ما هي أهمية الاحترام بين الزوجين؟
أوضح الدكتور “خليل الزيود” مستشار أسري وتربوي، يعتبر الاحترام بين الزوجين له أهمية كبرى لاستمرار العلاقة الزوجية بينهما دون أي مضض.
إلى جانب ذلك، يجب أن يبدأ الاحترام المتبادل بين الزوجين في مرحلة ما قبل الزواج مع ضرورة تبادل صفة الصدق بينهما سواء في العيوب أو المزايا، لذلك يُنصح دوما للمقبلين على الزواج عند التقدم لخطبة شريك الحياة بالبدء في الحديث بما يخافون منه والتحدث مع شريك الحياة بكل صراحة لأن الزوج إذا قام باكتشاف أي شيء تخفيه عليه زوجته فإنه حتما ستصبح هنالك مشكلة كبرى بينهما مما سيصعب مسألة استمرار الحياة بينهما بعد ذلك خاصة مع تكرار تلك الأمور.
وأضاف الدكتور، من العيوب المجتمعية التي نراها ونسمعها كثيراً في هذه الآونة سواء في الإعلام أو غيره هو تصوير الزواج على أنه مشكلة وكارثة كبرى حين يقتصرون صفات بعينها على الزوج أو الزوجة والتي يجب توافرها في أي منهما دون النظر إلى أنه يمكن التغاضي عن بعض الصفات التي قد لا تتواجد في شريك الحياة، لذلك يجب علينا التنبيه إلى أنه من الصعب أن تجتمع كل الصفات الحميدة في إنسان ما أو شخص بعينه مما يصعب من طريقة اختيار شريك الحياة.
على الجانب الآخر، وجب علينا أيضاً أن نتفهم أن الصورة التي نأخذها عن شريك الحياة من الواجب أن تكون واقعية ضمن مجموعة من الأخطاء التي يمكن أن تتواجد فيه دون أن تكون العلل الموجودة في شريك الحياة كبيرة ومؤثرة حتى يمكنهم الاستمرار في الحياة بصورة طبيعية.
ما هي أهمية مناقشة الزوج زوجته في القرارات الخاصة بهما؟
يرى البعض أن الرجل الذي لا يهمش رأي زوجته ويعاملها بشكل محترم إنما هو بعيد كل البعد عن صفات الرجولة المعروفة في مجتمعنا العربي ولكن يرى البعض الآخر أنه من الواجب على الرجل احترام رأي زوجته والأخذ به في المواضع التي يراها صحيحة حيث أن الحياة الزوجية تعتبر مسئولية مشتركة بينهما ولكل منهما دوره في استمرارها بصورة ناجحة.
وتابع ” د. خليل “: يجب على الزوج معرفة كيفية قراءة زوجته حتى يمكنه التعامل معها كما يجدر الإشارة إلى أن المرأة أو الزوجة يمكنها أن تفرض رأيها على زوجها منذ البداية في فترة الخطوبة من خلال مناقشة المخطوبة خطيبها في كل شيء يخص مسألة العيش أو الحياة بينهما مما سيشكل وجهة نظر للزوج عن زوجته المستقبلية في أنها هي حقا شريكة حياته في كل شيء.
هناك البعض ممن ينكرون دور المرأة أو الزوجة كشريكة حياة ويصرون على تهميشها في كل قرارات الحياة الزوجية بينهما، كما أن ذلك قد يكون ناتجا عن تصوير الأعلام للزواج على أنه معركة يجب على أي من الزوج أو الزوجة الفوز بها دون أن يتطرق الإعلام إلى أن الحياة الزوجية في حد ذاتها هي مسئولية مشتركة بين كليهما وسوف تصير تلك الحياة ناجحة إن أحسنوا التفاهم مع بعضهم البعض كما أنها حتما ستفشل إن لم يكن بين الزوجين تفاهم للدرجة التي تؤهلهم إلى اجتياز صعوبات الحياة.
وأردف ” الزيود “: هناك آراء غير دقيقة ترى أن المرأة أصبحت الآن مثقفة وواعية بدرجة أكبر ولكن يجب علينا تصحيح ذلك المفهوم الخاطئ لأن المرأة تعتبر مثقفة وواعية منذ بدء الخليقة كما أن وعي المرأة غير مرتبط كثيرا بمستوى ثقافتها طبقا لما قرأناه وبحثناه تاريخيا إلى جانب أن وعي المرأة يعتبر مرتبطا بدرجة أكبر بخبرتها في الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، من قراءتنا للتاريخ يمكننا القول بأن المرأة في الحضارة الإنسانية والإسلامية على وجه الخصوص قد استطاعت أن تنجز بعض الأعمال العظيمة على مر التاريخ، لذلك فإنني أنصح بقراءة كتاب ” أعلام النساء في التاريخ ” وهو الكتاب الذي يتحدث عن ثمانية آلاف امرأة في التاريخ التي لها آثار وإنجازات عالمية لا يمكن لأي عاقل إنكارها، كما وجب علينا احترام المرأة خاصة في هذه الآونة التي استطاعت فيها التعبير عن نفسها بصوتها من خلال العديد من المنابر الإعلامية وغيرها حيث يمكنها الآن مزاحمة الناس في مجلس النواب والوزارات والإعلام إلخ إلخ..
وأخيراً، يمكننا القول بأنه ليس من العيب أن يستشير الرجل زوجته في كل صغيرة وكبيرة مع ضرورة إنشاء حوار بناء بينهما من أجل مواجهة كافة صعوبات الحياة بجانب التأكيد على أنه لا يوجد أساس لما يسمى بالكرامة بين الزوجين.