هل يمكن أن نتسمم من المياه؟
قالت أخصائية التغذية “رُبى مشربش”: الحديث عن تلوث المياه شائك وصعب، بَيْدَ أنها لا يُستغنى عنها أبدًا عند جميع الناس، والحقيقة الواقعة أنه فعلًا قد يحدث التسمم من المياه إذا تلوثت بأنواع من البكتيريا الضارة أو تلوثت بنسب مرتفعة من أنواع المواد الكيماوية المستخدمة في محطات التنقية والترشيح، والجدير بالذكر أن أنواع البكتيريا الضارة التي يمكن أن تُلوث المياه وتؤدي إلى تسمم الإنسان كثيرة ومتعددة، ويمكننا الحديث عن أحد هذه الأنواع كمثال ألا وهو بكتيريا “السودومونس”.
و”السودومونس” من أنواع البكتيريا التي تفضل العيش في الأماكن الرطبة لذا تنتشر في المياه والتربة، وبما أنها تتواجد بكثرة في المياه لذا هي من أهم مسببات أنواع عدة من الإلتهابات مثل إلتهابات الأذن وإلتهابات الجهاز الهضمي، والشاهد أن عدوى الإنسان بهذا النوع من البكتيريا لا يتوقف على وصولها للجسم عبر شرب المياه أو تناول الأطعمة الملوثة بها وفقط، بل يمكن لها – بإعتبار إنتشارها في الأماكن الرطبة – أن تنتقل إلى الجسم البشري من حمامات السباحة الغير نظيفة والغير معقمة، وكذلك من غرف الإستحمام وغرف الساونا الملوثة بها، لذلك تعتبر النظافة الشخصية الجادة ذات دور حيوي ورئيسي في التقليل من الإصابة ببكتيريا “السودومونس”، وأكثر من يُخشى عليهم من هذه البكتيريا هم أصحاب المناعة الضعيفة بشكل طبيعي، وكذلك أولئك المرضى بأمراض مزمنة تستدعي تناولهم لأدوية مثبطة للمناعة، فهؤلاء وأولئك يتأثرون صحيًا ببكتيريا “السودومونس” وما ينتج عنها من أمراض وإلتهابات بوتيرة أسرع وأكثر حدة.
وأضافت “أ. رُبى”: ويجب أن نشير هنا إلى أن الأطعمة والمشروبات عادةً ما تتلوث بأنواع من البكتيريا الضارة ولكن بمعدلات ضئيلة قد لا ينتج عنها أي عَرَض صحي، لكن عند إرتفاع معدلات التلوث وزيادة أعداد هذه البكتيريا وتكاثرها هنا تصبح خطرًا صحيًا داهمًا يؤدي حتمًا إلى الإصابة بالتسمم.
ما هي أبرز الأعراض الأولية للإصابة بالتسمم جراء بكتيريا “السودومونس”؟
أكدت “أ. رُبى” على أنه في الغالب الأعم تتشابه أعراض التسمم جرّاء البكتيريا الضارة أيًا كان نوعها، فالأعراض المرضية لبكتيريا “السودومونس” لا تختلف كثيرًا عن الأعراض المرضية لغيرها من أنواع البكتيريا، ومن أبرز أعراض التسمم البكتيري وأولها ظهور أوجاع وآلام بالبطن والمعدة ثم إسهال وتقيؤ، فكل هذه الأعراض مؤشرات لحدوث التسمم، لكن الوقوف على أسبابه يلزمه بالضرورة مجموعة من التحاليل المخبرية والفحوصات الطبية المتخصصة.
ما الكيفية المُثلى للتأكد من نظافة المياه؟
نبَّهت “أ. رُبى” على أن التأكد من جودة المياه وخلوها من التلوث البكتيري هو عمل مؤسسي رقابي منوط بالجهات الرسمية المختصة لأن مجرد غلي الماء على النار قد لا يكون تصرف كافي للقضاء على كل أنواع البكتيريا الضارة، بينما الجزء البسيط الخاص بالأفراد العاديين فيتمثل في:
1. التأكد من مصدر المياه ونظافته قدر الإمكان.
2. عند شرب المياه المعبأة في الزجاجات البلاستيكية فمن الضروري العلم أن زجاجات التعبئة مصنوعة للإستعمال الأحادي فقط، ولا يجوز صحيًا إعادة إستخدامها مرة أخرى، وذلك في محاولة لتفادي الإصابة بما قد يعلق بها من بكتيريا.
3. أيضًا لا يُسمح بشرب الماء في زجاجات بلاستيكية تم إهمالها ونسيانها لفترة طويلة تحت أشعة الشمس أو تعرضت لمصادر حرارة، ذلك لأن البلاستيك المصنوع من زجاجات المياه يتبدل تركيبه الكيميائي بمجرد تعرضه للحرارة.
ما هي البدائل الصحية للمياه؟
أشارت “أ. رُبى” إلى أن الجسم الطبيعي يحتاج يوميًا إلى معدل يتراوح بين 6 إلى 8 أكواب ماء بإجمالي 2 لتر تقريبًا، وهذا العدد من الأكواب يمكن أن ينخفض دون تأثير على الجسم إذا ما اتجه الفرد إلى الإكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة حيث أنها غنية جدًا بالماء وتمد الجسم بجزء من حاجته إلى السوائل، كذلك المشروبات الأخرى مثل العصائر الطبيعية والأعشاب تمد الجسم بجزء من حاجته من السوائل، وقد يظن البعض أن الحديث ينطبق أيضًا على الشاي والقهوة إلا أن غناهما بمادة الكافيين يؤدي إلى العكس لأنها مادة مُدرة للبول وبالتالي يفقد الجسم بالإكثار من شرب الشاي والقهوة السوائل الموجودة داخله وليس العكس، وكذلك الحال مع المشروبات الغازية لأن ضررها أكثر كثيرًا من نفعها.