ما السبب الرئيسي وراء التخوف من عمليات المفاصل الصناعية؟
أجابنا الدكتور “بسام أبو الجدايل” استشاري جراحة العظام والمفاصل قائلًا: غالبًا ما ترتبط أسباب التخوف من عمليات المفاصل بالمريض نفسه، فقد يكون شاهد أحد المُعالَجين بتركيب مفصل صناعي ولاحظ عدم قدرته على المشي والحركة بالشكل اللائق وبالتالي لم تُرضيه النتائج، وواقعيًا وطبيًا لا تصلح عمليات المفصل الصناعي مع كل الحالات المرضية، وكذلك لا تصل النتائج العلاجية بعد العملية إلى أعلى مستوياتها مع كل المرضى، لذا فالتخوف حقيقي وليس إدعاء من المريض، وهنا يأتي دور الطبيب المُعالج في تقييم الحالة أولًا ودراستها من حيث قوة العضلات والأعصاب والحالة الصحية للعظام والجسم وكذلك من حيث الحالة النفسية، ثم شرح النتائج المتوقعة للمريض بالتفصيل وبدون خداع لخفض سقف طموحات المريض حتى لا يصطدم بالواقع بعد إتمام الإجراء.
ونشير هنا إلى أن أغلب الحالات المرضية التي تفقد قدرتها على الحركة السليمة بعد تركيب المفصل الصناعي هي الحالات الغير مناسب علاجها بتقنية المفصل الصناعي مثل الحالات المصابة بضعف في العضلات أو شلل بالأطراف، أو تُفقد القدرة على الحركة السليمة بالمفصل نتيجة لعدم تأهيل الحالة قبل تركيب المفصل الصناعي.
وتابع “د. بسام” قائلًا: بشكل عام يمكن القول بأن المعيار الأساسي لإختيار العلاج بالمفصل الصناعي هو قدرة المريض على الحركة منفردًا ولكن مع الشعور بالألم، لأن الفكرة الأساسية من تركيب المفصل الصناعي هي التخلص من الألم وإستعادة وظيفة المفصل المصاب بالخشونة أو أي مرض آخر. ويتضح ذلك جليًا عند ذكر أن مفصل الركبة هو أكثر المفاصل التي يتم تبديلها بمفصل صناعي.
ومما سبق يتضح لنا أن عملية المفصل الصناعي المثالية هي العملية التي تؤدي في النهاية إلى التخلص نهائيًا من الألم وعدم الحاجة إلى أي نوع من المسكنات، وهي العملية التي تسمح للمريض بحركة المفصل الطبيعية وبالتالي تسمح له بالحركة التي يرغبها دون مساعدة من أحد ودون إستخدام عُكاز ودون تحديد للمسافة التي يمشيها.
وأكد “د. بسام” على أنه يقع إحراز هذه النتائج المُرضية للمريض على عاتق الطبيب وحده، فهو المسئول تحديد المريض الذي سينفعه العلاج بالمفصل الصناعي، ومسئول وحده عن إختيار نوع المفصل الذي سيتم تركيبه، ومسئول عن تأهيل المريض نفسيًا وجسديًا بإرساله إلى أحد مراكز العلاج الطبيعي قبل إجراء العملية إذا إحتاج لذلك، كما أنه مسئول عن إختيار مكان إجراء العملية والذي لابد وأن تتوافر فيه كل الشروط والأدوات والأجهزة المطلوبة لتركيب المفصل بالطريقة الصحيحة.
ولا يفوتنا القول بأن المفاصل الصناعية للركبة تطورت بشكل ملحوظ خلال العشرة سنوات الماضية، فقديمًا كان لا يسمح مفصل الركبة الإصطناعي إلا للثني بزاوية 90 درجة فقط وهو ما يُعيق عن الصلاة وجلسة القرفصاء وجلسة التربع على الأرض، أما الآن أصبحت تتوافر أنواع من مفصل الركبة تسمح بوظيفة الثني الكاملة. كذلك تطورت طرق صناعة المفصل للحد الذي سمح بتركيب المفصل في إجراء جراحي بسيط، وسمح أيضًا بالتخلص الكامل من الألم مع إستعماله بعد التركيب لما يقرب من 90% من المرضى.
هل يظهر لتركيب المفصل الصناعي آثار جانبية؟
إذا وُجد بعض الألم بعد تركيب المفصل الإصطناعي فقد يُعزى إلى وجود مشكلات خارجية في محيط المفصل، وهو عَرض نادر الحدوث نوعًا ما. لكن إذا ظهرت أعراض جانبية أشد من ذلك فقد يرجع سببها إلى خطأ فني من الجراح أثناء تركيب المفصل، وهو أمر مختلف بإختلاف خبرة ودقة الجراح.
هل يمكن أن يَلْفِظ الجسم المفصل الصناعي؟
نبه “د. بسام” على أن المفصل الصناعي يتم تركيبه على العظام من الخارج ولا يدخل في الدم أو يتصل به، لذلك لا مجال لرفض الجسم له، فهو لا يُقارن بزراعة الأعضاء التي ترتبط بالدم مثل الكبد والكُلى والتي قد يعتبرها جسم الإنسان شيء غريب ويُصدر ضدها أجسام مضادة لمحاربتها.
متى يتمكن المريض من الحركة بحرية بعد تركيب المفصل؟
واختتم “د. بسام” حديثه موضحًا أنه قديمًا كانت عمليات تركيب المفصل الإصطناعي من العمليات الجراحية الخطرة التي تستغرق أكثر من ساعتين، أما الآن لا يستغرق إجراء العملية سوى 45 دقيقة فقط، ويستطيع المريض المشي البطيء وبمساعدة من أحد في اليوم التالي للعملية، ثم يحتاج إلى برنامج تأهيلي يمتد من شهر إلى ثلاثة شهور تبعًا للمرحلة العمرية للمريض، وبعد البرنامج يستطيع الحركة منفردًا وللمسافة التي يُريدها.