كتاب: التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية

التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية

هل تعرف ما معنى اسم مدينتك أو قريتك؟ وهل تعرف تاريخ المحافظة التي تعيش فيها والمحاصيل التي تزرعها؟ بل هل تعرف أن مصر وحدها تعرف تاريخ كل شبر فيها، وتمتلك سجلات وافية لمدنها وقراها منذ قديم الزمان وإلى اليوم؟ نجد الإجابة والمزيد من المعلومات الوافية في كتاب التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية، وهو مرجع جغرافي للمتخصصين، صدر في سلسلة “التراث الحضاري” عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تأليف الشيخ الإمام شرف الدين يحيى بن المقر بن الجيعان، وهو مؤرخ وجغرافي مصري (1437-1497م)، نشأ في القاهرة، وخدم السلطان قايتباي في إدارته، ورأس له ديوان الجيش.

والكتاب يصف مصر وطرقها ومدنها، والحالة الاقتصادية بها وكيف تطورت، وتقسيم الأقاليم المصرية، ويذكر أسماءها في العصور المختلفة.

يتكون الكتاب من قسمين، الأول: مقدمة وافية شارحة لما كتبه “ابن الجيعان” في كتابه، والآخر به نسخة مصورة من كتاب “التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية عن طبعة قديمة تشبه المخطوطات القديمة.

يعد الكتاب من أوسع وأشمل الكتب التي تذكر لنا أسماء البلاد المصرية وأسماء الكثير من الأماكن الشهيرة والمعروفة فيها.

ورغم أن هدف الكتاب يتعلق بتحصيل ضريبة الأرض الزراعية خلال العصور المصرية القديمة؛ إلا أنه مفيد في مجالات البحث في مجالات الجغرافيا والاقتصاد والتاريخ، والآثار لما يتضمنه من تفسير لكل شيء.

والكتاب يحوي قوائم بأسماء البلاد والقرى والكفور، وموقعها، ومساحة الأراضي التي فيها، وأسماء مالكيها، وقيمة الضريبة المفروضة.

يتتبع الكتاب الضرائب التي كانت تفرض على الأرض الزراعية في عصور الفراعنة والبطالسة، والرومان والبيزنطيين والعرب منذ خلافة عمر بن الخطاب حتى السلطان الناصر محمد بن قلاوون ويذكر أقوال ومشاهدات بعض المؤرخين عن الحالة الاقتصادية في مصر، وتقسيم الأرض، والضرائب المقررة على الجميع.

ومن هؤلاء المؤرخين “هيرودوت الذي تحدث عن توزيع الأرض في عهد سيزوستريس”، والمؤرخ “سترابون” الذي أعجبه نظام مصر وتقدمها العلمي، حيث قال: “كان المصريون المقيمون في بلادهم الشهيرة للغاية يكونون حكومة نظامية متمدينة، لدرجة أن معاهدها العلمية كانت مضربا للأمثال وأنموذجا ينسج على منواله، وهؤلاء القوم استطاعوا بتقسيم الأرض والسكان تقسيما مبنيا على الفطنة والذكاء، وبإرادتهم المقامة على اليقظة والحذر أن يحصلوا على أوفر نصيب يمكن الحصول عليه من الكنوز الطبيعية للأرض التي يعيشون عليها.

ونقرأ في الكتاب عما يسمى بعملية مسح الأرض، والمقصود منها معرفة مساحة الأرض وتقدير الضرائب عليها، وتتبع هذه العملية، ويذكر المؤرخون العرب: “أن مصر تم مسح أرضها خمس مرات في عصرهم، وكان آخرها في زمن السلطان الناصر محمد بن قلاوون عام 1315م، وأن وحدة قياس الأرض في البداية كانت “الأرور”، وأن وحدة القياس “القيراط” و”الفدان” كانت المقياس الوطني الذي يستعمله المصريون، وأن العرب أخذوه منهم ولم يأتوا به إلى مصر لأنهم كانوا لا يعرفونه في بلداتهم، وهو ما يؤكد عناية المصريين بعلم المساحة.

أضف تعليق

error: