تعتبر البنوك السعودية وشركات القطاع الخاص الكبرى من أكثر الجهات استفادة من المواطن، ويظهر لنا ذلك جليا من خلال المكاسب والأرباح والعوائد المالية الضخمة التي ترعرعت وتضاعفت لديها من مدخرات المواطن ورواتبه.
فضلا عن التسهيلات التي تقدمها الدولة لهم من دعم للمشاريع، وعدم مطالبتهم بدفع الضرائب وتكليفهم بالمشاريع الضخمة التي تعود عليهم بالربح والفائدة.
مع كل ما سبق من المنافع التي استنفعتها من الأفراد والمجتمع والوطن كان لهذه القطاعات صور مشرقة في مساندة وخدمة المواطن من خلال استنزافه والتنافس على استغلاله واستغفاله، حتى نمت أكثر فأكثر وحققت المكاسب الهائلة على حساب هذا المواطن وتحويشة عمره.
ومع هذه المسلسلات المستمرة من استنزاف للأموال والمدخرات وقطع لأرزاق صغار المستثمرين والشركات واستغلال لحاجات الناس ومتطلباتهم، مع كل هذا يمكن لنا أن نتغافل وألا ندقق ونحاسب لو وجدنا أو رأينا مقدارا ولو صغيرا من رد الجميل والوفاء للمواطن والوطن، نستطيع أن نتناسى ونصفح لو استشعرنا خدمات ملموسة وفعالة لهذا المجتمع تسهم فيها البنوك والشركات الكبرى، ونريدها مساهمات جادة ومباشرة إما من خلال بناء المستشفيات أو دور الرعاية أو عن طريق إنشاء الوحدات السكنية أو الحدائق العامة أو المرافق أو بدعم الطلبة والمتفوقين وتبني بعثات لهم وبناء المدارس أو غيرها من الكثير من الصور التي تتجسد فيها الخدمات الحقيقية التي تعود بالنفع المباشر على الوطن وأهله.
نعم فهذا القطاع استفاد كثيرا وآن الأوان لأن يسهم فعليا في خدمة مجتمعه ووطنه، فعلى الرغم من وجود بعض المبادرات الشخصية المحمودة من عدد قليل من شركات القطاع الخاص إلا أنها غير كافية ونريد من البقية أن تحذو حذوهم وأن تتسابق في إسهاماتها لخدمة هذا الوطن.
فقد حان لنا أن نرى أسماء تلك البنوك والشركات على مشاريع الصحة والإسكان والتعليم، وليعلموا أنهم سينتفعون من ذلك كثيرا، ليس نفعا ماديا وإنما سيكسبون بذلك دعوات الناس لهم بدلا من الدعوات عليهم، وسيكون بذلك قد طبقوا مبدأ التكافل والتعاون الذي حث عليه ديننا الحنيف والذي يتمثل في قوله تعالى: «وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان».
- فأما حان الوقت لنرى مشاريع وإسهامات قريبة تؤدي بها هذه القطاعات مسؤوليتها تجاه هذا الوطن؟
- وأما حان الوقت لأن نرى دورهم الإيجابي لدعم المواطن دون استغلاله وإرهاقه؟
نرجو أن يكون ذلك قريبا حتى يتضح لنا حسهم الوطني واستشعارهم لمبدأ التكافل الذي هو مطلب ديني ووطني.
كتبت: منيرة آل الشيخ