«إسلام» يسأل: ما هو مرض التراكوما وهل هو مرض خطير؟ وفي أي البلدان ينتشر؟
د. محمد بلمكي «اختصاصي طب العيون» قام بالرَّد على السائل؛ فقال: إن مرض التراكوما هو مرض وبائي يسمى كذلك الرمد الحبيبي أو التهاب ملتحمة العين وهو ناتج عن تعفنات تسببها جرثومة تسمى كلاميديا تراكوما تصيب ملتحمة العين وهي غشاء رقيق يغطي بياض العين، وتؤدي الإصابة بهذا الفيروس التهابات في الملتحمة، وهذه الالتهابات تتكرر لدى المصاب وفي نهاية المطاف تؤدي إلى ظهور مضاعفات في الجفن ينتج عنها تغير اتجاه رموش العين إلى الداخل؛ فيسبب ذلك جروحا في القرنية؛ وبالتالي ظهور بياض فيها لينتهي الأمر إلى العمى.
وهناك حوالي 10% من سكان العالم معرضون للإصابة بالعمى نتيجة الإصابة بهذا المرض ولا بد من الإشارة إلى أن الإصابة بالمرض في حد ذاته لا تعني الإصابة بالعمى إذا تم تدارك الحالة في وقتها.
وإستراتيجية محاربة هذا المرض تتمثل في الخطوات التالية التي اتبعتها المبادرة العالمية للتخلص من مرض التراكوما، وهي:
- جراحة مضاعفات الرمد الحبيبي وهي مرحلة مهمة؛ لأن هذه المضاعفات هي التي تسمح بحدوث العمى. فهناك على سبيل المثال جراحة خاصة لتجنب آثار الرموش على القرنية بجعل الرموش موجهة لخارج العين ولا تتعدى مدة هذه الجراحة أكثر 15 دقيقة ونسبة نجاحها حوالي 90%، ولا بد من التوجه إلى طبيب العيون مباشرة في حالة توجه رموش العين للداخل.
- علاج الالتهاب الناتج عن المرض بالمضادات الحيوية.
- غسل الوجه وهو الذي يمكننا من الوقاية، ومنع انتقال المرض داخل الأسرة الواحدة.
- تحسين البيئة والمحيط الذي يعيش فيه الفرد بما في ذلك تحسين المستوى المعيشي بتواجد الماء في المنطقة والاهتمام بالنظافة.
كذلك أود أن أشير إلى أن هذا المرض يتسبب على مستوى العالم في خسارة اقتصادية تعادل حوالي 3 مليارات دولار سنويًّا، كما أن المرأة مهددة بالعمى من هذا المرض بمعدل مرتين أكثر من الرجل، حيث إن الأطفال هم الأكثر عرضة للمرض، وبما أن الأم هي المسئولة عن رعايتهم فهي الأكثر إصابة من الرجال.
أما عن انتشار التراكوما في العالم فهناك حوالي 84 مليون شخص [إحصائية حتى عام 2004] مصابون بعدوى التراكوما في العالم موزعون على أفريقيا الغربية والشرقية، كينيا، تنزانيا، جنوب المغرب العربي، الجزائر، موريتانيا، عمان وشمال مصر.