يتميز فصل الشتاء بازدياد انتشار الأمراض التلوثية في الجهاز التنفسي والتي معظمها من الأمراض الفيروسية وأخرى بكتيرية التي تصيب جميع الفئات العمرية لكن هناك حساسية عالية من تلك الأمراض لدى الأطفال.
مفهوم الإنفلونزا الموسمية عند الأطفال
قالت “د. نجيب حسن عبد الرحيم” استشاري أول أطفال واستشاري أول أمراض السكري. هناك العديد من المفاهيم الخاصة بالإنفلونزا بعضها مختلطة وبعضها يحتاج للتصحيح. تعتبر الإنفلونزا الموسمية عبارة عن التهاب فيروسي يصيب الجهاز التنفسي بصفة رئيسية لكن هناك بعض الأعراض التي قد تتعدى هذا الجهاز في جسم الإنسان.
يمكن للإنفلونزا الموسمية أن تصيب كافة الأعمار الصغيرة والكبير في كل أوقات السنة لكنها تزيد في الشتاء على وجه الخصوص منذ شهر ديسمبر حتى شهر مارس من السنة والسبب هو وجود فيروس الإنفلونزا.
وأضاف الدكتور ” نجيب حسن عبد الرحيم” يمكن للإنفلونزا أن تكون مرضاً بسيطاً يمر على الإنسان دون أن يشعر به ولا يؤثر على حركته اليومية، لكن أحياناً تزيد حدته ليستدعي منا تناول الأدوية وقد يؤدي إلى الوفاة في حالة زيادة الأعراض.
الفرق بين الإنفلونزا الموسمية ونزلات البرد العادية
هناك بعض المشاكل التي تواجهنا في تشخيص مرض الإنفلونزا التنفسي حيث تتشابه أعراضه مع أعراض البرد العادية مثل الزكام والتهاب وألم الزور والكحة وارتفاع طفيف في درجة الحرارة مع الشعور باحتقان في العين.
على الجانب الآخر، يمكننا تشخيص الإنفلونزا الموسمية من خلال بعض الأعراض حيث أن هذا المرض يأتي فجأة ولكن نزلات البرد لا تأتي بشكل مفاجئ كما أن الإنفلونزا تتميز بزيادة في ارتفاع درجة حرارة الإنسان والصداع الكامل وألم في العضلات والضعف العام خاصة عند الأطفال مما قد يستدعي منا عمل بعض التحاليل الطبية لعلاج هذا المرض.
كيف يمكن الوقاية من خطر الإنفلونزا الموسمية؟
تعتبر الإنفلونزا عبارة عن فيروس خداع لأنه شديد الانتشار عن طريق الرذاذ سواء من الفم أو من الأنف، لذلك من خصائص الإنفلونزا هي عمل لعاب وسعال وعطاس شديد كما يمكننا تشخيص الإنفلونزا عن طريق أخذ عينة من الأنف لعمل تحليل بسيط في دقائق معدودة.
أما عن طرق الوقاية في تكمن في الأساس بالتطعيم ضد الإنفلونزا حتى لا ينتشر المرض من شخص لآخر يجب أيضاً ألا يختلط المريض بغيره من غير المصابين مع ضرورة عدم الإفراط في تقبيل الأشخاص خاصة في فترة الشتاء.
ماذا عن التطعيم بلقاح الإنفلونزا؟
تأتي فكرة التطعيم بلقاح الإنفلونزا بالجلد المقتول للجسم للوقاية من الإنفلونزا حتى يقوم بعمل أجسام مضادة للفيروس وهذا يعتمد بشكل أساسي على مناعة الجسم.
على الجانب الآخر، يأتي التطعيم بثماره عند الأطفال الصغار أو كبار السن من عمر 60 عاماً أو الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض مثل القلب والضغط والسكري وغيرها، كما يجدر علينا الإشارة إلى رخص سعر هذا اللقاح.
إلى جانب ذلك، يتم أخذ التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية مرة واحد فقط في السنة وتكون عادةً في شهر سبتمبر، كما أن الطفل الأقل من 9 سنوات يمكنه أخذ اللقاح مرتين في السنة ولا يتم إعطائه للطفل الأقل من 6 أشهر لعدم وجود دراسات تثبت جدوى هذا اللقاح للأطفال أقل من هذا العمر، ولا يوجد موانع لهذا القاح ماعدا بعض الأمراض الشديدة والحادة التي قد تصيب الأطفال.
وأردف “نجيب” من الضروري تجنب طرق العدوى للإنفلونزا قدر الإمكان خاصة للأطفال، لذلك يجب على الأهل عدم ترك ابنهم لذهاب للحضانة أو المستشفى عند تعرضه للإنفلونزا لمدة خمسة أيام بعد تعرضه لها مع أهمية عزله عن غيره بجانب ضرورة ترك مسافة بينه وبين الآخر لمسافة لا تقل عن متر.
هل هناك أية آثار جانبية لتطعيم الإنفلونزا؟
لا يحدث أية أعراض عند أخذ لقاح الإنفلونزا بنسبة 99% وفي حالة حدوث أعراض فإنها تكون على شكل ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
وأخيراً، من الضروري أن يتم تطعيم الأطفال ضد الإنفلونزا الموسمية حتى يمكننا تجنب مشاكل الإنفلونزا من تناول أدوية علاجية أو أعراض خطيرة إلخ إلخ.