هل يمكن خسارة الوزن بدون خسارة الدهون المخزنة في الجسم؟
قالت دكتورة “دعاء سهيل” خبيرة التغذية والتجميل. الكثيرون يلجأون إلى تناول أدوية التخسيس أو إتباع حميات غذائية بصورة عشوائية وبدون إستشارة المتخصصين وهم بالفعل يخسرون من الوزن الإجمالي للجسم، إلا أن هذه الخسارة قد تكون من مواد أخرى غير الدهون المخزنة في الجسم مثل الماء وبروتين العضلات، والماء والكتلة العضلية من العناصر الضرورية لصحة الجسم وأية خسارة فيهما تنعكس سلبًا على كفاءة الجسم وقدرته على القيام بوظائفه الحيوية ويؤدي حتمًا إلى مضاعفات صحية.
وهنا يأتي دور الطبيب المتخصص الذي يصف العلاج الصحيح المؤثر في الخلايا الدهنية فقط لتفتيتها وخسارتها، وبالتالي خسارة الوزن الزائد بالطريقة الصحية والسليمة.
ومن الناحية الصحية تختلف طريقة التعامل مع الوزن الزائد باختلاف كمية الزيادة ومناطق تجمع الدهون في الجسم، فالمريض الزائد عن الوزن المثالي بـ 40 كيلو جرام مثلًا يحتاج إلى نظام تخسيس يعمل على تكسير الدهون في كل الجسم، أما الزائد عن الوزن المثالي بـ 10 كيلو جرام فقط فيحتاج إلى نظام تخسيس يعمل على التخلص من الدهون المتجمعة في منطقة ما في الجسم والتي تتسبب في هذه الزيادة الطفيفة.
وفي هذه الحالة صاحبة الزيادة الوزنية الطفيفة قد لا يتطلب علاجها سوى أقراص دوائية لنحت الجسم مع أقراص دوائية تزيد من معدلات الأيض (الحرق) داخل الجسم.
هل تحقق أدوية التخسيس النتائج المرغوبة مع مرضى الغدة الدرقية من النساء؟
توجد ثلاثة أعضاء مسئولة عن معدلات الحرق داخل الجسم، فإذا مرض أحدهم زاد الوزن، هذه الأعضاء هي الغدة الدرقية والرحم والمرارة. وبالنسبة لمريض الغدة الدرقية سواء من الرجال أو النساء لن يتمكن من خسارة الوزن الزائد بالحميات الغذائية فقط، بل يلزمه أدوية علاجية تساعد في رفع معدلات الأيض داخل جسمه.
إلى جانب أدوية تعمل على فقدان الشهية، لأن مريض الغدة الدرقية يعاني دائمًا من الشهية المفتوحة والشراهة العالية تجاه الطعام وذلك كنتيجة مباشرة للإضطراب الهرموني الحاصل داخل جسمه بفعل خلل الغدة الدرقية، وبشكل عام يتوقف البرنامج العلاجي لتخسيس مريض الغدة على نوع الخلل الهرموني الحاصل داخل الجسم.
ويمكن تلخيص أنواع الخلل الهرموني في الآتي:
إذا عانى مريض الغدة من زيادة الوزن مع الشهية العالية تجاه الطعام فسيحتاج إلى أدوية تعمل على فقدان الشهية وأدوية أخرى تزيد من معدلات الحرق.
إذا عانى مريض الغدة من زيادة الوزن فقط حتى مع تناول كميات قليلة من الطعام فسيحتاج إلى أدوية علاجية تساعد في زيادة معدلات الأيض (الحرق) داخل الجسم.
هل تختلف الأدوية العلاجية للتخسيس بإختلاف الحالة الصحية للجسم؟
أكدت “د. دعاء” على أن كل حالة تعاني من السمنة أو زيادة في الوزن تحتاج إلى دراسة وفهم لوضعها الصحي بالكامل، وذلك للتمكن من وضع البرنامج الدوائي الغير متعارض مع الأدوية التي يتناولها المريض لعلاج مرض مزمن آخر، وكذلك لتفادي الآثار الصحية الجانبية لأدوية التخسيس على مرضى الأمراض الأخرى.
