هل توصف كل الدهون الزائدة بالضارة، أم أن منها ما هو حيوي لصحة الجسم؟
دائمًا ما يُحكم وصف الدهون الزائدة بالضرر أو النفع بعدة عوامل، فلا يمكن تعميم وصف الضارة على كل الدهون، والعكس صحيح. فيوجد لدينا ما يُعرف بالدهون المشبعة، وهي التي تؤدي في النهاية إلى رفع معدلات الـ LDL بالجسم، وبالتالي هي من الدهون الزائدة الضارة على صحة الجسم البشري. أما أنواع الدهون الزائدة التي ترفع من معدلات الـ HDL فهي دهون جيدة.
ولتوضيح الفارق الجوهري بين نوعي الدهون الزائدة المذكورة نجد أن العامل الأساسي الحاكم في وصف الدهن بالجيد أو الضار هو حركة الدهن داخل الدم، حيث أن الدهون الزائدة لا تتحرك في الدم منفردة، لكنها تتحرك داخل كتلة كاملة تعرف باسم Lipoprotein، وهذه الكتلة كناية عن مجموعة من المواد هي الكوليسترول والترايجلسريد والفسفولوبيد والفاتي أسيد مع البروتينات التي تقوم بحملهم.
وإذا ارتفعت نسبة البروتينات التي تحمل كتلة المواد المذكورة أثناء حركتها في الدم أُطلق عليها اسم HDL، حيث أن إرتفاع نسبة البروتينات يؤدي إرتفاع كثافة الكتلة. أما إذا انخفضت نسبة البروتينات فأصبحت أقل نسبة مقارنةً بنسب مواد الكتلة منفردة، أُطلق عليها حينها اسم LDL.
ومن الوصف السابق لحركة المواد المذكورة في الدم يتضح لنا أن وظيفة الـ HDL هي حمل الدهن من الأطراف إلى الكبد حتى يتم حرقه، أما الـ LDL يحمل الدهن من الكبد ويُركزها في العصيدات الشريانية، وبالتالي إمكانية الإصابة بإنسداد وتصلب الشرايين، لذلك وصف بالرديء أو الضار.
مما سبق نستنتج أن تناول الدهون التي ترفع من الـ HDL لا يصاحبه ضرر أو مضاعفات صحية، مثل الدهون الموجودة في زيت الزيتون وزيت بذر الكتان وزيت السمك وزيت جوز الهند، بل أن الثابت مع زيت جوز الهند أنه من الدهون التي تنظم وتخفض أنزيمات الكبد المرتفعة بفعل الإلتهاب الكبدي.
هل الدهون مصدر لإمداد الجسم بالطاقة الحركية والذهنية؟
قال “د. إبراهيم كسروان” اختصاصي الطب المخبري السريري والباحث في أصول الطب العربي. الطب التشريحي لخلايا الدماغ يثبت أن غالبية تركيبها من الدهون، لذلك لا يُستغرب أبدًا إعتياد الأجيال السابقة على تناول نخاع المواشي والأغنام لإمداد الجسم والعقل بالطاقة الضرورية للقيام بالحركة والتركيز الذهني.
والآن يُوصف نخاع الغنم المطهي للأطفال الذين يعانون من ضعف في التحصيل الدراسي والتركيز الذهني أثناء المذاكرة وتأدية الفروض المنزلية.
بذلك يكون من الضروري التركيز على تناول الأغذية ذات الدهون الجيدة لتحسين وظائف الذاكرة والحفظ والتركيز، وكذلك إمداد الجسم بالطاقة المطلوبة لممارسة المهام اليومية الحركية.
لماذا ارتفع معدل إنتشار الأمراض المزمنة حاليًا رغم زيادة الوعي الصحي عن الماضي؟
تابع “د. كسروان” لتحديد الأسباب علينا إلقاء نظرة سريعة على طبيعة غذاء الأجيال السابقة، والذي تركز في مجمله على الأغذية الطبيعية من البيئات المحيطة دون تدخل من الإنسان. أضف إلى ذلك إعتمادهم في الغذاء والدواء على النصوص الدينية الشريفة من أحاديث نبوية وكلام للأئمة والتابعين.
فالرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – أخبرنا أن الأبقار لحمها داء وشحمها دواء ولبنها شفاء، أما مع الغنم فأخبرنا أن لحمها دواء وشحمها داء ولبنها شفاء، ويرجع هذا التقسيم النبوي إلى أن لحوم الأبقار بطبيعتها باردة يابسة، وهذه البرودة واليبوسة تزيد من الخلط السوداوي، وإذا زاد الخلط السوداوي زادت معه الكآبة والشيب والقلق والإمساك والتوتر والعصبية وكل العوارض السوداء.
