هناك العديد من الاضطرابات النفسية التي تتعرض لها المرأة نتيجة عدة أسباب جينية ووراثية وهرمونية في بعض الحالات كحالات الولادة وفترة الدورة الشهرية، لذلك يجب أن يتنبه المحيطين بالمرأة عند تعرضها لمثل هذه الأعراض والعمل على مساعدتها بصورة فعالة.
هل تقتصر الاضطرابات على النساء فقط دون الرجال؟
ذكرت الدكتورة لارا علقم ” أخصائية الطب النفسي والإدمان في مركز مستشفى الرشيد ” أن الاضطرابات النفسية بشكل عام تصيب الرجال والنساء على حد سواء وبأعمار متفاوتة لكن هناك بعض الاضطرابات التي تصيب المرأة فقط كما أن هناك بعض الاضطرابات تحدث للمرأة أكثر من الرجل ومن أشهر هذه الاضطرابات هو الاكتئاب الذي يصيب المرأة ضعف الرجل.
هناك عدة أسباب للاضطرابات النفسية للمرأة من ضمنها التركيبة العاطفية للمرأة التي تجعلها أكثر قدرة للتعبير عن مشاعرها مما يجعل السيدة تذهب لطلب المساعدة بينما الرجل يرى في نفسه رمزاً للصمود والمقاومة ولا يوجد عند سبب للاكتئاب أو الحزن أو غيره.
إلى جانب ذلك، هناك أيضاً التغيرات الهرمونية التي تبدأ عند المرأة منذ الدورة الشهرية مروراً بالحمل والولادة وانقطاع الطمث في نهاية المطاف، هذا إلى جانب المسئوليات والمهام التي تُلقى على كتف المرأة ابتداءً من العمل داخل المنزل وخارجه بجانب التربية وغيرها من الأمور التي تجعل المرأة أكثر عُرضة للاضطرابات أكثر من الرجل.
هل تتفاوت قابلية المرأة للاضطرابات النفسية من سيدة لأخرى؟
هناك أكثر من عامل لإصابة امرأة ما بالاكتئاب بنسبة أكبر من غيرها من ضمنها الاستعداد الوراثي بجانب الإصابة بحالات اكتئاب سابقة للمرأة غير الظروف المحيطة بها والعامل الجيني والوراثي والضغوطات التي تتعرض لها المرأة – بناءً على ما ذكرته الأخصائية.
إلى جانب ذلك، هناك بعض النساء اللاتي تتعرضن إلى حالة من التكدر عند بداية الدورة الشهرية وذلك لا يحدث للجميع كما أن هذه الحالة تأتي ضمن الحد الطبيعي من التوتر والاضطرابات الخاصة بالشهية والأرق والعصبية إلى حد طبيعي ولكن إذا لم تكن المرأة قادرة على القيام بمهامها ومسئولياتها فإن ذلك قد يتطلب بعض العلاجات السريعة.
ما هي اضطرابات ما بعد الولادة عند المرأة؟
لا يمكننا القول بأن كل سيدة يجب أن تمر بكل الاضطرابات بعد الولادة ولكن ذلك يأتي بدرجات متفاوتة تبدأ بحالة من تكدر المزاج الذي يأتي في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة وقد يستمر لأكثر من أسبوعين كما أنه يصيب أكثر من 50% من السيدات وأهم أعراضه هو التوتر والحساسية الزائدة ونوبات بكاء واضطرابات في النوم واضطرابات في الشهية، لكن بشكل عام لا يعتبر هذا النوع من الاضطرابات بحاجة إلى العلاج وإنما بحاجة إلى طمأنة المرأة إلى أن ما تمر به ليس اضطراب نفسي وإنما هو خلل هرموني بحاجة إلى دعم من المحيطين والأهل خاصة من الزوج مما يساعد في التخلص من هذه الحالة الكئيبة التي تعيشها المرأة بعد الولادة.
كيف يمكننا دعم المرأة التي تتعرض للاضطرابات النفسية؟
يمكننا دعم المرأة التي تعرض لأي نوع من أنواع الاضطرابات النفسية عن طريق فتح قنوات الحوار بيننا وبينها خاصة من الزوج كما سبق الذكر بجانب ضرورة الحوار معها على أهمية تقبلها للحوار والمساعدة من الآخرين في هذه الحالة وأ ذلك لن يقلل من أموميتها خاصة إذا كانت أول ولادة لها.
أضافت ” علقم “: يجدر الإشارة إلى أن تكدر المزاج تشفى منه المرأة بشكل تلقائي خلال أسبوعين من الولادة وفي حالة استمراره لأوقات طويلة ليعيق المرأة عن القيام ببعض المهام المنوطة بها فإننا حينئذ نكون قد وصلنا لحالة من حالات الاكتئاب ما بعد الولادة وهي الحالة التي تصيب 10 إلى 15% من النساء بعد الولادة وتبدأ من الأسابيع الأولى من الولادة كما يمكن أن يأتي في أي وقت خلال السنة الأولى بعد الولادة.
أما عن الأعراض فتكون أشد من أعراض تكدر المزاج عند المرأة كما تفقد المرأة المتعة في الأمور التي اعتادت على التمتع بها بجانب بكائها المستمر والشعور باليأس والذنب على أشياء غير مبررة مع إمكانية التفكير في الانتحار أو إيذاء الرضيع كنوع من الرحمة إليه ومن ثم نكون بحاجة ملحة لعلاج المرأة من تلك الحالة الخطيرة.
وأخيراً، يجب أن ينتبه من يعيشون بجانب المرأة خلال هذه المرحلة الحرجة بعد الولادة والتي تتعرض فيها لبعض الاضطرابات النفسية الخطيرة ومحاولة مساعدتها لتخطي هذه المرحلة بشكل أسرع.