من منا لا يُفكر في تخصصه الجامعي وماذا سيُصبح في المستقبل، بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة وظهور النتائج، وخاصة بعد أن أصبح سوق العمل يتطلب المهارات والخبرات.
ولقد أصبحت للتخصصات الطبية مكانة هامة بين جميع التخصصات الأخرى، وخاصة في زمن الكورونا واحتياج المجتمع للأطباء والممرضات، الذين لديهم دوراً هاماً وحيوياً في المجتمع وفي الوقاية والعلاج من فيروس كورونا المستجد.
ومن هنا أصبحت مهنة الطبيب والممرض من أهم المهن المطلوبة اليوم، ولكن لا ننسى دور المهن الأخرى كالهندسة وغيرها من التخصصات، وعلى الطالب أن يختار التخصص الجامعي الذي يكون أكثر طلباً في سوق العمل.
وفي هذا المقال سنتعرف على كيفية اختيار التخصص، وكذلك بعض النصائح للطلاب لتساعدهم على اختيار تخصصهم الجامعي، وكذلك المهارات التي يجب أن يتسلحوا بها.
كيف يختار الطالب تخصصه الجامعي المناسب؟
يقول “الدكتور وليد الصالح” الحاصل على ماجستير إدارة الأعمال والتسويق: أن التوجيهي هو أول نقطة مهمة في حياة كل شخص، والأساس في عصرنا الحالي هو معرفة أفضل الاختيارات في العمل بشكل عام؛ وذلك لأن الموضوع ليس فقط مرتبط بالشهادة الجامعية، ولكنه متعلق بالمهارات، والخبرة، والتميز؛ لأن معدل الشهادات العالمية أصبح مرتفع جداً، سواء ماجستير أو بكالوريوس، أو أي تخصص آخر، لذلك يجب التميز بشكل كبير، واختيار التخصصات الأهم في العالم.
التخصصات الطبية بفروعها سواء الطب البشري، أو طب الأسنان، أو التمريض أصبحت هي التخصصات الأهم في العالم، ويوجد في الطب أربع تخصصات مميزة عالمية من حيث احتياج الناس؛ وهي طب الغدد الصماء، طب العظام، طب التجميل، وطب العيون، والعلاج الفيزيائي أيضاً مهم جداً في العالم في الأيام الحالية، وذلك لاختلاف الحياة الاجتماعية والصحية للناس.
وأضاف أن أي تخصص له علاقة بالسوفت وير (software)، والتطبيقات، وتحليل الداتا، وهندسة كهرباء السيارات مهم؛ حيث أصبحت السيارات الآن كهربائية، وهذا التخصص لديه إقبال عالي، لأننا أصبحنا بحاجة مهندسين لسيارات الكهرباء، ومهندسين للدرونز (drones)، فقد أصبح يستخدمها الكثير من الاشخاص، ويؤكد الدكتور أن التسويق وإدارة الأعمال مهم جداً في العالم في الأيام الحالية، والعلوم المالية المختصة مثل تحاليل السوق.
وقد أصبح لدينا اليوم خصوصية في هندسة العمارة الخاصة، حيث يتم استغلال أقل مساحة من الأرض للبناء عليها، فنحتاج إلى متخصصين للتركيز على هذا الجانب بشكل أساسي، وقد أصبح لدينا اليوم طرق وأساليب تعليم مختلفة، ومواضيع مختلفة في التعليم يجب البحث عنها والتركيز عليها في عمليات البحث والدراسة حتى نحصل على فائدة مميزة.
أردف الدكتور وليد الصالح أن المفتاح الذي يتم من خلاله الدخول لسوق العمل هو الشهادة الأولى، ولكن يجب أن يكون هناك تميز بجانب الشهادة، وهناك شهادات أصبحت أهم في سوق العمل من شهادات الماجيستير، إلا إذا كان التوجه أكاديمي.
أما بالنسبة لتوجه سوق العمل فإنه يحتاج إلى شهادات معينة في سوق العمل يجب التركيز عليها، وأصبح الطلاب الآن بمجرد الدخول على الجامعة بإمكانهم التواصل مع مراكز هذه الشهادات لتقوية المهارات في هذا الاتجاه.
كيف يختار الطالب تخصصه داخل الأردن؟
الأردن واحدة من الدول الرائدة جداً في عملية التعليم، حيث تحتوى على جامعات عالية سواء حكومية أو خاصة، وهذا يُقَدم مخرجات عالية جداً، وهذه المخرجات تُمَكن الشخص من الخروج للعمل خارج الأردن وبناء مستقبله، ولكن حالياً أصبحت أمور السفر محدودة.
