مُقدمة: لأن صحة الطفل وسعادته النفسية أهم ما يمكن أن يشغل الأهل ويقلقهم، يكون احتمال الإصابة بالعجز الصحي او إعاقة مسئولية تقع علي عاتق الوالدين والمجتمع بأثره. برنامج التدخل المبكر للوقاية من الإعاقة إحدى الخطوات الهامة التي تتاخذها دولتنا الحبيبة لحماية الطفل ليعيش سليماَ وأيضا مثل كافة أبناء عمره. وكان هذا الحوار مع الأستاذ رامي مجدي “أخصائي نطق ولغة في مدينة الشارقة للخدمات الأنسانية” عبر قناة الشارقة.
برنامج التدخل المبكر، وأهميته بالنسبة للوقاية من الإعاقة ؟
التدخل المبكر هو نظام المتكامل من الخدمات التربوية والخدمات المساندة التى تقدم للأطفال من ذوي الإعاقة او المعرضين لخطر الإعاقة، الذين يكون عمرهم أقل من ستة سنوات، وتقدم لهم وللأسرهم أيضاً،
هذا التعريف ينشق منه ثلاث جوانب:
- الجانب الأول: من هم المؤهلين لتلقي خدمات التدخل المبكر؟.
- الجانب الثاني: ماهي هذه الخدمات ؟.
- الجانب الثالث: ماهي الفئة العمرية للأطفال الذين يتلقون خدمات التدخل المبكر ؟.
بالنسبة للجانب الاول: من هم الأطفال المؤهلين، هم الأطفال الذين تم تشخيصهم بأنهم ذوي الإعاقة او معرضين لخطر الإعاقة، سواء كان الطفل من الأطفال ذات الولادة المبتسرة (وهي الولادة المبكرة)، او الأم مدمنة للكحوليات فيكون الطفل معرض لخطر الإصابة بإعاقة، او أن يكون الطفل من بيئة ثقافية واقتصادية فقيرة فلا تتوافر الرعاية الصحية او المثيرات الكافة التي تطور من نموه.
أما الخدمات التي تقدم فهي خدمات تربوية وخدمات مساندة مثل العلاج الطبيعي والوظيفي وعلاج النطق وخدمة الدعم والإرشاد الأسري الذي يقدم للأسرة.
الفئة العمرية للأطفال الذين تقدم لهم خدمة التدخل المبكر هي ستة سنوات، ومع تقدم المباحثات والممارسات العلمية بدأ العمر من ثلاث سنوات، الذين هم أقل من الثلاث سنوات نقدم لهم خدمة التدخل المبكر كي نستطيع احتوائهم وأدماجهم بشكل كافي في المجتمع.
هذا السن أيّاً كانت الإعاقة ام لإعاقة معينة ؟
هذا يختلف حسب نوع الإعاقة نفسها، هناك إعاقات يتم أكتشافها في فترة الحمل أي قبل الولادة مثل الإعاقات الناتجة عن خلل جيني او التشوهات الخلقية او بعض المتلازمات مثل متلازمة الداون (Down syndrome) يتم أكتشافها من الشهر الخامس او السادس من الحمل، وبعض الإعاقات الأخري التى يتم أكتشفها أثناء الولادة او بعض الولادة مباشرة مثل التشوهات الخلقية ونقص الأكسوجين وهكذا.
وهناك بعض الإعاقات التي تتأخر لعمر ثلاث سنوات ويمكن ان تمتد الى أول خمس سنوات، الاضطراب في التوحد والإعاقات الذهنية وإضطراب فرط الحركة والتشتت في الأنتباه وغير ذلك من الإعاقات.
هل يتم الوقاية من الإعاقة او التطوير من الشخص المعاق او الطفل المعاق؟
الحمد لله يعتبر مركز التدخل المبكر في مدينة الشارقة للخدمات الأنسانية المركز الأول بالمنطقة كلها تم أفتتاحه سنة ألف وتسمع مائة وأربعة وتسعين (١٩٩٤) والبدء في تقديم الخدمة عام الف وتسع مأئة وثلاثة وتسعين (١٩٩٣) من ضمن الوقاية نقدم الكشف المبكر عن الإعاقة في المجتمع بالنسبة للأطفال في الروضات والحضانات وعمل فحص سريع لاكتشاف الأطفال المعرضون لخطر الإعاقة او انهم يكونوا متأخرين.
