لماذا ينجح بعض الناس في تحقيق أهدافهم بسهولة بينما يعجز آخرون؟

لماذا ينجح بعض الناس في تحقيق أهدافهم بسهولة بينما يعجز آخرون؟

كثيرًا ما نتساءل: لماذا ينجح بعض الأشخاص في تحقيق أهدافهم بكل سهولة، بينما يظل آخرون في مكانهم دون تقدم؟ ولماذا يتمكن البعض من الالتزام بالرياضة والأكل الصحي والتطوير الذاتي، بينما يعجز آخرون عن الاستمرار حتى لأسبوع واحد؟ تخيل أنك تتعرض للتنمر طوال حياتك، ليس لأنك سمين، بل لأنك نحيف لدرجة أنهم ينادونك “يا هيكل عظمي”.

هل يمكنك بناء الانضباط الذاتي في مثل هذه الظروف؟ هل تعتقد أن الانضباط يُولد مع الإنسان، أم أنه مهارة يمكن اكتسابها؟

يقول رجل الأعمال الشهير جيم رون: “علينا أن نعاني أحد الأمرين: ألم الانضباط أو ألم الندم. اختر إما أن تعاني قليلاً لتحقيق حلمك، أو أن تعاني طوال حياتك لأنك لم تحققه.”

الخيار بين يديك. بعض الناس يعتقدون أن الانضباط شيء فطري ولا يمكن تعلمه، لكن العلم أثبت أن الانضباط مهارة يمكن اكتسابها، تمامًا مثل العضلة التي يمكن تمرينها وتقويتها. كل ما تحتاجه هو التدريب المستمر.

كيف تبني قوة الانضباط؟

  1. أولاً، ركّز. التركيز هو وقود الانضباط. فإذا أردت أن تتحكم في نفسك وتصبح شخصًا منضبطًا، عليك أن تتحكم في انتباهك. وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي ممارسة التأمل اليومي، حتى لو لمدة خمس دقائق فقط. هذا التمرين البسيط سيعزز قدرتك على التحكم في نفسك.
  2. ثانيًا، حدد هدفك بوضوح. فتخيل شخصًا يقود سيارة وهو يتحرك يمينًا ويسارًا دون اتجاه محدد. في النهاية، سيتعب دون أن يصل إلى أي هدف. لذلك، حدد هدفك بوضوح. عندما تعرف ما تريده، ستستيقظ كل صباح وأنت تعرف بالضبط ما يجب عليك فعله. هنا سيكون كل شيء واضحًا أمامك، وستتطلع إلى كل يوم جديد لتحقيق هدفك.

خذ مثال كوبي براينت، لاعب كرة السلة الشهير، الذي كان يستيقظ يوميًا في الرابعة صباحًا للتدريب. فلم يكن أحد يجبره على ذلك، بل كان لديه هدف واضح يريد تحقيقه.

حقًا؛ إذا أردت الحفاظ على الانضباط، يجب أن يكون لديك سبب قوي يدفعك للأمام. وتذكر أن الاستقلالية والهدف والإتقان هي ما يدفع الأشخاص للنجاح.

طلاب الطب، على سبيل المثال، يتحملون ضغوط الدراسة لأنهم يريدون مساعدة الآخرين.

لماذا يفشل الكثيرون؟

هناك عقبات قاتلة تدمر الانضباط، وأهمها التسويف والأعذار والاعتماد على الحماس المؤقت. فالتسويف هو عدو النجاح الأول. يقول البعض: “سأبدأ غدًا”، ثم يتكرر هذا الغد يومًا بعد يوم. وأما الأعذار، فكثيرًا ما نسمع: “أنا مشغول اليوم”، وهكذا يضيع الوقت دون فائدة.

تذكَّر أن الحماس المؤقت أيضًا لا ينفع إذا لم يكن مدعومًا بالانضباط.

هناك قاعدة تُعرف بـ “قاعدة الـ40%”، وهي سر من أسرار البحرية الأمريكية. فعندما تشعر بالتعب، اعلم أنك استنفدت فقط 40% من طاقتك. لديك еще 60% يمكنك الاعتماد عليها. والجنود في البحرية الأمريكية يعرفون أن التعب هو مجرد بداية، وأنهم لم يستنفذوا سوى جزء بسيط من طاقتهم.

فإذا كنت من الأشخاص الذين يستسلمون بسرعة، جرب أن تدفع نفسك قليلاً. ستتفاجأ من القوة التي تمتلكها.

البيئة ودورها في تعزيز الانضباط

البيئة تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز أو تدمير الانضباط. ابتعد عن الإغراءات واختر الأشخاص المناسبين الذين يدعمونك. أنشئ نظام حياة منضبطًا، وتذكر أن تأجيل الإشباع هو سر النجاح.

في إحدى التجارب، تم إعطاء الأطفال حلوى المارشملو وطُلب منهم الانتظار. وخلصت النتيجة أن الأطفال الذين انتظروا وتمكنوا من تأجيل إشباع رغبتهم كانوا أكثر نجاحًا في حياتهم لاحقًا.

وهنا تقرأ ⇐ مقال عن هدفك في الحياة

العادات هي الأساس

لا تعتمد على الحماس، فهو مؤقت. اعتمد أيضًا على العادات، فهي التي تبقى. فإذا قررت أن تركض يوميًا لمدة خمس دقائق، بعد 60 يومًا، ستجد أن هذه العادة أصبحت جزءًا من حياتك. ولن تشعر بالراحة إذا لم تمارسها.

وتذكر أيضًا أنّ الانضباط ليس شيئًا تولد معه، بل هو مهارة يمكنك بناؤها عبر التركيز، وتحديد الأهداف، واكتشاف الدوافع الحقيقية. لذلك؛ ابتعد عن التسويف والأعذار، فهما يدمران مستقبلك.

في النهاية، يجب أن تعرف أنّ الانضباط الذاتي هو المفتاح لتحقيق النجاح. وبناؤه يتطلب وقتًا وجهدًا، لكن النتائج تستحق العناء.

أضف تعليق

error: