مقدمة: في الآونة الأخيرة أصبح السيلوليت مرض العصر الذي يُقلق القسم الأعظم من السيدات وبعض من الرجال، وقد كَثُر الحديث حول طرق العلاج الغير جراحية وسط الخيارات الكثيرة لأجهزة التنحيف المتوفرة في المراكز الصحية، إلا أن الشخص العادي لا يمكنه أن يحدد الجهاز المناسب له لذلك يجب استشارة المختصين.
كيف تتكون الدهون في جسم الإنسان؟
أوضحت “أ. علياء إبراهيم” (استشاريه تجميلية) أن جسم الإنسان يحتاج إلى الدهون مثلما يحتاج إلى البروتين والفيتامينات والمعادن وغيرها.
فإذا تحقق التوازن بين الغذاء الصحي واستهلاك الطاقة فإن هذه الدهون سوف تتوزع في الجسم بشكل طبيعي. وإنما إذا حدث خلل في ذلك التوازن فمع مرور الوقت سينتج عن ذلك تراكم للدهون داخل الجسم بشكل غير طبيعي مما يؤدي إلى زيادة في الوزن مصحوبة بأضرار صحية.
السيلوليت (Cellulite) هو عبارة عن تجمع دهون بمناطق معينة تحت طبقة الجلد السطحية على هيئة كتل وهذا النوع من الدهون يُعد عنيداً لأنه يستغرق وقتاً طويلاً للتخلص منه.
وقد أوضحت “أ. علياء إبراهيم” أن هناك العديد من التقنيات ولكن أحدث هذه التقنيات هي تقنية CoolSculpting حيث يتم التخلص بها من الدهون الزائدة عن طريق تجميد الخلايا الدهنية وإزالتها من الجسم بطريقة طبيعية وآمنة.
تقنية CoolSculpting
أكملت “أ. علياء” أن ذلك يتم عن طريق تحديد المنطقة التي تحتوي على الدهون الزائدة ومن ثم تجميد الخلايا الدهنية بها ثم تترك لفترة من الوقت تختلف باختلاف المنطقة وكمية الدهون الموجودة بها، وبعد انتهاء الوقت المُحدد نقوم بعمل تدليك للمنطقة لمدة دقيقتين أو ٣ دقائق وذلك لتكسير الخلايا الدهنية المتجمدة.
هل يمكن القول بأن تقنية CoolSculpting لا تتضمن أية جراحة؟
أكدت “أ.علياء” أنه ليس هناك داعٍ للجراحة ولا يتم الاستعانة إطلاقاً بالبنج الموضعي أو البنج الكلي فهذه التقنية بعيدة كل البعد عن الجراحة.
هل هناك أعراض جانبية أو آلآم يشعر بها المريض سواء وقت الجلسة أو بعد الانتهاء من الجلسة؟
أضافت “أ. علياء إبراهيم” أنه لا يوجد شعور بالألم على الإطلاق وإنما قد تشعر الحالة بشئ من البرودة في المنطقة التي يتم تجميد الخلايا فيها، وأنه ليس هناك أي آثار جانبية حيث أنه فور الانتهاء من الجلسة تستطيع الحالة أن تعود لممارسة حياتها بشكل طبيعي جداً.
كيف تتم آلية تجميد الخلايا الدهنية
شرحت “أ. علياء” أن جهاز CoolSculpting يحتوي على مكان خاص بالدهون يختلف شكله حسب المنطقة، وكل منطقة لها وقت محدد ودرجة حرارة تبريد خاصة بها.
عدد الجلسات التي تحتاج إليها الحالة لكي تحصل على نتائج مُرضية
الحالة تحتاج إلى جلسة واحدة فقط على المنطقة الواحدة، وبعدها تبدأ تشعر بالتحسن في غضون أسبوعين إلى ثلاث أسابيع ثم تحصل على النتيجة الكاملة خلال ٣ أشهر، فليس هناك ضرورة لأخذ أكثر من جلسة على الأطلاق.
هل هناك تعليمات معينة يجب اتباعها بعد الجلسة؟
أي جهاز يُستخدم لإزالة الدهون سنجد أن الطبيب يحث على اتباع نظام غذائي معين وممارسة الرياضة لعدم اكتساب الدهون مرة أخرى.
التكاليف المادية للجلسة
لا توجد أسعار ثابتة ومحددة بعينها لأن السعر يختلف باختلاف الحالة والجسم وعدد المناطق التي يرغب المريض في التخلص من الدهون الموجودة فيها.
تقنية CoolSculpting لأصحاب الأعمار الصغيرة
أضافت “أ. علياء” أنه بالنسبة للأطفال فمن المعروف أن الطفل مازال في حالة نمو وتغيرات جسدية نتيجة تغير الهرمونات فبالتالي لا يُنصح باللجوء إلى أي تدخل سواء كان جراحياً أو باستخدام جهاز ما.
