يعتبر طنين الأذن من الأعراض التي تصيب العديد من الأشخاص وهو عَرَض وليس مرضاً في حد ذاته ويمكن تشخيصه عن طريق أخصائي الأنف والأذن والحنجرة.
أما عن أعراض تلك الحالة فتتمثل في سماع صوت أزيز كصوت الجرس في الأذن أو في كلا الجهتين وذلك لعدة أسباب أهمها هو الصوت العالي والمزعج من حولنا.
يمكن علاج طنين الأذن عن طريق علاج الأسباب المؤدية له والتي قد تختلف من شخص لأخر كالصوت العالي والزعج للأذن أو بعض الأمراض العصبية كمرض التصلب اللويحي أو بعض الأدوية كالمضادات الحيوية.
ما هو طنين الأذن وما هي عوامل خطورة التعرض لهذا العَرَض؟
ذكر الدكتور صهيب الحلايقة ” أخصائي أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة ” أن طنين الأذن هو عبارة عن صوت الرنين كالجرس أو الأزيز الذي يمكن أن يشعر به المريض في أذن واحدة أو في الجهتين، كما أن طنين الأذن عبارة عن عرَض وليس مرض في حد ذاته.
حسب الإحصائيات، هناك من 15 إلى 20% من الأشخاص بشكل عام يعانون من طنين الأذن المستمر لكن في أرض الواقع لا يوجد شخص واحد قد سلم من طنين الأذن.
من الأسباب الشائعة لطنين الأذن هي التعرض أو الوجود في أماكن مزعجة كالموسيقى أو الأماكن ذات الصوت العالي أو حتى العمال في المصانع، بجانب الجنود أو الأشخاص العادية الذين يستخدمون الأسلحة النارية دون ارتداء الواقي والذين يتعرضون بدرجة أكبر من غيرهم لطنين الأذن، ولحسن حظ هؤلاء الأشخاص يمكن أن يعانوا من طنين مؤقت للأذن وليس بشكل دائم – وفق ما ذكره الطبيب.
من المفترض أن يتعرض عمال المصانع كل فترة لفحص تقييم الأذن والسمع عندهم خاصة إن لم يكونوا مرتدين لمهمات الوقاية في تلك المصانع، وفي حالة نزول درجة السمع عند هؤلاء الأشخاص لدرجة معينة يمكن أن نعطيهم النصائح بارتداء مهمات الوقاية والسير وراء تعليمات السلامة المهنية داخل تلك المصانع.
ما هي أسباب طنين الأذن؟
كما سبق الذكر فإن من أسباب طنين الأذن هو التعرض للأصوات المزعجة والمرتفعة بالإضافة إلى بعض الأمراض التي يمكن أن تتسبب في طنين الأذن خاصة الأمراض العصبية كمرض التصلب اللويحي وداء المينيرز المترافق مع انسداد وضعف السمع بالإضافة إلى شعور المريض بالدوخة أحياناً.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أسباب أخرى شائعة لطنين الأذن تتمثل في شمع الأذن بجانب عدم إطباق مفصل الفك، ومن المهم لكبار السن الذين يعانون من بعض الأمراض ويأخذون في نفس الوقت بعض الأدوية كأدوية الضغط والسكري وغيرها من الأمراض إدراك أن بعض من تلك الأدوية قد تتسبب في طنين الأذن ومثال على ذلك دواء الأسبرين الذي يُعد من الأدوية المشهور التي تتسبب في طنين الأذن ويعتاد على تناوله بشكل منتظم كبار السن على وجه الخصوص، وفي حالة عدم الضرورة لأخذه فلا يجب على كبار السن أخذه، كما تعمل أدوية اضغط مدرات البول كذلك على التعرض لطنين الأذن.
ما هي النصائح المقدمة للأشخاص الذين يأخذون أكثر من دواء لطنين الأذن؟
هناك مشكلة كبرى في زيارة المريض لأكثر من طبيب في وقت واحد لعلاج طنين الأذن لأن ذلك قد يحمل خطأ كل طبيب، لذلك يجب المتابعة مع طبيب واحد فقط مع السير على وصفته العلاجية والالتزام بها دون أن نأخذ أدوية غير معروفة من الصيدلية أو من الجيران أو ما شابه دون أن نعلم بها طبيبنا المختص لأن هناك بعض الأدوية كالمضادات الحيوية على سبيل المثال التي يمكن أن تتسبب في طنين الأذن ويمكن كذلك أن تتسبب في سُمية الأذن وتضر بعصب السمع، وهنا تأتي أهمية المتابعة مع الطبيب المختص فور الشعور بأعراض طنين الأذن.
إذا كان طنين الأذن نابض، أي يشعر به المريض مع نبض القلب وفي جهة واحدة فإن ذلك يستدعي من المريض سرعة زيارة طبيب الأذن لأننا حينئذ نخشى من بعض الأورام الدموية التي يمكن أن تكون موجودة في الأذن الوسطى والتي تتسبب في هذا النوع من الطنين، بجانب الطنين الذي يأتي فجأة خاصة إذا ترافق مع ضعف السمع والذي يستدعي منا زيارة الطبيب لإمكانية وجود كتل حميدة أو غير حميدة في المخيخ ضاغطة على عصب السمع مما يؤدي إلى طنين الأذن.
على الجانب الآخر، هناك بعض الدراسات التي أشارت إلى أن 25% من الأشخاص الذين يعانون من طنين الأذن العالي والمزعج يمكن أن يصابوا بالاكتئاب لأنه يؤثر على جودة نومهم وبالتالي يؤثر على life style الخاصة بهم كما يمكن أن يستمر الطنين إلى أيام وشهور في بعض الأحيان.
ما هي سبل علاج طنين الأذن؟
لا يمكننا القول بأن هناك علاج سحري لعلاج حالات طنين الأذن ولا يوجد دواء معين لهذا العرض وذلك نظراً لاختلاف عوامل وأسباب الطنين، لكن هناك بعض الأمور التي قد تساعد على التخلص من طنين الأذن بنسبة 100% أولها ضرورة البعد عن الأشياء المحفزة للطنين كشرب القهوة والتدخين أو الحزن الشديد بجانب إمكانية أخذ مضادات الاكتئاب.
إلى جانب ذلك، في بعض الأحيان قد نضطر لحقن الكورتيزون داخل الأذن الوسطى لعلاج طنين الأذن لأن الطنين قد يؤدي إلى سوء التهوية في الأذن الوسطى أو في قناة استاكيوس، ومن ثم عند حقن مادة الكورتيزون بعد عمل ثقب في طبلة الأذن.
وأخيراً، يبقى الشيء الأساسي في علاج طنين الأذن هو ضرورة تعايش المريض مع طنين الأذن مع ضرورة إدراكه بأن طنين الأذن أمر غير مخيف بعدما نستعبد الأسباب الأساسية، هذا إلى جانب أنه يُنصح للشخص الذي يعاني من طنين الأذن بوضع صوت راديو منخفض الصوت أو صوت قرءان بجواره قبل النوم لأن يعمل ذلك على تشويش تفكيره تجاه الطنين الذي يمر به أو الحالة النفسية التي يمر بها نتيجة طنين الأذن.