هل القادة يولدون أم يصنعون؟ سؤال لم تستطع معاهد الأبحاث المتخصصة في علم القيادة أن تصل إلى حل يتفق عليه المختصون. لكننا نستطيع استخراج سؤال مواز يختص بعالم الأعمال وهو: هل رواد الأعمال الناجحون يولدون أم يصنعون؟ هذا السؤال يوجه بوصلة التركيز على ماذا يمكن لأبنائنا الصغار أن يتعلموه من قيم لتكون لديهم النواة الأولى لصنع رواد أعمال ناجحين؟
أولى هذه القيم وأهمها حب الادخار. هذا الحب مطلوب أن يزرع في نفوسهم وعقولهم مع الحذر أن يصل هذا الحب إلى مرحلة العشق فيتحول الادخار المحمود إلى بخل مذموم. متى ما طمست مقولة: اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب وتأصل حب الادخار عندهم وعايشوا نمو ادخارهم، حرصوا على ألا ينفقوا ما ادخروا إلا لشيء محدد ومفيد وسيعملون عقولهم مرتين قبل أن يقرروا أن ينفقوا ما ادخروه لأنه أصبح عزيزا عندهم ليس من السهولة التفريط فيه وهذا هو المطلوب الوصول إليه في المرحلة الأولى.
الشيء الجميل في الادخار أن الأطفال متى تعلموه وأصبح جزءا من قيمهم، فإنه يلازمهم بقية العمر ويستخدمونه كإحدى الأدوات التي تحقق طموحهم ومالهم. هناك أيضا الادخار غير المباشر الذي يجب أن يتعلموه ويتمثل في تعليمهم التوفير في استخدام الماء والكهرباء ومكالمات الجوال، وأن هذا يصب في المقام الأول في مصلحتهم لأن كل ريال يوفر يعني ريالا مدخرا لشيء أكثر أهمية. حب الادخار مثل البذرة الطيبة التي تنمو وتنتج شجرة مورفة كثيرة الأغصان المورق. من نتائج هذه البذرة تعلم الصبر وطول البال ليصبحا أداتين يستخدمهما الطفل في كل شؤون حياته.
الشكل العام لفكرة الادخار تبدو سهلة ويمكن تعليمها للأطفال ولكنها في الحقيقة من النوع السهل الممتنع وذلك بحكم وجود الكثير من المغريات التي تحفز الأطفال على صرف ما لديهم بل وطلب الدعم من الوالدين. وهنا يأتي دور الأم تحديدا في تعليم الأطفال حب الادخار بشكل متدرج ودون استعجال لأن النتائج تستحق المثابرة لمستقبل نحلم به لأطفالنا.
بقلم: د. خالد عبدالرزاق الغامدي
واقرأ هنا أيضًا: أهمية التخطيط المالي للأسرة والطريقة الأمثل للإدخار