حيث يُفضل استخدام تقنية CoolSculpting بعد سن الثامنة عشر بحيث يكون قد اكتمل نمو الجسم.
الوقاية من تراكم الدهون داخل الجسم
ذلك يكون بتحقيق التوازن بين الغذاء الصحي وبين معدل استهلاك الطاقة، فاتباع نظام غذائي صحيح و ممارسة الرياضة هما القاعدة الأساسية لحماية الجسم من تراكم الدهون الزائدة.
فيجب الإنتباه إلى النظام الغذائي للجسم في الأعمار المختلفة سواء طفولة أو مراهقة أو نضوج وذلك لتفادي تراكم الدهون مع مرور الزمن وتوزعها بشكل غير طبيعي على مناطق معينة مما قد يكون مصحوباً بأضرار صحية.
وأوضحت “أ. علياء” أن أثناء إجراء الجلسة قد يكون هناك إحمراراً خفيفاً ولكن بمجرد الانتهاء من الجلسة يختفي تماماً، فليس هناك وجود لأي جرح ولا يتطلب الأمر فترة نقاهة ما بعد الجلسة عكس ما يحدث في حالة العلميات الجراحية.
مكافحة السيلوليت وسبل العلاج
دور التغذية في تشكل السيلوليت أو القضاء عليه
أوضح “د. محمد الراعي” (أخصائي الطب العام وطب الأسرة) أن هناك دور كبير للتغذية في عملية تشكل السيلوليت والقضاء عليه.
فإذا كانت التغذية غير صحية وتحتوي على كميات كبيرة من النشويات والسكريات والدهون بالإضافة إلى عدم ممارسة الشخص لنشاط حركي واحتمال أن يكون الشخص من المدخنين.
فكل هذه العوامل تفتح الباب أمام الإصابة بالسيلوليت. وفي المقابل نجد أن اتباع الحمية الغذائية الصحيحة من غذاء متوازن يحتوي على الخضراوات والفاكهه (مثل: العنب البري – التوت بكل أنواعه – البرتقال – المانجو – وبصفة عامة كل الفواكهه التي يتراوح لونها من البرتقالي إلى الأحمر).
والأطعمة خاصةً تلك التي تحتوي على مادة الكوبلت والليثيوم والزنك، وشرب كميات كافية من الماء على الأقل ٢ لتر يومياً، ففي هذه الحالة سيساعد ذلك كثيراً في الحفاظ على تركيبة وصحة الجلد.
الأشخاص الأكثر عرضة لتشكل السيلوليت في أجسامهم
أوضح “الطبيب الضيف” في حديثه عبر قناة (DW عربية) أن هناك من النسب المئوية التي حددتها الدراسات ما يدل على أن أشخاص بعينهم يعتبرون أكثر عرضةً للإصابة بالسيلوليت دون غيرهم.
فعلى سبيل المثال الجنس يلعب دور في ذلك حيث أن النساء عرضة للإصابة بالسيلوليت أكثر من الرجال وخاصةً في سن معينة ما بعد البلوغ.
والعرق يلعب دور أيضاً حيث أن العرق الأبيض عرضة للإصابة أكثر من العرق الأصفر. أما عن الوزن فلا يلعب دور رئيسي في تشكل السيلوليت ولكن له دور ثانوي حيث أن الضغط الناتج عن البدانة يدفع الجريبات إلى الخارج فتبدو بمظهر قشرة البرتقالة.
طرق الوقاية من ظاهرة السيلوليت
أوضح دكتور “الراعي” أن الحركة والرياضة تعتبر من أكثر الأنشطة المقاومة لظاهرة السيلوليت.
حيث أن كل رياضة تعتبر مفيدة في هذا المجال طالما كانت تُحقق زيادة في التروية الدموية للأنسجة مما يزيد من وصول الأكسجين للأنسجة ويعمل على حرق الأنسجة الضارة. أما عن أفضل أنواع الرياضة في الوقاية من السيلوليت فيُنصح بالمشي والجري والسباحة.
طرق علاج السيلوليت
أكد “د. محمد” أنه لا يوجد حتى الآن علاج ذو نتائج مُبهرة. وأضاف موضحاً أن الشركات الكبرى المصنعة للكريمات والأعشاب والخلطات الدوائية دائماً تُصدر عناوين طنانة بأنها قد توصلت إلى علاج للسيلوليت.
ولكن الحقيقة أنه لم تثبت صحة هذا الكلام فليس هناك من الكريمات والأعشاب ما يثبُت فاعليته في علاج السيلوليت حتى الآن.
أما عن طريقة الميزوثيرابي فأوضح الدكتور أن الميزوثيرابي هو عبارة عن حقن مواد مذيبة للدهون كمادة (خلاصة زيت الصويا) تحت الجلد.