تذكر بعض المصادر التاريخية أن لقمان الحكيم الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، هو إفريقي يحمل سحنة أهل القارة. ونعلم الحكم التي وردت على لسانه في كتاب الله ﷻ. أما في عصرنا الحالي فبمجرد ذكر السياسة في إفريقيا يرد إلى الذهن مباشرة نيلسون مانديلا حكيم إفريقيا ومثلها الأعلى في العصر الحديث.
هذه القارة هي رئة هذا الكوكب وسلة خبزه، لو قدر الله ﷻ أن تسلم من ويلات الاحتلال الأبيض وبطش العسكر الهمج من شعوبها. وبالطبع لا يمكن التعميم، فهناك نماذج استثنائية مثل جنوب إفريقيا، وإلى حد ما السنغال وبتسوانا، إضافة إلى دول الشمال العربية، خصوصا تونس.
لقد مثل مؤتمر الاستثمار الخليجي الإفريقي الذي انعقد في الرياض التفاتة إلى أشقاء وأصدقاء في تلك القارة التي تزخر بخيرات ومصادر طبيعية يمكن أن تدر على أبنائها الخير الوفير.
ونعلم أننا هنا وفي دول الخليج تمثل الزراعة تحديا لا قبل لنا به، فالمناخ جاف والأمطار شحيحة والأرض صحراء قاحلة، كما أن الموارد المائية شحيحة هي الأخرى، ما يجعل من شبه المستحيل تحدي هذه الظروف المناخية جميعها مهما كان لدينا من موارد مالية. لذا فالاستثمار في دول زراعية تتمتع بمناخ ملائم وموارد مائية وبشرية وفيرة، يعد تفكيرا استراتيجيا كان ينبغي العمل به منذ زمن طويل، وذلك لما فيه من تبادل للمنافع وتوفير للجهود والموارد المائية لدينا، على قلتها.
ونعلم أن الاقتصاد هو المحرك الأول للسياسة الدولية والأحداث والمجتمعات بشكل عام. والقارة الإفريقية تربطنا بها روابط تاريخية، وما هجرة الصحابة الأوائل إلى الحبشة إلا أولها وأقواها، كما أن الأفارقة أشقاء وأصدقاء لا يوجد بيننا وبينهم ترسبات أو عداوات، وكل هذا يجعل من هكذا مشاريع سببا للتقارب الذي نحن أولى به من غيرنا. ونعلم كيف أخذت الصين بالاستثمار الضخم بلا أجندة سياسية.
وكان الله في عوننا وعون شعوب القارة السمراء.. القارة المعطاء.
بقلم: عمر الرشيد