معنى تعظيم الله
سبحان من أبدع في خلق كل شيء، هل تعلم بقولك هذا عظمت الله.
تعظيم الله: هو إجلال الله جل وعلا بالقلب واللسان والأعمال فعلاً وتركا، وأصل التعظيم يكون بالقلب.
ويتضح مما سبق أن لتعظيم الله أشكالاً مختلفة، فهناك تعظيم الله بالقلب واللسان، وكذلك تعظيم الله بالأعمال.
تعظيم الله بالقلب
هو أن يكون الله أجل شيء في قلبك، فتخضع له وتذل وتدرك قوته وقدرته على كل شيء، فتتعلق به في حاجاتك، وتستشعر الافتقار إليه وإلى رحمته وعطائه وحمايته.
تعظيم الله باللسان
يكون بذكره وذكر عظمته في خلقه، وفي شرعه، واللهج بقراءة كلامه، كما يكون بدعائه والاستعاذة والاستغاثة به.
تعظيم الله بالأعمال
- فعلاً: بطاعته والامتثال لأوامره، وتتبع محبوباته.
- تركاً: باجتناب ما نهى عنه، وترك جميع ما يُسخطه.
هل يجب علينا دوماً تعظيم الله بأي شكل من أشكاله؟
تعظيم الله واجب، وقد أنكر الله ﷻ على الذين لم يعظموه ويقدروه حق قدره، فقال ﷻ ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.
إذا يجب علينا تعظيم الله ﷻ، وهذا يقتضي وجوب تعظيم شعائر الله.
تعظيم دين الله وشريعته من تعظيم الله، وكلما عظّم المسلم شعائر دين الله كان ذلك دليلاً على تقواه وتعظيمه لربه.
حال من لا يُبالي بشعائر الله
هذا دليل على ضعف تقواه وضعف تعظيمه لله –عز وجل– قال ﷻ ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾.
ويجب على المسلم تعظيم حرمات الله، وذلك باجتنابها، والبعد عنها، قال ﷻ ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾.
من يفعل المحرمات ولا يُبالي بها
اقتحام المحرمات وعدم المبالاة بها يدل على قلة تعظيم الله، وعدم توقيره، قال الله ﷻ فيما قصه نوح على قومه ﴿مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا﴾.
وكذلك قال ابن عباس –رضي الله عنهما–: ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته.
أمثلة أخرى على تعظيم حُرمات الله
قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنهما–: إن المؤمن يرى ذنبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذُبابٍ مر على أنفه فقال: به هكذا.
مُعينات تعظيم الله
علينا دوما التفكر في نعم الله الكثيرة علينا،، والثناء على الله بها كمعين على تعظيم الله.
والتعرف على معاني أسماء الله وصفاته وتدبر كتابه الكريم والتفكر في ملكوت الله وعظيم مخلوقاته؛ كتفكر في السماء والأرض، والشمس والقمر، والنجوم والحيوان.
وأيضا من الممكن أن يكون تعلم العلم الشرعي معيناً على تعظيم الله؛ فهو نور يقذفه الله في القلب، والجهل ظلمات تُعمي القلب.
الخلاصة
لقد تعرفنا أن الإيمان بالله مبني على تعظيمه وإجلاله، وعرفنا عدة طرق لتعظيم الله: كالتعظيم بالقلب، والتعظيم باللسان، والتعظيم بالأعمال بفعل المحبوب وترك المكروه منها.
وكذلك عرفنا وجوب تعظيم الله ﷻ، وتعظيم شعائره ودينه. كما تعلمنا تعظيم حرمات الله واجتنابها والبعد عنها.
وأخيرا تعرفنا على المعينات على تعظيم الله؛ كالتفكر في نعم الله علينا، والتفكر في ملكوته، والتعرف على معاني أسمائه وصفاته.