وفي عام الفين وستة (٢٠٠٦) بدأنا حتى الآن تم فحص ما يقارب اربعة الاف وسبعمائة وعشرة (٤٧١٠) طفل وتم أكتشاف الف واربعمائة وستة واربعون طفل معرضون للخطر وتم تقيمهم وتقديم الخدمات لهم.
ومنذ عام الفين وستة (٢٠٠٦) حتي الان تقوم المدينة بدور كبير في دمج الأطفال وتأهلهم بداية من عملية الفحض والكشف المبكر مروراً بالتقيم والتشخيص وتقديم الخدمات وتقديم الدعم النفسي للأسر والتوعية المجتمعية حتي يتقبل المجتمع الأطفال بشكل كبير.
وبداية من العام الماضي بدئنا بعملية الفحص والكشف المبكر للأطفال الرضع من أول ثلاثة اشهر نستطيع أكتشاف بعض المؤشرات التى تدول أن الطفل ممكن أن يكون معرض لخطر الإعاقة والتأخر .
هل هناك إعاقات بعد سن معين تتلاشي وتزول عنه ويصبح من الأصحاء ام هتظل وتستمر هذه الإعاقة ؟
هذا يندرج تحت أهمية التدخل المبكر بشكل عام، فالدخل المبكر له أهمية كبيرة في المجتمع، سواء للمجتمع او للأسرة او للطفل نفسه الطفل، ففي أول خمس سنوات من عمره، تشير كافة الدراسات ان معدل تعلمه ونموه يكون أسرع بشكل كبير جدا، فبالتالي هو قادر لأكتساب خبرات تربوية وأجتماعية كبيرة وكلما تعرض لتلك الخبرات كلما يتطور في القدراته الأنفعالية والعلمية والعقلية والسلوكية واللغوية.
فبالتالي عند تقديم برنامج التدخل المبكر نقوم بمساعده بشكل كبير حتى فيما بعد يستطيع ان يكون قابل لان يندمج في المجتمع ومستقل بذاته ويصبح عضو منتج وفعال في المجتمع.
فعلياً بعض الإعاقات يتم دمجها بشكل كبير جدا في مدينة الشارقة للخدمات الانسانية ويكملوا في المدارس حياتهم الأكاديمية والجتماعية بشكل جيد، وبعض الاعاقات تحتاج للاستمرارية وتحتاج للوقاية المكسفة او حتى التطوير.
كيف يستهدف أولياء الأمور وماهي البرامج التي تطرح لأولياء الأمور الذين يعانوا أطفالهم من الإعاقة ؟
اي أسرة لديها طفل من ذوي الإعاقة تمر ببعض الضغوط في البداية ويواجهون بعض أنواع العزلة وعدم الأختلاط بالأشخاص والرفض والانكار.
التدخل المبكر، وبرنامج التدخل المبكر يساعد الأسرة على تجاوز هذه الضغوط النفسية، وأن يكون لديهم القدرة علي التأقلم، وقدرة على تقبل الطفل، وفهمه وتقديم ما يحتاجه من الخدمات، وتقديم الرعاية النفسية والأجتماعية التي يحتاج لها.
وبالتالي، عند تقديم البرنامج التدخل المبكر للأسر، يساعدهم ذلك على القدرة على أحتواء الطفل، ومساعدته وكيفيه التعامل معه داخل المنزل، وهذا هام جداً.
الأن التدخل المبكر غير قائم على المراكز فقط، ولكنه قائم على أن الخدمة تقدم للطفل في البيئة الطبيعيه له سواء في المنزل، في النادي مع أقرانه، ومع اخوانه، في المدرسة بشكل كبير تقدم الخدمة على مدار اليوم والذي يقدم الخدمة ليس الأخصائي فقط، ولكن الأسر أيضا، والمدرس في المدرسة، وأقرانه وأخوانه وهكذا.
