ما أبرز ما يُصيب البشرة في فصل الشتاء؟
قال “د. وسام وليد” أخصائي البشرة عادةً ما تُصيب بشرة الجسم بأكلمه نسبة عالية من الجفاف أثناء فصل الشتاء، ويرجع هذا الجفاف إلى إرتفاع معدلات إمتصاص الرطوبة، ناهيك عن قلة الإهتمام بتناول السوائل والمرطبات في فصل الشتاء تبعًا لطبيعة الجو التي لا تستلزم ذلك، إلى جانب البرودة الشديدة للهواء المُلامس للجلد، مع الإستخدام المتكرر للماء الساخن في تنظيف الجسم والوجه.
كل ما سبق من العوامل التي يتعين معها على النساء خاصةً الإهتمام الزائد بترطيب وتغذية البشرة، للتخفيف من نسبة جفافها قدر المستطاع.
هل يمكن أخذ خطوات سابقة في العناية بالبشرة قبل فصل الشتاء إستعدادًا له؟
استطردت د. “وسام”: من الناحية التغذوية والنمط الغذائي الصحي المتمثل في التغذية السليمة وتناول الماء بكميات كافية، يُنتظر أن يكون هذا النمط عادة شخصية للفرد طوال فصول السنة، الأمر الذي ينعكس على صحة البشرة ونضارتها وإستعدادها ذاتيًا لكل تقلبات الفصول المناخية.
لكن المُشاهد واقعيًا أن كثير من الناس لا يلتفتون إلى تناول الكميات الضرورية للجسم من الماء، وقد لا يهتمون كثيرًا أيضًا بتناول الخضروات والفاكهة كعنصريين أساسيين في التغذية الصحية المؤثرة في جمال البشرة مباشرة. أضِف إلى ذلك – عند البعض – عدم الإكتراث بالمستحضرات الطبية المُرطبة والمغذية للبشرة.
وهؤلاء هم أكثر الناس عُرضة لصدمة جفافية للبشرة في فصل الشتاء، ومهما حاولوا اللحاق بترطيبها فلن يُسعفهم الوقت، وسيبذلون طاقة ووقت أكبر ولن يحصلوا إلا القليل من النتائج.
ما أبرز طرق الإهتمام بالبشرة ونضارتها؟
تابع “د. وليد” أبرز طرق الإهتمام بها ما يلي:
التغذية الصحية المتوازنة.
الإستخدام اليومي للمستحضرات الموضعية (الكريمات) المرطبة، والتي تحتوي على نسبة من الكولاجين وفيتامين C، والغنية بالألوفيرا والصبار لأنه يعطي المزيد من الترطيب مع قدرته في الإحتفاظ بكمية الماء المخزنة في البشرة.
لماذا يُعاني الأطفال من الجفاف الشديد في الوجنتين والشفتين شتاءًا؟
هذا العَرَض غير مُقتصر على الأطفال فقط، لكنه يحدث مع البالغين أيضًا من أصحاب البشرة الحساسة.
وللتغلب على هذا الجفاف عند الرُضع والأطفال، يتوجب دِهان الجسم والوجه بزيت الأطفال البسيط، بعد الإنتهاء من تغسيل جسم الطفل بالماء الدافيء المريح، ويتم ذلك في غرفة دافئة، ثم يتم تغطية الطفل لتدفئته، ومن ثَم سيبدأ جسمه في التَرَطُب وإمتصاص محتويات الزيت.
وإذا تطور جفاف بشرته لمراحل ظهور القشور عليها يمكن إستخدام زيت الأطفال مرتين يوميًا – صباحًا ومساءًا – وبدون تكرار الإغتسال والإستحمام. وكذلك يلزم الطفل الإكثار من شرب السوائل للتغلب على جفاف الجلد والشفتين.