وبالنسبة للشحوم فهي بطبيعتها باردة ورطبة، وبعض الأطباء يصفونها بالحارة الرطبة، فبمجرد تناولها تتولد في الجسم طاقة لا حدود لها.
ومن المعروف طبيًا أن الجسم يستطيع تحويل البروتين إلى سكر ودهن، ويستطيع تحويل الدهن إلى سكر، لكنه لا يستطيع تحويل الدهن والسكر إلى بروتين، من هنا ألزمنا الأطباء بالحصول على 14 حامض أميني من بروتينات خارجية، وهو ما يُحرم منه النباتيين.
وبذلك النص الشريف يكون من الصحي تناول لحوم الأغنام المطبوخة بدهون الأبقار.
ونشير هنا إلى أن الأبقار والمواشي المرعية في بلادنا العربية أفضل كثير من الناحية الصحية من الأبقار المستوردة، لأنها تتغذى على أعلاف طبيعية، أما المستوردة فهي تتغذى على كثير من الهرمونات والمغذيات الصناعية، وهذا هو السبب في التفاوت الرهيب بين أوزان الأبقار العربية والأبقار المستوردة، حيث يبلغ أقصى وزن للعجل العربي 450 كيلو جرام، في حين أن المستورد في نفس عمره يصل إلى طن ونصف.
والخلاصة أن شحوم الأبقار في عمومها لا تسبب خطر زيادة الكوليسترول وتصلب الشرايين، ولكن لا ننسى وجود أشخاص يعانون بطبيعتهم من خلل في إستقلاب الدهون الزائدة في الكبد داخل أجسامهم كواحد من الأمراض الوراثية، كما أن معدلات الحركة والنشاط قلت عند كثير من الناس، ومن هنا لا يمكن أن يُلقى بالإتهام على الدهون الزائدة كمسبب وحيد للأمراض، لأن الأمر تحكمه عوامل كثيرة.
هل الزيوت النباتية آمنة لمن يعانون من إرتفاع الدهون؟
بشكل عام أي زيت يُسحب ويُعصر بالطرق الباردة فلا مشكلة صحية منه، أما الزيوت المصنعة بالتسخين فهي ضارة بصحة الجسم. فقديمًا كانت المَعَاصِر تستخدم أحجار الجرانيت والمكابس في طحن الثمار والبذور ومن ثَم عصرها وإستخراج الزيت دون وجود أي مصدر للحرارة.
أما المعاصر الحديثة أصبحت تستخدم فيها مصادر للحرارة خاصةً في مرحلة فصل الماء عن الزيت، وهذه الحرارة تزيد من هدرجة الزيوت وتكون الزيوت المشبعة مما يؤدي إلى ضررها بالجسم.
والخلاصة أن الصفات والخصائص الطبيعية لثمار وبذور الزيوت كحبة البركة وعباد الشمس والذرة… إلخ تختلف كلها وتتبدل عند إتمام عمليات العصر بمصادر تسخين حرارية. وإلى جانب ذلك تعتبر أفضل الزيوت لصحة الجسم هي زيوت بذر الكتان وجوز الهند والزيتون وعباد الشمس بشرط عصرهم على البارد بدون تسخين.
هل من ترابط بين نوعية الغذاء والصحة العامة للجسم؟
الحكمة القديمة تقول “الصحة هي إعتدال الأخلاط في البدن”، والأخلاط هي الأكل والشرب والنوم والإستحمام والجماع، والإعتدال المقصود هنا يكون في الكم والنوع والكيف.
أضف إلى ذلك أهمية ممارسة الرياضة التي تزيد من تعرق الجسم، حيث أن زيادة التعرق يتزامن معها بالضرورة زيادة حرق الدهون الزائدة المخزنة في الجسم.
ولشرح ميكانيكية التعرق وحرق الدهون الزائدة نقول: عند إحتياج الجسم للطاقة يبدأ في أخذ المخزون من الكبد عبر الكليكوجان، وعند نفاد مخزون الكليكوجان يبدأ في تكسير دهون الجسم للحصول على السكر لتوليد طاقة جديدة، وإذا نفد مخزون الدهون الزائدة في الجسم يبدأ في أخذ الطاقة من البروتينات الموجودة في العضلات، وهي مرحلة شديدة الخطورة الصحية.
من هنا زيادة التعرق تشير إلى إستخدام الجسم مخزون الدهون الزائدة الموجود تحت الجلد لتوليد الطاقة.
