قد تكون نوبات الغضب والبكاء المستمر عند الأطفال جزء من الحياة اليومية لدى الكثيرين، فالبعض يلجأ إلى العنف أو لإصدار الأوامر الرافضة لرغبات الأطفال لكن تلك التصرفات تكون غير مجدية وسرعان ما يعود الطفل لعناده من جديد.
ما هي أسباب نوبات الغضب عند الأطفال؟
قالت “د. لمى الصفدي” الخبيرة الأسرية والنفسية. تعتبر نوبات الغضب هي نفسها عند الأطفال وهي نفس الأساليب التي يتبعها الاطفال جميعهم عندما يعجزون عن تنفيذ شيء معين أو أسلوب خاطئ في التنبيه حيث أنه عندما نقوم بالتعامل بأسلوب خاطئ مع الطفل فإنه يتولد لديه شعور بأنه يجب عليه أن يكون غاضب حتى يتحقق له ما يريده وهو ما يكون سبباً بالدرجة الأولى من الأب والأم الذين يقومون بعمل سلوكيات خاطئة أمام الطفل حين يتعاملون معه.
وتابعت “لمى الصفدي” في بادئ الأمر يمكن للطفل أن يعتاد البكاء حتى يمكنه الحصول على الأكل أو النظافة ولكن مع تطور عقل الطفل فإننا يجب علينا تعليمه أن الكلام يجب أن يكون هو الأسلوب التعبيري عن الطلب وليس البكاء وفي حالة استمرار بكاء الطفل كأسلوب يطلب به الأشياء من الأب والأم فهنا تكمن المشكلة عند الأبوين لأنهما لم يعلما الطفل الطريقة الصحيحة في طلب ما يريده منهم مما يزيد من لجوء الطفل للبكاء للحصول على ما يريد.
ما هي أنواع نوبات الغضب عند الأطفال؟
هناك نوعين من نوبات الغضب عند الأطفال أولهما نوبة الغضب الناتجة عن أمور مزعجة مثل رجوع الطفل من المدرسة غضبان فهذا يعني أنه جائع ومتعَب من الدراسة وحينها يجب على الأهل استيعاب ذلك.
أما النوع الثاني لنوبات الغضب عند الأطفال فهو قيام الطفل بالصراخ والبكاء تحت أي ظرف ودون أي سبب حتى يجبر الأهل على تلبية ما يريده منهم ، والأهم من ذلك عندما يمارس الطفل ها السلوك أمام الآخرين مما يعتبر خطأ كبيراً يقوم به الطفل بسبب عدم تربية الأهل له أو تعليمه الطريقة الصحيحة لطلب ما يريد.
كيف يتعامل الأهل مع نوبات غضب الطفل؟
من المفترض ألا يغير الغرباء والآخرين من أساليب تربية الطفل بمعنى أن نفس أسلوب المنزل في التربية يجب أن يكون هو نفسه في أمام الآخرين حتى لا يستغل الطفل هذه النقطة ويقوم بنوبات الغضب أو الصراخ هذه أمام الغرباء ليجبر الأهل على فعل ما يريده.
أما عن الحل في هذه الحالة فهو الحديث مع الطفل في غرفة منفردة دون أن نجرحه أمام الآخرين ثم نقوم بسؤاله عن سبب غضبه حتى يمكننا حل المشكلة التي يعاني منها بكل سهولة.
وأضافت ” لمى” يجدر علينا الإشارة في هذا المقام أن الأم العصبية تولد حتماً طفل عصبي لأنه يكتسب كل حركة شاردة وواردة من الأم، وهنا يأتي أهمية ذكر عدم ممارسة العصبية والعنف تجاه الطفل مع أهمية محاسبة الطفل في حالة نفسية وعصبية سيئة لأن ذلك قد يعلم الطفل أسلوب أسوء من الصراخ والعنف.
كيف يمكن تقويم سلوك الطفل لتجنب نوبات الغضب؟
يجب علينا الاعتراف بأن لدينا مشكلة في أن لغة الكلام بيننا وبين أبنائنا التي تعتبر قليلة نوعاً ما، لذلك يجب على كل أم مراجعة نفسها للحديث عند الطفل والحديث مع مشاكله في المدرسة ومع أصدقائه أو الحديث معه حتى عن أحلامه منذ الصغر حتى يمكن للأطفال الحديث مع أمهاتهم فيما بعد كما أنه من الضروري أن نعتاد على كيفية منع حدوث نوبات الغضب عند الأطفال.
أما عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على زيادة نوبات الغضب عند الطفل فيمكننا القول بأن تلك الوسائل جعلتنا نحن الآباء والأمهات أكثر عصبية من أي وقت مضى، لذلك فإن تلك الوسائل ساهمت بشكل كبير في تعرضنا للعصبية الزائدة عن الحد عند التعامل مع أطفالنا.