عندما كنت على نياتي قبل عدة أعوام وسارعت كغيري ممن كانوا على نياتهم من المواطنين إلى صناديق الاقتراع واصطففنا في الطابور الطويل في انتظار انتخاب مرشحينا للمجالس البلدية لتحقيق تطلعاتنا وأحلامنا الوردية والبيضاء والغبراء و«المنيلة» التي كانت على شكل قائمة طويلة ملأ بها المرشحون «برشورات» حملاتهم الترويجية.
لم يكن يدور في خلدي ذلك الحين أن أقصى ما سأحصل عليه هو نسخة من ذلك الـ «برشور» الذي تزينه صورة مرشحي الموقر بـ «مشلحه» النفيس وطلته البهية وضحكته البريئة! لذا أصبحت مصمما على الاحتفاظ بذلك البرشور حتى لا أنسى صورة مرشحي الكريم الذي انقطعت أخباره فور إعلان النتائج! وعلّ الله أن يبعثه من مرقده ليجيب عن أسئلتي الكثيرة، عن تطلعاتي وتطلعات من كانوا أمامي وخلفي في ذلك الطابور عندما ساهمت أصواتنا بفوزه!
أتمنى ألا يجيبني متحذلق بأنه يجب عليَّ البحث عن آخر اجتماعاتهم وخططهم ودراساتهم ولجانهم.. فذلك لا يهمني لأن ما يهمني كمواطن أن أرى تلك القائمة الطويلة من أهداف مرشحي الموقر التي ملأ بها وسائل الإعلان والتي لم يتحقق منها حتى اللحظة إلا فقرة واحدة كانت بعنوان «إنشاء مجلس لكبار السن المتقاعدين لزيادة الترابط بين أهل الحي الواحد»! والذي لست متأكدا حتى اللحظة إن كان ذلك من صنيع المجلس البلدي أو هو اجتهادات من العم أبو صالح عمدة أهالي الحارة !
لا يهمني كناخب أن تكون هناك مئة اجتماع أو عشرة أو حتى اجتماع يتيم قبل نهاية كل شهر لأعضاء مجلسنا البلدي الموقر ولست مهتما إن كان الاجتماع عقد في فندق فاخر أو في كوفي شوب أو حتى فوق سطح عمارة أو في مواقف للسيارات، ولست معنيا أيضا إن كان الاجتماع تم بحضور جميع الأعضاء أو أنه تم هاتفيا أو عن طريق الماسنجر أو حتى عبر الحمام الزاجل بين الأعضاء.. كل ذلك لا يهمني إطلاقا، ما يهمني حقا هو تحقيق ولو ربع من تلك القائمة الطويلة التي مازلت أرددها وأردد معها:
«أعلل النفس بالآمال أرقبها.. ما أضيق العيش لولا المجلس البلدي»!
بقلم: ماجد بن رائف
بالمقترحات أيضًا:
- تجد: عزيزي القارئ.. دعني أتحدث عن همومك
- أيضًا: السطحيون والخزانات!
- يليه: كيف تكون مقاولا «سليط اللسان»؟!
- وختامًا: مجرد رجل «سعودي» مريض