لماذا تَكْثُر الإصابة بقشرة الشعر شتاءًا للرجال والنساء والأطفال؟
أوضح “د. وليد” مبدئيًا يجب معرفة أن القشور الموجودة في الشعر أو على البشرة ذات سبب مرضي واحد، فإما أن تكون بسبب تواجد كثيف لنوع من أنواع البكتيريا، وإما أن تكون بسبب تعرض الجسم والشعر لماء ذو درجات حرارة متفاوتة بين البرودة والسخونة في المرة الواحدة عند الإستحمام. هذا التغير الحراري الذي يُصيب فروة الرأس والبشرة يؤدي إلى تكوين بدائي لطبقات من القشور، تبدأ بدرجة خفيفة، لكن مع الإهمال والترك تزداد الطبقات وتنتشر أفقيًا ورأسيًا.
والعلاج الأمثل لمثل هذه الحالات هو الإستخدام المبكر فور ظهور القشرة للمستحضر الدوائي (اللوشن) المنوط به إيقاف نمو البكتيريا، بجانب مستحضرات تطهير الشعر (الشامبو) المضادة للقشرة.
ولا يُنصح باللجوء إلى تقشير فروة الرأس وخلافه. وعند وصول الحالة إلى مراحل متقدمة من الطبقات القشرية السميكة والغزيرة سيتطلب الأمر القيام بإجراء جلدي تجميلي، وقد يستدعي التدخل بمجموعة من المضادات الحيوية البسيطة، وهي قرارات علاجية خاصة بالطبيب المعالج وحده.
ما درجة كفاءة الوصفات والخلطات المنزلية الشعبية في مقاومة تأثير الشتاء على البشرة؟
تابعت د. “وسام”: بعض الوصفات تعطي مجموعة من النتائج القيمة مثل زيت الزيتون الدافيء مثلًا سواء للأطفال أو للبالغين، لأنه فعال مع الحالات التي يكون فيها نسبة جفاف البشرة كبيرًا وبدرجات ملحوظة، ويعطي نتائج سريعة – من المساء إلى الصباح – في ترطيب البشرة. وقد ينطبق ما سبق على زيت اللوز أيضًا.
كيف نتعامل مع حساسية الجلد عند الأطفال؟
مرض حساسية البشرة يختلف اختلافًا شاسعًا عن مجرد جفافها، وإن وُجدت علاقة طردية بين الجفاف والحساسية، فكلما زاد جفاف البشرة كلما زاد تهيُج حساسيتها. وعليه إذا تطور جفافها وتزايد لبدء ظهور الحساسية أعلى الخدين وحول الفم، يمكننا تفادي الوصول لمراحل متقدمة من الحساسية بالترطيب المتواصل، بمرطبات البشرة العديمة الروائح والعطور.
أما إذا وصلت حساسية البشرة لمراحل الحكة والتشققات الدموية، فهذه المرحلة يلزمها متابعة طبيب الجلدية فورًا، دون أدنى تدخل من المريض، لأنها حالة مرضية تستدعي وصف برنامج علاجي خاص.
هل يُنصح بعمليات التقشير الجلدي البسيط (Scrub) شتاءًا؟
لا يُنصح بالإكثار من إجراء الـ Scrub في فصل الشتاء، لأن أصحاب البشرة الجافة فعليًا – مع الجفاف الطبيعي الحاصل للبشرة شتاءًا – قد يؤدي لأنواع من التجرحات الظاهرة (ما يُعرف بالعامية بلفظ خرابيش)، العَرَض المُسهل لحدوث الإلتهابات البكتيرية، والمُحفز لوجود الحساسية.
وإن كان من الضروري تقشير البشرة، فليكن كل أسبوعين على الأقل، ويسبقه ترطيب كامل لبشرة الجسم كله، مع مراعاة التدليك الخفيف أثناء التقشير.
ما أكثر أنواع البشرات تأثرًا بفصل الشتاء؟
أكثر أنواع البشرة تضررًا من فصل الصيف هي البشرة الحساسة، يليها البشرة الجافة، ثم البشرة المختلطة، وأقلهم ضررًا من عوامل الجو في كل فصول السنة هي البشرة الدهنية، لأنها تحافظ ذاتيًا على نسبة رطوبتها، ونستثني منها البشرة الدهنية التي تعاني من مشكلات مرضية، وبدون جَذَع هذه المشكلات المرضية قابلة للعلاج بأي حال من الأحول.