تعتبر فترة الحمل من أكثر الفترات التي تتعرض فيها المرأة للتغيرات الجسدية والنفسية، والتي تؤثر بالطبع على حالة السيدة وعلى الحمل والولادة كما تؤثر كذلك على الجنين.
لذلك يعتبر الفحص والتخطيط الجيد مسبقًا للحمل من الأشياء المهمة جدًا التي يجب أن تجرى، ومن خلال هذا التخطيط والاستعداد المسبق يمكن تجنب نسبة كبيرة جدًا من المشاكل والاضطرابات النفسية والأمراض التي قد تصاب بها المرأة أثناء الحمل وبعد الولادة.
التغيرات التي تتعرض لها المرأة الحامل
يقول الدكتور “محمد نبيل”، استشاري أمراض النسائية والتوليد والعقم، أن التغيرات الجسدية والهرمونية التي تعاني منها المرأة خلال الحمل تجعل من الحمل حالة انفعالية.
ومن التغيرات الجسدية للمرأة الحامل هي التغير في كيمياء الجسم لدى المرأة الحامل والتغير في الشكل والتغير في الوزن، إضافة إلى التغير الهرموني الذي يحدث في الجسم.
وجميع هذه التغيرات تؤثر بالفعل على الحالة النفسية للمرأة وتؤدي إلى إصابتها بالتقلبات المزاجية والأرق والخوف من الحمل والولادة، وهذا يؤدي إلى حدوث اكتئاب ما قبل الولادة أو اكتئاب ما بعد الولادة، وفي بعض الحالات النادرة تصاب المرأة بانفصام في الشخصية.
تابع د. “نبيل” أن النساء المعرضات للضغوطات النفسية أثناء الحمل هن أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل أو ضغط الحمل أو الولادة المبكرة.
إضافة إلى ذلك فإن الأطفال المولودين لأم كانت عرضة للضغوطات النفسية أثناء الحمل يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية والعصبية.
من الجدير بالذكر أن فترة ما قبل الولادة وبعد الولادة مباشرة تكون من أكثر الفترات التي تكون فيها المرأة أكثر عرضة للتغيرات والاضطرابات النفسية، وخصوصًا في المرة الأولى للحمل.
كيفية تهيئة المرأة الحامل للتغيرات النفسية التي قد تمر بها؟
أردف د. “محمد”، أنه لا بد من وجود ما يعرف بالتخطيط المسبق للحمل والاستعداد الجيد لهذا الحمل. وأضاف الدكتور أن التخطيط للحمل يقلل من المشاكل النفسية التي تتعرض لها السيدة خلال الحمل.
وتابع الدكتور أن الاهتمام بالصحة النفسية للحامل هو جزء من الاهتمام بالصحة العامة، حيث أن مناعة الإنسان تعتمد بشكل كبير على الصحة النفسية، وبالتالي كلما كانت الصحة النفسية أفضل كلما كانت المشاكل المعرضة لها السيدة أقل.
مما لا شك فيه أن الأسرة تلعب دور في مساعدة المرأة الحامل والاهتمام بصحتها النفسية، وذلك عن طريق تقديم الغذاء الجيد، وتهيئة البيئة المناسبة للنوم، إضافة إلى إعطاءها الشعور بالأمان والدعم النفسي، وهذا ما يساعد على مرور فترة الحمل بصورة طبيعية وسليمة.
إضافة إلى ذلك فإنه لا يمكن إنكار دور الطبيب في مساعدة السيدة الحامل، وذلك عن طريق إعطاء المرأة الاطمئنان الكامل فيما يخص الحمل.
وأضاف الدكتور أن النساء المصابات بالتقلبات المزاجية أو الاكتئاب قبل حدوث الحمل هن أكثر عرضة للاضطرابات النفسية التي تحدث خلال الحمل، وكذلك النساء اللاتي تعانين من العنف الأسري، أو النساء اللاتي تعانين من بعض الأمراض العضوية.
اسئلة نطمئنك بالإجابة عنها .. لا تقلقي:
1. أسباب تشوه الجنين
كما يقول د. “نبيل”، أسباب تشوهات الجنين تنقسم إلى قسمين؛ أسباب جينية نتيجة خلل في تكوين الكروموسومات، والتي تحدث بكثرة نتيجة زواج الأقارب.
أما بالنسبة للأسباب الأخرى فتحدث نتيجة بعض الأدوية، أو نتيجة بعض الفيروسات التي قد تصاب بها السيدة الحامل، إضافة إلى ذلك فإن هذه التشوهات قد تحدث في بعض الحالات بدون وجود أسباب.
2. هل يؤخذ الفوليك أسيد قبل الحمل بثلاثة أشهر؟
من الضروري جدًا تناول الفوليك أسيد قبل حدوث الحمل بثلاثة أشهر، وذلك لأن الفوليك أسيد مهم جدًا لتكوين القناة العصبية للحمل.
ويفضل أخذه بجرعة 400 ميكروجرام في اليوم لمدة ثلاثة أشهر قبل الحمل ويستمر خلال أول ثلاثة أشهر في الحمل.
3. هل تقلل السمنة من فرص حدوث الحمل؟
ختامًا، السمنة المرتبطة بتكيس المبايض تقلل من فرص حدوث الحمل لدى النساء، كما أنها تزيد من نسب حدوث الإجهاض وتزيد من المشاكل التي تحدث أثناء الحمل.