض الجلدية مثل الإلتهابات والتهيج والبثور والحبوب، هذا إلى جانب التصبغات الخلقية التي يُولد بها المريض كالوحمات مثلاً، والنوع الخلقي من التصبغات أصعب علاجاً من التصبغات التي تظهر بفعل المشكلات الأخرى.
أي أنواع البشرة أكثر إصابة بالتصبغات؟
التصبغات الجلدية عادةً ما تنتشر في البشرة المتوسطة القمحاوية، أي التي ما بين البياض الشديد والسُمرة القُحَّة، ولذلك نجدها منتشرة بمنطقتنا العربية أكثر من الأفارقة أو أبناء المنطقة الإسكندنافية مثلاً.
لماذا يتبدل لون الجلد للإسمرار عند التعرض للشمس؟
أوضحت “د. نور المعاني” أنه من بديع خلق الله أن جعل فيه وسائل دفاعية ذاتية، فعند التعرض الكثيف للشمس يعمل الجسم على حماية نفسه بنفسه من أضرارها، لذلك يزيد إفراز الخلايا التصبغية من مادة الميلانين التي تصعد إلى طبقات الجلد السطحية لحماية مكونات الخلايا من الأحماض الأمينية والـ DNA من أشعة الشمس وتأثيراتها، لذلك عندما نتعرض إلى الشمس يفرز الجسم صبغة الميلانين كإجراء وقائي مما يبدل لون الجلد إلى الإسمرار، وحالما تكون التصبغات في الطبقات السطحية يسهل علاجها، ولكنها كلما كانت أعمق كلما كانت أصعب في العلاج.
ما هي العوامل التي تتدخل مباشرة في الإصابة بالتصبغات الجلدية؟
أشارت “د. نور المعاني” إلى أنه تعتبر الشمس هي أشد عوامل الإصابة بالتصبغات الجلدية، وكذلك الضوء المرئي، فقد أثبتت الدراسات أن بعض أطوال الأشعة الخارجة من الضوء العادي وكذلك الأشعة فوق الحمراء الموجودة في كل مكان فيه حرارة مرتفعة يساعد في تغير لون الجلد، لذلك كنا في السابق لا ننصح بوضع واقي الشمس عند التواجد في المنزل أو في الأماكن المغلقة، ولكن بعد تأكيد الأبحاث المذكورة أصبحت الحالات المصابة بالتصبغ ومن عندها قابلية للإصابة بالتصبغ تحتاج إلى دهان الجلد بواقي الشمس حتى في الأماكن المغلقة والمنزل لتفادي تأثيرات الأشعة تحت الحمراء والأشعة المرئية، حتى إن طرق تصنيع واقيات الشمس تطورت وأصبحت لا تقتصر على الحماية من أشعة الشمس UVA وUVB فقط، بل أصبحت تحتوي على المركبات الواقية من الأشعة الحمراء ومن الضوء.
العامل الثاني في الإصابة بالتصبغات هو تغير الهرمونات، لذلك نجد أن الحالات العَرَضية التي تُحدِث تغير في الهرمونات مثل الحمل وما بعد الولادة وخمول الغدة الدرقية… إلخ نجدها حالات أكثر عُرضة للتصبغات الجلدية.
وكذلك مستحضرات التجميل ومستحضرات العناية بالبشرة إذا لم تناسب في تركيبها نوع البشرة المستخدمة عليها تساعد في تصبغات الجلد، ولذلك هي أحد العوامل الواجب الإحتراز منها.
كيف نقي الجلد من التصبغات؟
ألمحت “د. نور المعاني” إلى أن الوقاية ناتجة عن تجنب العوامل المذكورة، أو التعامل معها صحياً مثل الإلتزام بواقي الشمس، وكذلك توجد بعض المستحضرات الطبية التي تقي الجلد من التصبغات، وهي منتشرة بالصيدليات، ومنها المستحضرات الدوائية الغنية بأحماض الأزليك أسيد والجيلكوليك أسيد والسلاسيليك أسيد، وكذلك المستحضرات المضادة للأكسدة مثل الغنية بفيتامين C وفيتامين A المنتشر في الكريمات المضادة للشيخوخة.
كما يمكن بمعرفة الطبيب تنفيذ التقنيات الطبية التي تمنع تصبغ الجلد مثل الحقن بالبلازما والميزوثيربي وأجهزة الليزر، وبخصوص الليزر فنشير إلى أنه لا يصلح لكل أنواع البشرة، كما أن استخدامه يفضل أن يكون بالشتاء وليس بالصيف لأنه في النهاية جهاز يُعرض الجلد إلى حرارة مرتفعة.
ما أحدث الأجهزة التي تعالج التصبغات؟
يتوافر الآن جهازين يدوين غاية في السهولة والبساطة، فالأول جهاز كويّ يدوي له رأس مدبب يخرج منها إبرة صغيرة، وبوضع هذه الإبرة على سطح الجلد المتصبغ تخرج شرارة بسيطة تقوم بِكيّ المنطقة المتصبغة، وبعد عدة أسابيع يُقشر الجلد في المنطقة ثم يعود نموه على شكله ولونه الطبيعي.
واختتمت “د. نور المعاني” وأما الجهاز الثاني فيمكن إستعماله بالمنزل، وهو جهاز يُعرف باسم الدرمالورول، وهو جهاز ذو إسطوانة دوارة يخرج منها عدد من الإبر، وبتحريك الإسطوانة على الجلد في إتجاهات مختلفة يعمل على تغلغل المستحضرات الموضعية إلى طبقات الجلد العميقة، وبالتالي زيادة فاعلية المستحضرات العلاجية للتصبغات.