تُعد خدمة البث المُباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكثر من كونها مُجرد حلقة تواصل أو تسلية. حيث لا يستطيع السيطرة عليها والتحكم بها.
فالعديد منها يُشكل خطراً على الأطفال وإن كان بشكل غير مباشر، مما يتسبب في وضع الأهل في موقف صعب، وخاصة عند قوع الطفل في مُشكلة الابتزاز الإلكتروني.
ولقد تخوف الكثير من المُختصين من البث المباشر في حال إساءة استخدامه، لما يُسببه من مشاكل وآثار سلبية عديدة على الطفل.
وخاصة في ظل تطور الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، أصبحت الخدمات التي توفرها هذه المنصات مُتاحة ومتوفرة لدى الجميع، ولهذه الخدمات إيجابيتها وسلبياتها أيضاً التي تُشكل خطورةٍ سلوكية واجتماعية، لاسيما على أطفالنا، مما تتسبب لهم في الوقوع في مُشكلة الابتزاز الإلكتروني.
كيف يتم استدراج الأطفال عبر منصات التواصل الاجتماعي؟
يقول “عبد الله السبع” مُختص في أخبار التقنية: كثيراً من الأمهات ما يشتكين من تغير سلوكيات أطفالهن، وبعد جلسة نقاش مع الطفل اتضح للأهل أن أطفالهم تم ابتزازهم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
فقد اشتكى أحد الآباء من هذه المنصات بأنه تم استدراج الطفل وابتزازه، بطلب 4 آلاف ريال شهرياً، بسبب قيام الطفل في الساعة 12 ليلاً بالبث المُباشر في أحد المنصات، ومن المؤسف انتشار البث المُباشر في منصات التواصل الاجتماعي بين الأطفال.
لذلك يجب على الأهل حماية أطفالهم، تجنباً لحدوث مثل هذه المشاكل التي قد تحدث له، ولكن بسبب اعتماد الأطفال حالياً على التقنية.
ويجب على الأهل الانتباه إلى هذه النقطة والسعي إلى حماية أطفالهم ليس من المُحيطين به، بل مما يبتزونه عبر مواقع التواصل في جميع أنحاء العالم.
واليوم نداء عاجل للآباء والأمهات بالانتباه ومراقبة أفعال الطفل، حيث يُمكن أن يكون الطفل في خطر دون دراية من الأهل، وربما يمُر الطفل بتجربة سلبية في عالم الإنترنت، فالحوار هام جداً في هذه المرحلة العمرية، لاسيما مع اعتماد الأطفال على التقنيات والمنصات بشكل كبير جداً في مجال الدراسة وغيرها.
وينصح “السبع” الآباء والأمهات بمحاولة استيعاب أطفالهم، والجلوس معهم للحوار والمناقشة، مما يُسهل عليهم فهم ما يدور في ذهن أطفالهم. وكذلك على الأهل نصيحة أولادهم، وتوعيتهم بمخاطر التقنية والبث المباشر التي يواجهونها بسبب مواقع التواصل الاجتماعي.
طريقة معرفة الآباء الابتزاز الإلكتروني
لا يستطيع الأب معرفة الابتزاز الإلكتروني، إذا لم يجلس مع الطفل جلسة أبوية، ومحاولة التحدث معه وتوعيته بمخاطر هذا الموضوع، فمن المؤسف حدوث مشاكل أخلاقية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب عدم الوعي بخطورة المشكلة.
فعدم وعي الآباء وتساهلهم مع هذه التقنية، يتسبب في مشاكل كبيرة وضخمة للطفل. وأيضاً عدم تفعيل وسائل الرقابة الأبوية، خوفاً على مشاعر الطفل. لأن بعض الأطفال لا يريدون تفعيل وسائل الرقابة الأبوية عليهم، مما يُساهم في حدوث مشاكل وخيمة للطفل يصعُب التعامل معها، ومنها الابتزاز الإلكتروني.
ويلعب الأثر النفسي دوراً هاماً جداً في حدوث هذه المُشكلة، فالكثير من الآباء يجهلون ابتزاز أطفالهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
في أي فئة عُمرية يتم تفعيل الرقابة الأبوية؟
يحدث الابتزاز الإلكتروني بسبب تساهلنا مع شبكات التواصل الاجتماعي. فهذه الشبكات غير آمنة تماماً للأطفال لاستخدامها، وغير مناسبة لهم دون سن 13 سنة. ويفترض منا كآباء عدم إعطاء الأطفال وسيلة للدخول على هذه المنصات، وعدم إعطائهم أي حسابات شخصية تُمكنهم من استخدام هذه المواقع.
وذلك لأن الابتزاز الإلكتروني يُمكن أن يتم من خلال الحسابات الوهمية، غير الحسابات التي يستخدمها الآباء والأمهات. لذلك يجب على الأهل الانتباه إلى هذه النقطة الهامة، وعدم إعطاء الطفل أي حسابات للدخول على منصات التواصل الاجتماعي. فعليهم مراقبة أفعال الطفل جيداً لحمايته من الوقوع في مصيدة الابتزاز الإلكتروني.
كما ينصح “السبع” أيضاً الأهل بتفعيل وسائل الرقابة الأبوية في أجهزة الطفل، وعدم السماح له بالدخول على منصات التواصل الاجتماعي، حتى يتم تدارك حجم المُشكلة التي قد تحدث لا قدر الله.
كيف تتم الرقابة الأبوية على الأبناء؟
لا يتسنى للآباء السيطرة على جميع شبكات التواصل الاجتماعي، ومراقبة دخول الطفل عليها. ولكن هُناك خطوات يقوم بها الآباء لرقابة أبناءهم ومتابعتهم من خلال تفعيل وسائل الرقابة الأبوية الموجودة في أجهزة IOS والأندرويد.
فأكبر تقصير من الآباء في حق أبنائهم هي السماح للطفل بالدخول على هذه المنصات طوال اليوم وخاصة في الفترة المسائية. لأن أغلب مشاكل الابتزاز تحدث في الفترة المسائية بعد نوم الأم والأب، فهذه تُعد جريمة في حق الطفل.
فالمُفترض أن يستخدم الطفل الإنترنت في الأوقات المسموح بها، والتي يقدر الأب على مُراقبته فيها، وبعد ذلك يتم سحب الجهاز من الطفل، ولا يجب إعطائه الوصول الكامل للإنترنت.