ويجب أن يبدأ الموضوع بخطة مسبقة، ومعرفة التخصصات التي يحتاجها السوق لتحديد عدد الأشخاص الذين يذهبون إلى تخصص المحاسبة مثلاً، وعدد الأشخاص الذين يذهبون إلى تخصص الطب، وكم شخص يذهب إلى الهندسة أو الصيدلة وهكذا.
النقطة الأساسية الثانية هي معرفة إلى أين نتوجه كمختصين، والأهل لهم دور مهم في عملية توجيه الطالب للتخصص، والمعلمين في المدرسة لهم دور أيضاً في ذلك، فلا يختار الطالب تخصص معين مثلاً لأن شخص ما اختاره، فكل شخص له خصوصية في عملية نجاحه في التخصص الذي يعمل به، والأردن اليوم متجهة للزراعة حسب توجيهات المَلِك، ويجب أن تكون كل دولة معتمدة على نفسها في إنتاجها الزراعي.
وهناك أيضاً تطور في السوفت وير والتطبيقات، فيجب التركيز عليها بشكل جيد، وهناك مجالات هائلة للطاقة البديلة في الأردن، فالشمس، والمياه، والرياح متوفرة، والتخصصات الطبية ممتازة أيضاً يجب التوجه إليها إذا كانت المعدلات مرتفعة، والأردن من الدول القلائل في الشرق الأوسط التي تستخدم سيارات كهرباء كاملة، وهناك الكثير من المجالات المتاحة في الأردن، ويؤكد أنه يجب التركيز على الزراعة بشكل أساسي.
كيف يستطيع الشخص التوفيق بين الشغف ومجال التخصص؟
من المهم والطبيعي أن يستمع الإنسان للشخص الأكبر منه، ولكن يجب التناقش معه باحترام، وقد أصبح اليوم لدينا قناعة داخلية للرد على الشخص الأكبر، أو التوجه كما يقول: فأصبحت القناعة الداخلية تقل بشكل أساسي، وأصبح الآن هناك عملية نقاش مع الأهل والذهاب للتخصص الذي يريد الطالب.
ولكن لا بد أن يكون لدى الطالب نضوج في عملية الاختيار، وأسباب وخطط للاختيار وليس فقط اندفاع، وإذا لم يختار الشخص التخصص الجامعي الذي يحبه لن يستطيع الإبداع أو التميز في مجال آخر لا يحبه وسوف يشعر بالملل.
ماذا يفعل الطالب في حالة عدم القدرة على دراسة تخصص معين بسبب المعدل أو الحالة الاقتصادية؟
إذا امتلك الشخص الإصرار الداخلي لفعل شيء ما سوف يقوم بفعله، وإذا لم يؤهل المعدل الشخص لدراسة التخصص الذي يحبه هناك أمامه خيارين:
- اختيار التخصص البديل أو القريب كخطوة للوصول إلى الهدف.
- عمل محاولة ثانية لرفع المعدل في هذا الاتجاه.
وهذا الموضوع واقعي جداً; فكثير من الأشخاص لا يحصلون على التخصص الجامعي الذي يريدونه بسبب الوضع المادي، ولكن في النهاية يدرس التخصص القريب من التخصص الذي يريد وضمن إمكانياته.
نصائح للطالب الذي لا يملك أي هدف لحياته:
ينصح الدكتور وليد الطالب الذي لديه أسلوب لبق وسلس في الحديث والتعامل مع الناس الذهاب لتخصص التدريب والتسويق، أو التواصل والعلاقات الاجتماعية لأنه سوف ينجح جداً في هذا التخصص.
في بعض الأحيان وفي حالات خاصة قد يدرس الطالب تخصص معين لا يحبه، ولكن يتقبله ويحبه مع الوقت ويستطيع أيضاً الإبداع والنجاح فيه.
أهم المهارات التي يتسلح بها الطالب عند دخوله الجامعة
ختم الدكتور وليد الصالح حديثه قائلاً أن النقطة الأساسية في الجامعة هي التخلي عن الرهبة في التحدث مع الأستاذ الجامعي، ويجب النقاش والحديث معه.
ومن المهم اختيار الصداقات بشكل صحيح، لأن مرحلة الجامعة هي مرحلة ثقل الشخصية، ٨٥٪ من شخصية الإنسان في الحياة الجامعية سوف تنتقل معه في بقية حياته، ويجب أيضاً الاهتمام بالعمل التطوعي في الجامعة، والانتخابات، والأنشطة في الجامعة حتى يصبح الطالب أكثر اجتماعية.
ومن الضروري حضور جميع المحاضرات في الجامعة لأن ذلك يساعد على تحمل المسؤولية، والعناية بالصداقة والعلاقات الاجتماعية لأنها تُثْقِل الشخصية.