كلنا شاهدنا مدى انتشار فيروس كورونا السريع، وبالرغم من ذلك لا نرى التزام عدد كبير جداً من الناس باتباع أساليب الوقاية اللازمة، بل أن هناك من يحاول أن يتحايل على الحجر الصحي والمنزلي، وحظر التجول التي فرضتها بعض الدول، ويحاولون الهرب بشكل أو بآخر، دون أخذ الأمر بشكل جدي بأي شكل من الأشكال.
لماذا الاستهتار من كورونا؟
يقول المستشار الأسري والتربوي الدكتور “خليل الزيود”: أن الاستهتار من كورونا يبدأ بسبب الجهل أولاً، والذي بدوره يولد استهتار، وهذا الاستهتار يتم الإعلان عنه على أنه إيمان حقيقي بالحياة، وتسليم بالقضاء والقدر، وتجدر الإشارة بأن الجهل للأسف الشديد هو الأساس دوماً؛ حيث أن الجهل بطبيعة الفيروس، والجهل بمدى خطورته، وعدم وجود معلومات حقيقية ودقيقة لدى الكثير من الأشخاص عن الفيروس يجعل هناك استهتار واضح.
وبدلاً من ذلك يمكن بمعرفة بعض المعلومات البسيطة من سبل الوقاية على سبيل المثال من غسل اليدين بالماء والصابون، وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة، ذلك إلى جانب اتباع نظام غذائي سليم، صحي ومتوازن، وشرب كميات كافية من المياه يجعل شخص ما يبتعد بشكل كبير جداً عن العدوى، وهذا من شأنه أن يمنع انتشار العدوى بشكل عام؛ حيث أن فيروس كورونا هو مرض وبائي، ومحافظة شخص واحد على صحته، تعني المحافظة على صحة الإنسانية بأكملها.
وينفي الدكتور “خليل” القول الذي يرجح كون الاستهتار هو خوف مخفي؛ حيث أن وسائل التواصل الاجتماعي التي نتواجد عليها الآن تُضخم الاشياء، أو على العكس تماماً تسفه من حجم المشكلة، وفي كلتا الحالتين لا يمكن اعتبار أن الخوف الزائد من شأنه أن يتسبب في الاستهتار، بل أن ما نراه ونسمعه هذه الأيام يجعلنا نحذر وبشده الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري، أو الأشخاص الذين يعانون من شخصية مهزوزة، وتعاني من القلق والتوتر النفسي، وننصحهم بالتوقف عن متابعة الاخبار، ووسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى جانب آخر يشير الدكتور “الزيود” إلى أن الخوف الزائد عن الحد أيضاً أمر غير صحي، وغير مقبول من الناحية الإنسانية، حتى أن الموت بالإيحاء هو أمر معروف تماماً في بعض السجون، لذلك فمن المهم أن نحاول أن نكون في حالة من الاتزان، فلا ننكر وجود الفيروس تماماً كما يعتقد البعض، خاصةً بعد أن العلم يؤكد وجوده، بل أن هناك عواصم ودول تسقط حالياً بسبب هذا الفيروس، فالأمر لا يعتبر فكاهة أبداً، وعلى جانب آخر لا يمكن أن نموت خوفاً، ولكن يجب أن نوازن بين الحالتين، وتجدر الإشارة بأن الحل الأمثل الذي يجعلنا نعيش حالة الاتزان هذه هو أن نتسلح بالعلم، فنحن الآن نمتلك أقوى سلاح فعلياً وهو العلم، ومن هنا يجب لكل عالم أن يظهر وأن يتحدث، وأن يحاول أهل العلم إيصال المعلومات الحقيقية، والدقيقة للعالم بشتى الطرق.