نتعرّض ويتعرّض من حولنا بما قد سمعت ان اسمهُ التسمم الغذائي. وهُنا، وفي هذا المقل سنتعرّف على معلومات ستُفيدك في رحلة الوصول إلى ما تريده عن هذا الموضوع بشكل علمي دقيق ومُفصّل.
١. التسمم الغذائي
تقول “الدكتورة روان عبد السلام” الدكتورة الصيدلانية: أن التسمم الغذائي غير مرتبط فقط بفصل الصيف، فهو يحدث في جميع فصول السنة، ولكنه يزداد في فصل الصيف بسبب كثرة البكتيريا والفيروسات والميكروبات في الجو في فصل الصيف، ودرجات الحرارة المرتفعة والرطوبة تكون بيئة مناسبة لنمو وتكاثر هذه البكتريا والفيروسات.
ويطلق على التسمم الغذائي المرض المنقول بالغذاء الملوث، وينتقل عن طريق تناول طعام ملوث بهذه الميكروبات المُعدية مثل الفيروسات والبكتيريا والطفيليات، وقد ينتقل من شخص مصاب لشخص آخر، أو عن طريق السموم التي تنتجها هذه الميكروبات.
هناك أنواع من التسمم منها التسمم الميكروبي، ومنها التسمم الكيميائي عن طريق رش مبيدات حشرية على الفواكه والخضروات، وهذا التسمم يحدث في فترة الإنتاج والتحضير، وفي فترة الحصاد، وقد يحدث بسبب سوء التخزين، أو عدم طهي الطعام بشكل جيد.
٢. الأشخاص الأكثر عرضة للتسمم الغذائي
جميع الفئات العمرية مُعَرضة للإصابة بالتسمم الغذائي، والأعراض تعتمد على المسبب للتسمم، وعلى الكمية التي تم تناولها من الطعام المسمم، ولكن الأشخاص الأكثر عرضة للتسمم الغذائي هم أصحاب المناعة الضعيفة مثل الأطفال أقل من خمس سنوات، والنساء الحوامل.
بالإضافة إلى فئة كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة مثل الكبد والكلى والسكر، والأشخاص الذين يتلقون علاج الإشعاع للسرطان، وقد يؤدي التسمم الغذائي لديهم إلى الوفاة.
وأضافت الدكتورة أن التسمم الغذائي ليس موضوع بسيط ولا يجب التهاون فيه خصوصاً في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وفئات هؤلاء الأشخاص يجب عليهم مراجعة الطبيب فوراً عند الشعور بأعراض التسمم الغذائي.
٣. أعراض التسمم الغذائي، ومتى تكون الأعراض خطيرة؟
أعراض التسمم الغذائي تظهر على الشخص بعد تناول الطعام الملوث بعد بضعة ساعات، وقد تظهر بعد أيام أو أسابيع، ومن الأعراض البسيطة التي تظهر عليهم هي الغثيان، والاسهال المائي.
بالإضافة إلى تقلصات في المعدة والبطن، أو حُمة، ويتم علاج هذه الأعراض بأخذ قسط من الراحة، وشرب كمية كبيرة من السوائل لتعويض خسارة السوائل والوقاية من الجفاف.
عند وجود قيء دموي لأكثر من يومين، أو اسهال دموي لأكثر من يومين تحدث مشكلة جفاف في الفم، وقلة البول، وحدوث تلعثم بالكلام، ودوار، وهذه الأعراض خطيرة وتستدعي مراجعة الطبيب أو الطوارئ.
وعند وجود حالات تسمم جماعية ومن مكان واحد يكون السبب غذاء معين في هذا المكان، ويقوم الطبيب بسؤال المريض عن المكان الذي تناول منه، والوقت الذي تناول فيه، ومتى ظهرت لديه الأعراض.
وقد يطلب الطبيب عينة فحص دم وعينة براز لمعرفة سبب التسمم، وبناءً على المسبب يتم إعطاء العلاج، فإذا كان السبب بكتيري يتم إعطاء مضاد حيوي مناسب.
وهناك بعض حالات التسمم الغذائي يتم علاجها تلقائياً عن طريق أخذ قِسط مناسب من الراحة، وشرب السوائل والعصائر الطبيعية، والبعد عن المنبهات، واتباع حمية غذائية مناسبة، ولا يستطيع تناول أطعمة دهنية أو أطعمة بها توابل منعاً لحدوث تهيج في المعدة، ويتم تناول وجبات متعددة خفيفة جداً مثل الشوربة، أو خبز محمص، وفواكه وخضروات، والبعد عن الدهون والمقالي، والزيوت والتوابل.
وبعد التحسن يتم الرجوع للنظام الغذائي الطبيعي، وفي الحالات الشديدة التي تستدعي الذهاب للمستشفى يتم إعطاء المرضى إبر وريدية تعويضاً للمعادن والسوائل والأملاح التي تم فقدها.
قد يُفيدك أيضًا: أغذية ممنوعة عمن يعانون من الرجفان الأذيني
الطريقة الصحيحة لحفظ الأغذية في المنزل
هناك أخطاء شائعة تحدث من ربات المنزل، فمثلاً يتم ترك اللحوم المجمدة لساعات خارج الثلاجة ثم تقوم بطهيها، وهذا أمر خاطئ، فالبكتيريا لا يمكن رؤيتها بالعين.
ويفضل عدم ترك اللحوم النيئة خارج الثلاجة بدرجة حرارة الغرفة أكثر من ساعتين، ولا يمكن تركها أكثر من ساعة في درجات الحرارة المرتفعة، وبدلاً من ذلك يمكن اذابة اللحوم المجمدة داخل الثلاجة، أو في الميكروويف، فهناك خاصية فك التجميد في الميكروويف، وبمجرد اذابة هذه اللحوم يجب استخدامها وعدم تركها.
ويجب على الأمهات أيضاً الانتباه لطهي الطعام بشكل جيد وخصوصاً في اللحوم والدواجن، لأن الأطعمة الغير مطهية جيداً تجعل الشخص عرضة للإصابة بالسالمونيلا، والتسممات الغذائية.
وهناك نوع من التسمم يسمى التسمم الخلطي، ويحدث عند وضع اللحوم والدواجن النيئة مع الأصناف الأخرى من الطعام الصالحة للاستخدام، فهذا يؤدي إلى انتقال الميكروبات من الأطعمة النيئة إلى الأطعمة الصالحة للاستخدام.
وختاماً، يجب فصل كل نوع من الأطعمة عن بعضها، واللحوم النيئة يجب أن تكون مُغلفة ولا يجب تركها بدون تغليف، وأيضاً من مسببات انتقال الميكروبات استخدام ألواح التقطيع لتقطيع اللحوم ثم استخدامها لتقطيع أنواع أخرى من الطعام.