اعتدنا دوما الاعتماد على الرجل في كل صغيرة وكبيرة، والبداية من المدرسة التي نتعلم فيها فنون الاستسلام لسطوة الرجل، فحصة النشاط نتعلم فيها كيف نحل المشكلات الزوجية، وبأننا وجدنا لنتزوج وننجب ثم نموت، وتكون مهمتنا انتهت.
يكثفون المحاضرات المتعلقة بالحياة الزوجية وواجب الزوجة… وفي المقابل يهملون إلقاء المحاضرات العلمية والتخطيط للمستقبل.. وياللهول إحصاءات الطلاق مرتفعة جدا.
أقول إنه على الرغم من تطور التعليم إلا أن هذه الأفكار لا تزال «معشعشة» في عقول عدد من المعلمات والمعلمين، وتبعا لهذه الممارسة فإن أفكار بعض الفتيات تفتقر للطموح لأنها باتت تعتقد أنها وجدت عبئا على أهلها، في انتظار من يتقدم للزواج بها..
لذلك أصبحت لا ترهق نفسها بالتفكير في مستقبلها والتخطيط له.. وتأتي المعاناة عندما تصبح زوجة.. فمع الأسف هي لن تلقى الاحترام ولن تعيش حياة جميلة مع زوجها.. تدرك بعد فوات الأوان أنها جازفت وغامرت عندما راهنت على الزوج ولم تسع لتأمين حياتها ومستقبلها بشهادة قد تجد بسببها وظيفة مرموقة تكفل لها حياة كريمة.
بسبب هذا تعيش ما تبقى من عمرها تندب حظها راضية بزوج قاسٍ متسلط لا تستطيع الفكاك منه بل إنها تستجديه ألا يطلقها فتضيع. أخشى أن هذا ما ينتظر بعض الفتيات، ويمكنك التنبؤ بمستقبلهن بمجرد إجراء محادثة بسيطة معهن، حيث تلمس سطحية واضحة ونظرة متواضعة عن الحياة والتعليم.
لا أعلم كيف وصلت كثير من فتياتنا لهذا المستوى البسيط جدا من الثقافة والمعرفة. كما أن عقل المرأة يمكنه أن يكون واعيا ومتعلما ولا يقل بأي حالٍ من الأحوال عن عقل الرجل، فهذه سيدتنا عائشة رضي الله عنها التي كانت أول فقيهة في الإسلام.. والشواهد الأخرى كثيرة.
فلماذا مثل هذه الأمور مغيبة عن أذهان شريحة غير قليلة من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات؟ إن النهضة والحضارة تتطلب تكاتف جميع عناصر المجتمع من إناث وذكور. والتركيز على عنصر واحد دون الآخر هو خسارة واضحة لهذا المجتمع.
بقلم: بشاير آل زايد
وفي المقترحات كذلك: