بطاقة الدرس
- درس: الاستعارة
- الفئة: البلاغة العربية / الإيجاز في العربي التخصص
- الصف: الحادي عشر الأردني
- الفصل الدراسي: الثاني
- الهدف: شرح، مراجعة وتلخيص وحل أسئلة
- الدرس السابق: الكناية
لاحظ البيت الآتي للمتنبي:
حمالة ذا الحسامِ على حسامٍ
وموقع ذا السحاب على سحابِ
كلمة (الحسام) الأولى تدل على السيف وهو المعنى الحقيقي، وكلمة (الحسام) الثانية تدلّ على (سيف الدولة) وهو معنى غير حقيقي كلمة (السحاب) الأولى تدلّ على الغيوم وهو المعنى الحقيقي وكلمة (السحاب) الثانية تدلّ على (سيف الدولة) وهو معنى غير حقيقي. إذن فقد استخدم المتنبي كلمتي (الحسام، السحاب) الأخيرتين للمعنى المجازي.
حمالة ذا الحسام على حُسامٍ
وموقع ذا السحاب على سحابِ
أراد المتنبي أن يشبه (سيف الدولة) بـ (السيف) لقوته أراد أيضا أن يشبه (سيف الدولة) بـ (السحاب) لجوده وكرمه بالعودة مرة أخرى للبيت، نجد أن المشبه (سيف الدولة) غير مذكور والمشبه به (السيف) مذكور.
كذلك المشبه (سيف الدولة) غير مذكور، والمشبه به (السحاب) مذكور فعند حذف أحد طرفي التشبيه فإننا ندخل في باب (الاستعارة).
يقول الله تعالى عن موسى –عليه السلام–: (ولما سكت عن موسى الغضب).
نجد إنّ كلمة (سكت) استخدمت استخدامًا مجازياً غير حقيقي، بمعنى (زال).
ولكن المشبّه (زوال الغضب) غير مذكور ودلّ عليه كلمة (الغضب) فهو يزول ولا يسكت. ومن هنا تكون كلمة (الغضب) (دليلا لفظيا / قرينة) تمنع المعنى الحقيقي لكلمة (سكت).
لاحظ المثال الآتي: لا تصاحب من في قلبه مرض.
في المثال السابق تمّ استخدام كلمة (مرض) استخدامًا مجازيًا للدلالة على (الشرّ) فقد شبّه (المرض) بـ (الشرّ) ولكن المشبّه (الشر) غير مذكور والذي دل على أنّ المقصود بـ (المرض) هو (الشرّ) دليل معنوي أو قرينة معنوية وهذا الدليل منع المعنى الحقيقي لكلمة (المرض).
حل التقويم صفحة (34)
أ – ميّز الكلمة التي استخدمت استخداما حقيقيًا من الكلمة التي استخدمت استخدامًا مع بيان القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي في ما تحته خط في ما يا يأتي:
- قال المتنبي في مدح سيف الدولة:
فيومًا بخيلٍ تطردُ الروم عنهم
ويوما بجودٍ تطردُ الفقر والجدبا
كلمة (تطرد) الأولى استخدمت استخدامًا حقيقيًا وكلمة (تطرد) الثانية استخدمت استخدامًا مجازيًا والقرينة لفظيّة تدلّ عليها كلمتا (الفقر / الجدب).
- قال أبو تمام يصف جملا:
رعتْهُ الفيافي بعد ما كان حقبةً
رعاهَا وَمَاءُ الروضِ يَنْهَلُّ ساكِبهْ
كلمة (رعته) الأولى استخدمت استخدامًا مجازيا والقرينة لفظية تدلّ عليها كلمة (الفيافي) وكلمة (رعاها) في الشطر الثاني استخدمت استخدامًا حقيقيًا.
ب – وضّح الاستعارة في ما تحته خط في كلّ ممّا يأتي مبينا القرينة ونوعها:
- قال ابن زريق البغدادي:
أستودع الله في بغداد لي قمرا
بالكرخ من فلَكِ الأزرار مطلعُهُ
شبّه زوجته بالقمر، والمشبّه غير مذكور، والقرينة لفظية (الكرخ / فلك الأزرار).
- قال المتنبي:
ولكن بالفسطاط بحرا أزرته
حياتي ونصحي والهوى والقوافيا
شبه الممدوح بالبحر، والمشبه غير مذكور والقرينة لفظية (آزرته).
- للعلماء فضل في تخليص البشرية من الظلام.
شبه الجهل بالظلام، والمشبه غير مذكور والقرينة معنوية (تخليص).
أنواع الاستعارة
- أ – لاحظ قول أحمد شوقي في رثاء الشهيد عمر المختار:
يأيها السيفُ المجرَّدُ بالفَلا
يكسو السيوف على الزمان مَضاءَ
المقصود بالسيف هنا (عمر المختار) فهو لا يقصد السيف الحقيقي لوجود قرينة لفظية تمنع إرادة المعنى الحقيقي (يكسو السيوف)، فهنا شبه (عمر المختار) بـ (السيف) ولكن المشبّه (عمر المختار) غير مذكور والمشبه به (السيف) مذكور. وعند حذف المشبه في الاستعارة وذكر المشبه به تكون استعارة تصريحيّة.
- ب – لاحظ قول الشاعر حيدر محمود يتغنّى بمدينة جرش:
حجارتها لم تزل تنطِقُ
وأرجاؤها بالشذى تعبقُ
شبه الشاعر (الحجارة) ب (الإنسان)، ودليل ذلك القرينة اللفظية (تنطق) وهي مختصة بالإنسان، ولاحظ أنه ذكر المشبه (الحجارة) وحذف المشبه به (الإنسان)، ولكنّه كنّى عنه بشيء من لوازمه كلمة (تنطق)، والاستعارة التي يُحذف فيها المشبه به ويُكنّى عنه بشيء من لوازمه تُسمّى الاستعارة المكنية.
إذا حُذف المشبه كانت الاستعارة تصريحية.
إذا حُذف المشبه به كانت الاستعارة مكنية.
لاحظ المثال الآتي:
النار تخلّف رمادًا.
المعنى الحقيقي أنّه بعد انطفاء النار فأنّها تترك وراءها الرماد، ولكن ليس هذا المقصود، ولكن المقصود أنّ الأب صاحب الصفات الحسنة ينجب ولدًا لا يحمل صفات أبيه الحسنة، وهنا القرينة معنوية يظهرها سياق الموقف منعت من إيراد المعنى الحقيقي، ويُسمّى هذا النوع (الاستعارة التمثيلية) وهي تكون في الأمثال والحكم والأقوال المأثورة.
ا – قال أبو ذؤيب الهذلي:
وإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمةٍ لا تنفعُ
في البيت السابق ذكر المشبه (المنية) وحذف المشبه به (الوحش الكاسر) وكنّى عنه بشيء من لوازمه (أظفارها)، فهي استعارة مكنية.
ب – قال الحطيئة لعمر بن الخطاب ملتمسا منه العفو:
ماذا تَقولُ لِأَفْراخٍ بِذِي مَرخ
زغب الحواصل لا ماء وَلا شَجَرُ
حذف المشبّه (الأطفال) وصرّح بلفظ المشبه به (أفراخ) والقرينة لفظية (تقول) لأنّ الأفراخ الحقيقية لا يُقال لها، فهي استعارة تصريحية.
ج – أنت تنفح في حديد بارد.
شبه حال من يعمل العمل بلا طائل بمن ينفخ في الحديد البارد والقرينة معنوية يظهرها سياق الموقف منعت من إيراد المعنى الحقيقي فهي استعارة تمثيلية. وهذا المثل يُضرب في من يلح بطلب شيء يتعذر قضاؤه.
يمكن عدّ بعض الأمثلة استعارة تصريحيّة، أو مكنيّة وفق الجهة التي يُنظر منها إلى المثال:
ملأت جوانبه الفضاء وعانقت
شرفاته قطع السحاب الممطر
لو نظرنا إلى كلمة (عانقت) نجد أنّ الشاعر شبه (ملامسة) شرفات القصر للسحاب بـ (العناق) فيكون قد حذف المشبه (ملامسة) وصرّح بالمشبه به (عانقت) فهي استعارة تصريحيّة.
ملأت جوانبه الفضاء وعانقت
شرفاته قطع السحاب الممطر
ولو نظرنا إلى نفس البيت من جهة أخرى وذلك بالنظر إلى كلمة (شرفات) نجد أن الشاعر شبه (شرفات القصر) الملامسة للغيوم بـ (الإنسان) الذي يعانق شخصا آخر، وهنا ذكر المشبه (شرفات)، وحذف المشبّه به (الإنسان) وأبقى على شيء من لوازمه (عانق) فهي استعارة مكنيّة.
حل التقويم صفحة (34)
1 – بيّن الاستعارة ونوعها في ما تحته خط في كل من الأمثلة الآتية:
- مما ورد في المواعظ: رحم الله امرأ لجم نفسه بإبعادها عن شهواتها.
شبه النفس بكائن يُلجم فحذف المشبه به وأبقى من لوازمه (يُلجم) استعارة مكنيّة.
- قيل في رثاء كبير قوم:
فَإِنْ يهْلِكُ فكلُّ عَمودِ قَوْمٍ
مِنَ الدُّنْيا إِلى هُلْكٍ يَصِيرُ
شبه كبير القوم بالعمود، فقد حُذف المشبه (كبير القوم) وصرّح بالمشبه به (العمود)، استعارة تصريحيّة.
- يهجم علينا الدهر بجيش من أيامه ولياليه.
شبه الدهر بكائن يهجم، فحذف المشبه به، وأبقى من لوازمه (يهجم)، استعارة مكنية.
- يقال لمن يريد الخير من غير أن يتخذ أسبابه ك
أنت تريد أن تجنى من الشوك العنب.
شبه حال من يريد الخير من غير أن يتخذ أسبابه بحال من يريد أن يجني من الشوك العنب. استعارة تمثيلية.
2 – في الآية الكريمة الآتية استعارة يمكن عدها تصريحية أو مكنية، حلّلها على الوجهين، مبيّنا المشبه والمشبه به: (وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ).
- الوجه الأوّل: (نسلخ) شبّه انفصال الليل عن النهار بالسلخ فحذف المشبه (انفصال الليل عن النهار)، وصرّح بالمشبه به (السلخ) على سبيل الاستعارة التصريحية. (وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ).
- الوجه الثاني: (النهار) شبه النهار بجلد يُسلخ، فذكر المشبه (النهار) وحذف المشبه به (جلد يُسلخ) على سبيل الاستعارة المكنية.
3 – اقترح موقفا مناسبا يُستخدم فيه كلّ مثال من الأمثلة الآتية:
أ – آخر الدواء الكي: لمن أعياه علاج سِنّه فذهب إلى الطبيب لقلعها.
ب – الملدوغ يخاف جرّة الحبل: لمن وقع من مكان مرتفع فأصبح يخاف من صعود الدرج.
ج – كاد المُريب أن يقول: خذوني. (لمن كذب وظهرت على ملامحه علامات الكذب).
4 – اقرأ الأبيات الآتية لأحمد شوقي في وصف غدير ماء ثم أجب عن الأسئلة التي تليه:
وَلَقَد تَمُرُّ عَلى الغَدير تَخالُهُ
وَالنَّبتُ مِرآةً زَهَت بإطار
حُلُوُ التَسَلسُلِ مَوجُهُ وَجَرِيرُهُ
كَأَنامِلٍ مَرَّت عَلَى أَوتار
مَدَّت سَواعِدُ مائِهِ وَتَأَلَّقَت
فيها الجَواهِرُ مِن حَصَى وَجمارِ
يَنسابُ في مُحْصَلَّةٍ مُبتَلَّةٍ
مَنسوجَةٍ مِن سُندُسٍ وَنُضار
أ – بيّن ما ورد في الأبيات السابقة من تشبيهات ذاكرًا نوعها:
شبه صورة الغدير يحيط به النبت بصورة المرآة المزينة بإطار (تمثيلي)
شبّه صورة الموج يصدر بحركته صوت الخرير بصورة الأنامل تمرّ على الأوتار وتصدر صوتا شجيّا (تمثيلي).
وَلَقَد تَمُرُّ عَلى الغَدير تَخالُهُ
وَالنَّبتُ مِرآةً زَهَت بإطار
حُلُوُ التَسَلسُلِ مَوجُهُ وَجَرِيرُهُ
كَأَنامِلٍ مَرَّت عَلَى أَوتار
مَدَّت سَواعِدُ مائِهِ وَتَأَلَّقَت
فيها الجَواهِرُ مِن حَصَى وَجمارِ
يَنسابُ في مُحْصَلَّةٍ مُبتَلَّةٍ
مَنسوجَةٍ مِن سُندُسٍ وَنُضار
ب – وضح ما ورد في الأبيات من استعارات، ذاكرا نوعها:
شبه ماء الغدير بإنسان له سواعد فذكر المشبه (ماء الغدير) وحذف المشبه به (الإنسان) وأبقى شيئا من لوازمه (السواعد). استعارة مكنية.
شبه الأرض المبتلة التي يسير فيها الغدير بقطعة من القماش، فذكر المشبه (مخضلة مبتلة)، وحذف المشبه به (قطعة القماش)، وأبقى شيئا من لوازمه (منسوجة) استعارة مكنية.
⬛️ درس مُقترح للمراجعة: المجاز المرسل