والخلاصة في الحديث عن العلاقة بين الغذاء وصحة الجسم هي أن الإقتصاد في تناول الطعام والشراب، مع التركيز على الأغذية الصحية الطازجة كالخضروات والفواكهة هو الحل الأمثل في الحصول على جسم صحيح ومعافى من الأمراض.
هل يزيد تأثير العامل الوراثي عن تأثير الغذاء في الإصابة بالسمنة؟
عند إصابة المريض بالسمنة يلجأ الطبيب إلى مجموعة من الفحوصات الهرمونية للوقوف على سلامة الغدد الكظرية والدرقية والنخامية، وهي الغدد التي يمكن إختلالها لأسباب وراثية. وعند ثبوت صحة هذه الغدد يبدأ الطبيب في البحث وراء طبيعة غذاء المريض، فقد يكون المريض بحاجة إلى 5000 سعر حراري يوميًا لكنه يتناول 7000 سعر حراري، وهذه السعرات الزائدة الداخلة إلى الجسم إما أن تخفف بممارسة الرياضة لحرقها، أو تجنب تناولها بالأساس للوقاية من السمنة أو علاجها.
كذلك يُنصح مرضى السمنة دائمًا بتقليل تناول بعض أنواع الأغذية إجباريًا مثل الحلويات والنشويات والدهنيات والسكريات، والتركيز على تناول الخضروات والفواكهة والبروتينات الطبيعية.
ما أهم الوصفات لمقاومة شحوم الشرايين؟
توجد وصفة طبيعية ومجربة وآمنة وذات نتائج هائلة على حرق الدهون الزائدة المتجمعة في الشرايين، كما أنها تغني عن عمل قسطرات القلب، وهي بالتفصيل:
خلط المكونات الآتية معًا في إناء:
• 5 ثمرات ليمون أصفر متوسطة الحجم: حيث يُغسل الليمون جيدًا، ويتم تقطيعه بدون تقشيره.
• 3 رؤوس ثوم كاملة (وليس فص) متوسطة الحجم: يتم تقشيرها جيدًا وتقطيعها.
• معلقتين من الدار صيني أو ما يُعرف بالقرفة السيلاني وهي ذات قشرة رقيقة.
• ثمرة زنجبيل أخضر في حجم الليمونة الصغيرة.
• إضافة لتر و 100 جرام ماء إلى الإناء.
• غلي المخلوط السابق على النار الهادئة لمدة ربع ساعة.
• بعد الغلي يتم تغطية الإناء وتركه حتى يبرد.
• بعد برودة المخلوط يتم خفقه في الخلاط الكهربي.
• يتم تصفية المخلوط بعد خفقه بإستعمال الشاش للحصول على خلاصته.
• يتم إضافة 200 جرام خل تفاح بلدي أو خل العنب أو الرمان.
• يتم إضافة 300 جم عسل.
• وضع المخلوط الناتج في المبرد.
يتم المداومة على تناول مقدار فنجان قهوة صغير من هذا المشروب مرتين في اليوم صباحًا ومساءًا قبل الأكل لمدة ثلاثة أسابيع، ثم التوقف لمدة أسبوع، ثم العودة لتناول هذه الوصفة لثلاث أسابيع مرة أخرى.
وتبدأ نتائج الوصفة في الظهور منذ الأسبوع الثاني، حيث ستختفي أعراض وآلام الخدران بالذراعين والساقين والقدمين، حيث ستنشط الدورة الدموية في شرايين الجسم كله، لأنها قامت بتنظيف الشرايين من كل الدهون الزائدة الضارة المتكونة بداخلها.
كما أن الثوم له العديد من الفوائد الصحية مثل تنزيل الدهون الزائدة، ومضاد للجراثيم، ويعدل من مستويات ضغط الدم، ويُعيد ليونة الشرايين.
ما هي أهم وصفات التخلص من دهون الجسم المخزنة؟
من أهم النباتات الطبيعية ذات القدرة العالية في حرق دهون الجسم المخزنة هي الشمر، ونبات حشيشة الكبش ومعروفة عند العطارين باسم الشبطبط. أيضًا ابتكر الصينيون ما يعرف باسم خميرة الأرز الأحمر، حيث يتم تصنيعها من خلاصة قشور الأرز الأحمر والأسود بعد تخميرها لسنوات، وهي مفيدة جدًا في حرق دهون الجسم.
أيضًا عند إذابة 25 جرام من المقل الأزرق في 100 جرام من خل التفاح، مع الإستمرار في تناول ملعقة صباحًا ومساءًا، يؤدي إلى إحراز نتائج ممتازة في حرق الدهون الزائدة.