فمريض القلب مثلًا لا يمكن وصف أدوية تزيد من معدلات الأيض له لأنها تتسبب في زيادة وسرعة ضربات القلب وهو ما قد يمثل خطورة على حياته … وهكذا، من هنا تظهر أهمية إستشارة المتخصصين قبل تناول أية أدوية خاصة بإنقاص الوزن.
ما هي المضاعفات الصحية للإصابة بالسمنة؟
القاعدة الصحية المشهورة تقول: “خسارة الوزن مكسب للصحة”، والإصابة بالسمنة وزيادة عدد الخلايا الدهنية في الجسم ليس له معنى سوى زيادة معدلات الكوليسترول في الدم، وزيادة الدهون على الكبد، وإرتفاع ضغط الدم، وقلة الكتلة العضلية، وزيادة فرص الإصابة بهشاشة العظام، والخلل في عمليات التبويض والخصوبة، وإلى غير ذلك من الأمراض التي لا يمكن الإستهانة بها لتأثيرها المباشر على الحياة.
متى يلجأ مريض السمنة إلى التدخل الجراحي كعلاج؟
أشارت “د. دعاء” إلى أن الطبيب يتجه إلى العمليات الجراحية لعلاج السمنة بعد فشل كل الطرق والنظم الغذائية والدوائية والرياضية، فهي حل أخير بعد تجربة كل الوسائل الغير جراحية مهما ارتفع وزن وكتلة الجسم عن الحدود الطبيعية.
والأمر لا يدعو إلى التشاؤم مطلقًا فكثير من حالات السمنة المفرطة عولجت بالحميات الغذائية والأدوية العلاجية بجانب زيادة النشاط البدني بممارسة الرياضة، أما إذا ما فشلت كل هذه الطرق في تحقيق النتيجة المطلوبة يمكن اللجوء إلى التدخلات الجراحية رغم آثارها الجانبية المعروفة لأنها أصبحت ضرورة مُلحة بعد فشل الطرق الأخرى.
ونشير هنا إلى أن العمليات الجراحية للسمنة ليست مأمونة العواقب ولا مأمونة النتائج، فالكثير من الحالات التي تم علاجها جراحيًا توقف وزنها عند حد معين ثم عاود إلى الإرتفاع مرة أخرى كأن شيئًا لم يكن، وأخرى لم ينقص الوزن بسببها العدد المطلوب من الكيلوجرامات.
والخلاصة أن إتباع الطرق الغير جراحية أولى وأيسر وأكثر أمانًا من ناحية، ومن ناحية أخرى تظهر أهمية مفهوم تثبيت الوزن والمحافظة على الوزن المثالي المتحصل عليه، وتثبيت الوزن يحتاج إلى مداومة إستشارة المتخصص وإتباع الأنظمة الغذائية اللازمة للمحافظة على النتائج وإستمراريتها، فحتى وإن كانت خسارة الوزن عبر عملية جراحية إلا أن المريض سيلتزم أيضًا ببرنامج غذائي ورياضي باقي حياته.
ما هي مكونات برنامج التخسيس الجيد؟
أردفت “د. دعاء” قائلة: كل برنامج تخسيس يختلف في مواصفاته ومكوناته من شخص إلى آخر بحسب الحالة الصحية ومعدل زيادة الوزن، كما أن برامج التخسيس تختلف بإختلاف الهدف النهائي المطلوب منها، وإذا ما أردنا الحديث عن تفاصيل برنامج تخسيس فليكن برنامج التخسيس بعد شهر رمضان الكريم هو المثال العملي لنا، فكما هو معروف يعاني كثير من الناس وبخاصةً النساء من زيادة مهولة في الوزن بفعل الوجبات الغذائية الرمضانية والتي عادةً ما تكون غنية بالدهون والسكريات.
لذا يشتمل برنامج التخسيس لخسارة الوزن الزائد المتحصل عليه في شهر رمضان الكريم على:
• صنف دوائي يحتوي على أعشاب آسيوية حارقة للدهون المخزنة والمتراكمة في الجسم.
• صنف دوائي يعمل على فقدان الشهية.
• صنف دوائي غني بالفيتامينات تعويضًا لفقدان الشهية وقلة تناول الطعام.