هناك العديد من الأشخاص الذين يعتادون على سلوك الشكوى طيلة الوقت دون سبب واضح، ومن هنا يأتي أهمية معرفة كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص.
أنواع الشكوى عند الإنسان
قالت “د. سنا السالم” مدربة مهارات حياتية. عند الحديث عن أنواع الشكوى فيمكننا القول بأنه يوجد شكوى من موقف معين مثلما يكون الشخص قد مر أو تعرض لظرف معين مثل ضائقة مالية أو ظرف صعب.
إلى جانب ذلك، هناك شكوى الحاجة سواء كانت معنوية أو مادية، أما الشكوى التي نخاف منها فهي الشكوى المزمنة التي يصبح فيها الشخص مدمناً على الشكوى طيلة الوقت.
وتابعت “سنا السالم” يشكوا أحد الأشخاص من حاجة معينة بغض النظر سواء كانت تلك الحاجة مادية أم معنوية مثل الشكوى من صعوبة المواصلات ويريد أو يطلب من أهله في ذات الوقت سيارة جديدة مثلاً.
على الجانب الآخر، هناك الحاجة المعنوية التي قد تتمثل في شكوى الزوجة لزوجها من إرهاق وتعب أبنائها لها طيلة الوقت وتشعر فيها الزوجة بالتهميش وعدم التقدير مما يستدعي منها الشكوى، لذلك يجل علينا حل مشكلة مثل هذه الشكاوى خاصة المعنوية، وفي حالة عدم القدرة على تلبية هذه الشكاوى فيجب حينها أن يكون هنالك حوار واضح بين المشتكي والمستمع حتى يمكن حل المشكلة من جذورها بالإضافة إلى ضرورة الإنصات والتعاطف مع المشتكي ثم يجب علينا مساعدته مع ضرورة استماع المشتَكَى للشاكي ويجب عليه تلبية ما يشكوا منه قدر الإمكان.
بالإضافة إلى ذلك، لا تعتبر الشكوى محصورة على فئة معينة من الناس لأنها تتحول إلى ثقافة مجتمعية بين جميع الناس كما أنها تعتبر شيء سلبي يتسبب لنا في الإزعاج طوال الوقت.
كيف يمكن التعامل مع الشكوى المزمنة؟
تكمن المشكلة الكبرى في كيفية التعامل مع الشكاوى المزمنة والشخص الذي يشكوا دائماً ولكن يمكن حل هذه المشكلة بأن يترأس الشخص الذي يستمع إلى الشكوى الحوار وذلك عن طريق التوقيت بأن يعتذر عن سماع الشكوى في الوقت الذي يريده منه الشاكي.
بالإضافة إلى ذلك، يجب استباق الدور من الشاكي وعدم السماح لها بالشكوى المزمنة ومن ثم نحكي معه دون أن نستخدم سلوك الشكوى حتى لا نعزز من هذا السلوك الذي يعتمد على الشكوى المزمنة كثيراً.
إلى جانب ذلك، يمكننا استخدام مهارة طرح الأسئلة على الشخص الذي يشكوا كثيراً حتى نأخذه معنا في حوارنا معه إلى المنطقة التي نريده نحن وليس التي يريدها هو حيث أنه في حالة أننا أعطيناه زمام الأمور في الشكوى فإن نغمتها سوف تعلوا وترتفع فيما بعد وسيعتاد عليها حتى وإن أعطينا له الحل في نفس الوقت لنفس المشكلة التي يشكوا منها.
صورة الشخص الذي يشكوا كثيراً أمام غيره
لا يمكن أن يرى الشخص الذي يشكوا كثيراً أنه شخص مخطئ وسلبي دائماً وهنا يجب أن نوضح له هذه الصورة دون أن نتجنبه حيث أننا قد نواجه هذا الشخص في بيئة العمل أو في أقاربنا أو أصدقائنا إلخ إلخ.
وأخيراً، يمكن للشخص الذي يستمع لشكوى الشخص الآخر أن يقوم باستلام زمام الحوار منه عن طريق مديحه على الشكوى التي يشكوا منها، وهذه هي آخر الحلول للتعامل مع الشخص المزمن للشكوى كما أن الشخص الذي يشكوا يمكنه التخلص من هذه العادة السيئة عن طريق لبس طاقية الإنجاز والعمل حيث أن الشخص قليل الشكوى هو الشخص الذي يفكر في الحلول والإنجازات.