ماهي آلية الوصول بالمركز؟
بمجرد ما تلاحظ الأسر موشرات تأخر، بالخبرة ممكن أن نكتشف هذا مثلاً لو الأسرة عندها طفلين والثالث وصل الى عمر السنتين ولم يستطيع المشي فهناك مؤشر خطر او وصل الى سنتين من العمر ولا يتحدث هنا يجب أن تذهب الأسرة لأقرب مركز تدخل مبكر.
فعندما يأتون للمركز نقوم بتسجيل الطفل ونأخذ الأوراق الشخصية ثم نُقيم الطفل ونشخصه ثم نُقيم الطفل تقيم مبدئي حتي نعلم اذا كان الطفل يحتاج لخدمات المركز ام لا.
فإذا كان يحتاج لخدماتنا، نقوم بعمل تقيم دقيق وتشخيص دقيق بناءٍ عليه نبدأ بوضع البرنامج العلاجي للطفل ونعمل على تنفيذ هذا البرنامج والذي يكون محوره الأساسي الأسرة،لان لو ظل الطفل في المركز لست ساعات، فهو باقي اليوم مع أسرته فالأسره هى شريك أساسي ومحور رئيسي جداً في برنامج التدخل المبكر.
كيف يتعامل برنامج التدخل المبكر مع حالات الأطفال المختلفة وهل يكون لكل شخص برنامج معين؟
اصلاً من ضمن ركائز التدخل المبكر هو التعامل مع الطفل على أنه متميز ومتفرد في حد ذاته فكل طفل مختلف عن الطفل الأخر فعند وضع برنامج يتم ذلك بعد تشخيص وتقيم دقيق جداً لحالة الطفل نفسه.
وبالتالي نضع برنامج فردي المناسب لهذا الطفل، و يختلف هذا الطفل عن الطفل الاخر، وظروف الأسرة تدخل في عين الاعتبار، فبتالي ظروف الأسُر مختلفة، فالبرنامج بشكل عام يتميز بالتفرد والمرونة، وهناك فريق عمل عابر للتخصصات، ففريق العمل له تخصصات متتداخله بشكل كبير جداً حتى يقدمون خدمة متكاملة للطفل فيتم التعامل مع الطفل ككل متكامل، وليس جزء حتى نقدم له الخدمات في كل جوانب الخاصة بشخصيته.
كيف يتم التعامل داخل المركز مع هؤلاء الأطفال؟ وكيف يتم تأهيل الأسُر لتحمل تلك المسئولية؟
في التدخل المبكر تكون الأسرة هي المحور الاساسي في البرنامج كما ذكرنا من قبل، فهناك قسم الأرشاد الأسري والدعم الأسري، هذا يقدم أرشادات للأسُر داخل البيئة المنزلية داخل المنزل يذهبون ليقدموا اليهم الأرشادات حتى تستطيع الأسرة التعامل مع الطفل، داخل البيئة الطبيعية بشكل أفضل، والخدمات التى تقدم داخل المركز كخدمات المساندة، او مثلا جلسات النطق، او جلسات العلاج الطبيعي،او العلاج الوظيفي، او الخدمات المستحدثه مثل العلاج بالموسيقى، والتكنولوجيا المساندة في مدينة شارقة للخدمات الأنسانية كل هذه الجلسات تقدم للطفل في وجود الأسرة فلابد من حضور الأسرة بشكل كبير جداَ واطلاعها على الخدمة وكيفيه تقديمها وكيفيه تطوير الطفل حتى تعمم هذه الأستجابة داخل المنزل.
بالنسبة لكيفية التعامل مع الأطفال، فهناك عددت مدارس، ولكن أشهرها هى المدارس السلوكية ثم ظهرت مدرسة للتعليم القائم على الطفل، وهي المدرسة الأنسانية الموجودة داخل المدينة، فنري ميول الطفل وأستعداداته وقدراته ثم ننطلق للتدريب والأرتقاء له دون فرض اي شئ عليه، لأن له شخصيته الخاصة واستعداداته وميوله فلا يجوز الفرض اي شئ عليه.
فطالما الطفل مستمتع بالشيء الذي يؤديه وعن طريق الألعاب وتقدير أستعداته وميوله كلما أظهر أقصى قدر من قدراته.