ما هي أبرز مشكلات البشرة في فصل الصيف؟
أجابت الدكتورة “روان عبد السلام” الطبيب الصيدلي قائلة: يعتبر التعرض الطويل لأشعة الشمس الفوق بنفسجية ذو ضرر بالغ على البشرة، فقد ينتج عن طول التعرض للشمس تهيج البشرة وإحمرارها، وكذلك الحكة وحروق الجلد، وأيضًا ظهور الكَلَف والنَمَش والتصبغات الجلدية الداكنة، إلى جانب إمكانية الإصابة بأمراض الوردية وحب الشباب.
ومن هذه القائمة الطويلة للأمراض الناتجة عن شمس الصيف يتضح لنا أهمية الإلتزام بالإحتياطات الوقائية والتي من ضمنها إستعمال واقي الشمس.
ما دلالة الأرقام المدونة على أغلفة واقي الشمس؟
أفادت “د. روان” أن هذه الأرقام تشير إلى الـ SPF (Sun Protection Factor) أي نسبة الحماية من أشعة الشمس، وفعليًا تعتبر أكبر نسبة للحماية من أشعة الشمس هي رقم 50، أما المنتجات التي كانت تحمل رقم 100 سُحبت جميعًا من الأسواق لأن دلالة الرقم لم تتعدى العامل التسويقي فقط، لكن المنتجات نفسها التي دُون عليها الرقم 100 لم تكن تحمي من أشعة الشمس بنسبة 100% كما يُفهم من الرقم.
واختيار واقي الشمس ذو الرقم المناسب يتوقف على طول فترة التعرض للشمس وعلى طبيعة البشرة، فإذا كان التعرض للشمس لفترات طويلة يُفضل إستخدام المنتجات التي تحمل رقم 50، أما في حالة الذهاب إلى المصايف أو عند الشروع في تغيير لون الجلد إلى اللون البرونزي عن طريق الشمس (التان) فيمكن وقتها إستعمال المنتجات التي تحمل أرقام SPF أقل مثل 15 حتى تُحمى البشرة من أشعة الشمس وفي نفس الوقت تحدث الإمكانية في الحصول على اللون البرونزي المرغوب.
وبالنسبة لطبيعة البشرة يتضح لنا أن البشرة الجافة ينفعها واقي الشمس من النوع الكريمي ليقوم بدور المرطب بجانب الحماية من الشمس، أما البشرة الحساسة والدهنية فينفعها الواقي المصنع على هيئة سائل لزج (لوشن) لأنه خالي من الزيوت، وإذا كان الواقي الشمسي للإستعمال الجسدي وليس الوجه يفضل هنا إختيار الأنواع الـ Milky.
ما هي آلية اختيار على نوع واقي الشمس المناسب لطبيعة البشرة؟
أكدت “د. روان” على أن مع تعدد المنتجات الواقية من الشمس وإنتشارها في الأسواق أصبح من الخطر إختيار أحد الأنواع بدون مراجعة الصيدلي أو طبيب الجلدية لأنهما الأكثر علمًا بالتركيبة الكيميائية لكل منتج والتي قد تناسب نوع من البشرة ولا تناسب الآخر. فالبشرة بطبيعتها تختلف إلى أنواع عدة فمنها الدهنية والجافة والحساسة والمختلطة، وكل نوع من هذه الأنواع يناسبها منتجات معينة من واقي الشمس والتي بالضرورة لا تناسب نوع آخر من أنواع البشرة.
هل يُغني كريم الأساس (Foundation) عن واقي الشمس؟
يتوقف ذلك على نوع كريم الأساس المستعمل، فبعض المنتجات تحتوي على نسبة من الـ SPF، فإذا كانت هذه النسبة عند رقم 30 فهنا لا داعي من إستعمال واقي الشمس لأن كريم الأساس المستخدم سيقوم بالمهمة على أكمل وجه، ولكن غالبًا ما تكون نسبة الحماية من الشمس الموجودة في كريمات الأساس لا تتعدى الـ 15، وهي نسبة غير كافية للحماية. وواقعيًا توجد أنواع من منتجات واقي الشمس تحتوي على لون (Tented) وبالتالي يسهل إختيار واقي الشمس المناسب للـ (Foundation) المستخدم.
و البشرة تتضرر من الإضاءة الداخلية مثل تضررها من أشعة الشمس، ومن هنا يتضح لنا أهمية إستعمال واقي الشمس في المنزل وعدم قصر إستعماله على الخروج إلى الشارع والأماكن العامة.
ما هي كيفية علاج الكَلَف؟
أوضحت “د. روان” أن مرض الكَلَف ناتج عن زيادة إفراز صبغة الميلانين في الجلد، وهذه الزيادة في الإفراز تنتج عادةً من كثرة التعرض لأشعة الشمس، ولذلك تعتبر أولى خطوات الوقاية والعلاج أيضًا هي إستعمال واقي الشمس، مع التقليل من الفترات الزمنية التي تتعرض فيها البشرة لأشعة الشمس. وبالنسبة للعلاج الدوائي للكَلَف فهو كريمات الهيدروكينون التي تعمل على تثبيط إنتاج صبغة الميلانين، وتُدهن به البشرة في المساء فقط.
وأشارت إلى أن الكلف الظاهر على الحوامل لا يُنصح بمعالجته بالكريمات أو الأدوية إلا بعد الإستشارة الطبية، وبشكل عام يعتبر الكلف عند الحوامل من الأعراض المؤقتة التي ما تلبث أن تختفي بإنتهاء شهور الحمل.
هل يمنع واقي الشمس من الحصول على فيتامين D؟
عمليًا يحجب واقي الشمس أشعة الشمس عن الجلد وبالتالي عدم القدرة على إنتاج الفيتامين داخل الجلد، وللتغلب على هذه المشكلة يمكن تخصيص مرتين أو ثلاثة أسبوعيًا للتعرض للشمس بدون وضع واقي الشمس على البشرة، بشرط أن يكون التعرض في الفترات المناسبة وهي الصباح الباكر أو بعد العصر حيث تكون أشعة الشمس مائلة. وتختلف المدة المطلوبة لإنتاج فيتامين D في الجلد بإختلاف نوع البشرة، فالبشرة الداكنة تحتاج إلى التعرض للشمس لمدة نصف ساعة لثلاث مرات أسبوعيًا، أما البشرة البيضاء والحساسة فلا تحتاج إلا لعشر دقائق فقط لمرتين في الأسبوع.
ما هي الوردية؟
اختتمت “د. روان عبد السلام” قائلة: مرض الوردية (Rose Shia) عبارة عن تهيج البشرة بفعل التعرض للشمس، ويظهر على شكل إحمرار نتيجة لتهيج الأوعية الدموية، وعادةً ما يظهر هذا الإحمرار على الخدود والوجنتين. والوقاية من مرض الوردية أفضل كثيرًا من العلاج لذا يلزمه إتباع أساليب الوقاية الفيزيائية مثل وضع النظارات الشمسية وأغطية الرأس وتقليل التعرض للشمس، وكذلك إستعمال واقي الشمس المناسب.