قد تشكل جرثومة المعدة تهديداً بالغاً لصحة الإنسان لأنها يمكن أن تتسبب في قرحة والتهاب المعدة الخطير في بعض الأحيان.
هناك بعض الطرق التي تنتقل من خلالها الجرثومة الحلزونية إلى الإنسان من أهمها أدوات النظافة الشخصية وبعض الأطعمة المملحة والمدخنة أو المعلبة لوقت طويل، لذلك يجب علينا تجنب استعمال أدوات النظافة الشخصية الخاصة بالآخرين مع الاهتمام بالنظافة العامة والشخصية للفرد حتى لا تنتقل إليه تلك البكتيريا.
ما هي الجرثومة الحلزونية؟
يقول الدكتور محمد صلاح “استشاري باطني وجهاز هضمي وكبد” أن الجرثومة الحلزونية هي جرثومة وليست دودة كما يعتقد البعض، ويعود تاريخ اكتشافها إلى عام ١٨٩٠ حيث اكتشف بعض الأطباء وجود بكتيريا اسطوانية الشكل في معدة بعض الحيوانات، وفي عام ١٩٠٠ تم اكتشاف وجود بعض الجراثيم في معدة الإنسان دون معرفة سببها أو مصدرها.
مضيفاً: في عام ١٩٥٠، تم عمل تشريح لعدة أمعاء وبعدها لم يجد الأطباء مكاناً لهذه الجراثيم في المعدة، ولكن في عام ١٩٨٠ وبفضل الدكتور مارشل وزميله تم اكتشاف هذه البكتيريا الحلزونية في معدة الإنسان، وفي عام ٢٠٠٥ تم حصول هذين العالمين على جائزة نوبل لاكتشافهم هذه البكتيريا.
للبكتيريا الحلزونية أذرع شبيهة بالطائرة الهيلوكوبتر، وهذه الجرثومة تتواجد في حامض أكبر بعشرين ضعف من حموضة البطارية الموجودة في السيارة، وتقوم تلك البكتيريا بتخريب جدار المعدة، وبالتالي تُحدِث أضراراً جسيمة على صحة الإنسان.
علاوةً على ذلك، هناك العديد من الدراسات التي أجريت على هذه البكتيريا الحلزونية ولكن على الرغم من كثرة هذه الدراسات إلا أنه مازال هنالك غموض كبير بين الأطباء بسبب وجود هذه البكتيريا.
أسباب الإصابة بالبكتيريا الحلزونية
تتواجد البكتيريا الحلزونية في المعدة وتنتقل من المعدة إلى الفم ليتم طرحها بعد ذلك من الفم، كما يمكن أن تنتقل هذه البكتيريا الحلزونية من المعدة إلى البراز لتُطرح بشكل تلقائي من جسم الإنسان، مع مراعاة أن انتقالها يمكن أن يحدث بشكل مباشر من إنسان لآخر، لذلك فإن هناك طرق عدة لانتقالها من شخص لآخر من بينها:
- عدم غسل الأيدي جيداً بالماء والصابون بعد الخروج من الحمام.
- استخدام اليدين بشكل سيء عند تناول الأطعمة.
- مشاركة الآخرين في الأكل والشرب كاستخدام بعض الأشخاص كأساً واحداً لشرب الماء أو استعمال نفس الملعقة إلخ إلخ.
- استعمال الأغراض الشخصية للآخرين.
- العلاقة الحميمية بين الزوج والزوجة.
لذلك، فإن كافة الطرق سالفة الذكر تعتمد بشكل أساسي للوقاية من انتقال البكتيريا الحلزونية على الاهتمام بالنظافة العامة والشخصية التي تُعد من الأسس الركيزة في مجتمعنا الإسلامي، ومن ثم فإننا ندعوا الجميع إلى:
- غسيل اليدين جيداً وتعقيمها بعد تعرضها للأوساخ.
- عدم استعمال الأغراض الشخصية للآخرين.
- تجنب العادات السيئة كالتدخين وخاصةً تدخين الشيشة.
- عدم مشاركة الآخر في تناول كوب القهوة أو أدوات الطعام المختلفة.
- استعمال أدوات الطبخ النظيفة بصفة دائمة.
أعراض وجود الجرثومة الحلزونية في المعدة
خلق الله تعالى معدة الإنسان بحامض شديد يستطيع جدار المعدة حماية نفسه منه بعدة آليات من بينها وجود الطبقة المخاطية في المعدة.
تأتي البكتيريا الحلزونية لتستخدم إنزيم اليوريا إلى أمونيا، وهذا الإنزيم يجعل موضع وجود هذه البكتيريا الحلزونية قلوي، ومن ثم تستطيع البكتيريا الحلزونية اختراق جدار أو حاجز المعدة لتذهب بعد ذلك إلى خلايا المعدة وتحاول أن تلتصق بها.
بعد ذلك، نلاحظ ظهور بعض الأعراض نتيجة اختراق تلك البكتيريا لجدار المعدة، ومن بين هذه الأعراض:
- التهاب المعدة.
- التهاب الاثنى عشر.
- تدمير ذاتي لخلايا المعدة فور ما تخترق البكتيريا الحلزونية جدار المعدة.
- التعرض لقرحة المعدة نتيجة دخول الحامض للمنطقة المصابة، وبالتالي يشعر الإنسان بألم في المعدة.
الجدير بالذكر أنه ليس كل مريض مصاب بالجرثومة الحلزونية يمكن أن يتعرض لورم سرطاني في المعدة أو الاثنى عشر، لكن هنالك بعض العوامل الأخرى التي تزيد من احتمالية ظهور هذا الورم عند المريض بالجرثومة الحلزونية.
إلى جانب ذلك، هناك بعض المستقبلات والمتغيرات التي تتحكم في ظهور أعراض الجرثومة الحلزونية عند الإنسان، ومن هذه المستقبلات CAG A، وهناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية ظهور أعراض البكتيريا الحلزونية عند الإنسان على الرغم من أن الأطباء الإيطاليين أقروا بأن هذه البكتيريا تظهر على الطفل من عمر سنة حتى ٦ سنوات، بينما تظهر أعراضها بعض فترة طويلة من هذا العمر.
من أهم العوامل التي تزيد من احتمالية التعرض للبكتيريا الحلزونية ما يلي:
- التدخين، حيث يزيد التدخين ١٧ مرة ظهور السرطانات عند الأشخاص الذين يعانون من البكتيريا الحلزونية.
- استعمال الأطعمة المعلبة لفترة طويلة.
- تناول الأطعمة المملحة والمدخنة.
- طرق علاج البكتيريا الحلزونية
يمكن علاج البكتيريا الحلزونية عن طريق:
- دواء المعدة الذي يقلل من إفراز الحامض، وبالتالي تزيد فرصة الشفاء من قرحة المعدة.
- استعمال بعض المضادات الحيوية لمدة ١٤ يوم، وتصل نسبة الشفاء من هذه المضادات الحيوية من ٩٠ إلى ٩٥٪ تقريباً.
وختاماً، لا يمكننا الاعتقاد في مصطلح عدم الشفاء من الجرثومة الحلزونية لأن هذا المصطلح يعتبر خاطئ تماماً في عالم الطب، ولا يُسمح في علاج الجرثومة الحلزونية بالنباتات الطبيعية والأعشاب الغير معلومة والتي لم يثبتها الطب كأدوية فعالة في علاج البكتيريا الحلزونية والقضاء عليها نهائياً.